أ ف ب


قال الكرملين الثلاثاء إنه يحترم ما يسميه المخاوف الأمنية "المشروعة" لتركيا بشأن سوريا، لكنه قال إنه يتعين على الأطراف جميعهم تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان القول إن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا والعراق لم تقتصر على حملة جوية، وإنه سيتم إجراء مناقشات حول مشاركة القوات البرية.

وأعربت روسيا، عن أملها في أن تتحلّى تركيا بـ"ضبط النفس"، وأن تمتنع عن "أيّ استخدام مفرط للقوة" في سوريا، حيث تشنّ أنقرة غارات جوية، وتهدّد بشنّ هجوم بري ضدّ المقاتلين الأكراد، في حين قال متحدث باسم الخارجية الأميركية، الاثنين، إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا.


وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف للصحافيين: "نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية"، وذلك من أجل "تجنّب تصعيد التوترات".

وأدلى المسؤول الروسي بتصريحاته تلك في أستانا عاصمة كازاخستان، حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي "روسي تركي إيراني" بشأن سوريا.

وأضاف أنّ "روسيا تبذل منذ أشهر (...) كلّ ما بوسعها لمنع أيّ عملية برّية واسعة النطاق" ضدّ سوريا.

وناشد المسؤول الروسي أنقرة "مواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سلميّ (..)، بما في ذلك للقضية الكردية".

يأتي تصريح لافرنتييف بعيد تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باحتمال شنّ "عملية برية" في سوريا، وذلك غداة سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للأكراد في سوريا والعراق.

أكبر عملية تركية

من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الثلاثاء، إن عملية القصف الجوي التي تشنّها بلاده في شمال شرق سوريا وشمال العراق هي "الأكبر والأشمل والأكثر فاعلية" ضد المسلحين هناك.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول أنه تم "تحييد" 36 ألفاً و854 مسلحاً في تركيا وشمال العراق وسوريا منذ منتصف 2015، مشيراً إلى أن من بينهم 3585 منذ مطلع العام الجاري.

ولفت إلى أن "بلاده تدعو (جميع) الدول خاصة الولايات المتحدة إلى وقف ما وصفه بدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية".

قلق ومعارضة غربية

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، الاثنين، إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفاً أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم "داعش".

وأضاف في ردود بالبريد الإلكتروني على أسئلة "طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد".

وتابع "نواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضاً الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل عدة مدنيين".

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أعربت عن "قلقها" إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ليل السبت-الأحد، ضدّ مواقع كردية في سوريا والعراق، مناشدة أنقرة "ضبط النفس".

بدورها، ناشدت الحكومة الألمانية تركيا الردّ بطريقة "متكافئة" على الهجمات التي تستهدفها.

أنقرة تحذر

وأودت الضربات الجوية التركية بحياة نحو 30 شخصاً، وهي العملية التي أطلقت عليها تركيا اسم "المخلب- السيف"، بعد أسبوع على اعتداء دام في إسطنبول اتهمت كلاً من حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سوريا بالضلوع فيه.

وأعلن الرئيس التركي، الاثنين، أنه "من غير الوارد أن تقتصر (المخلب- السيف) على العملية الجوية (...) سنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم"، وذلك خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين في الطائرة أثناء عودته من قطر.

وشدد أردوغان على عدم وجود قيود بشأن العملية، مشيراً إلى أن استمرارها "وارد"، مضيفاً: "لم نتكلم عبثاً عندما قلنا إننا سنأتي على حين غفلة، واتخذنا هذه الخطوة عندما حان الوقت المخطط والمنتظر"، وواصل: "لا ننتظر الإذن من أحد وعلى الولايات المتحدة أن تعرفنا جيداً من الآن فصاعدا".

وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية الجوية المحدودة هذه بعد أسبوع على اعتداء بعبوة ناسفة في إسطنبول أودى بحياة 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح. واتهمت أنقرة كلاً من "حزب العمال الكردستاني"، و"وحدات حماية الشعب الكردية" بالوقوف خلفه، لكنّ الطرفين نفيا أي دور لهما في الاعتداء.