ما من أحد في إيران عصي على الترهيب والقمع. فحتى الرياضيين لم ينجوا من شبح الزنزانة والاعتقالات وصولاً إلى حبل المشنقة.

فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تم إعدام 6 رياضيين مشاهير على الأقل، بعد أن واجهوا في الغالب تهماً ملفقة لمجرد التحدث علانية ضد السلطات أو ربما انتقادها.

لعل هذا المصير المظلم، هو ما دفع المنتخب الإيراني لكرة القدم أمس للاستسلام للضغط، وغناء النشيد الوطني، قبيل انطلاق مباراته الثانية في كأس العالم بقطر ضد ويلز، على عكس المرة الأولى، وفق ما أفادت صحيفة "ذي صن" البريطانية.



فيما سُمعت صيحات الاستهزاء والاستهجان من قبل آلاف المشجعين الذين احتشدوا في الملعب لتحية منتخبهم الذي امتنع قبل أيام عن ترداد النشيد، في لفتة فسرت على أنها تضامناً مع الاحتجاجات التي تفجرت في البلاد ولا تزال مستمرة، منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر الماضي.

السجن أو الموت

فقد تم تحذير اللاعبين لاحقاً من أنهم قد يواجهون السجن أو الموت عند عودتهم إلى ديارهم بعد رفضهم ترديد النشيد قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم أمام إنجلترا الاثنين الفائت.

إذ وجه مسؤولون إيرانيون ورجال دين تهديدات مبطنة بعقاب اللاعبين قبل مباراة أمس.

ولعل هذا ما دفع اللاعبين إلى التراجع، هرباً من مصير رهيب قد يهددهم.

أتى ذلك بينما تستمر الاحتجاجات في البلاد إثر وفاة أميني البالغة 22 عاماً في 16 سبتمبر الفائت.

فيما قابلت قوات الأمن هذه التظاهرات بعنف، واعتقلت آلاف الأشخاص وقتلت المئات.

إعدامات سابقة

يذكر أنه تم إعدام لاعبي كرة قدم وملاكمين وغيرهم أو إطلاق النار عليهم بسبب تحدثهم ضد النظام ورفضهم لسياسته.

فقد أعدمت طهران بطل المصارعة نويد أفكاري قبل عامين بتهمة ملفقة بقتل حارس أمن خلال احتجاجات شهدتها البلاد في صيف 2018.

كما أعدمت قائد منتخب إيران لكرة القدم حبيب خبيري عام 1984 بتهمة دعمه منظمة مجاهدي خلق.