في خطاب لقوات الباسيج الموالية للنظام، حاول المرشد علي خامنئي تعزيز آيديولوجيته بين أتباعه وسط الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تهدد نظامه.

وبالتزامن مع اليوم السبعين لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وصف علي خامنئي المحتجين بـ"الجهلة والمرتزقة" في خطابه الذي ألقاه بمناسبة يوم الباسيج. ومرة أخرى، اتهم أميركا بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية ووصفها بأنها "خطة العدو الكبيرة".



وقال خامنئي: "يجب أن لا ينسى الباسيج أن العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي. هؤلاء الأشخاص الأربعة (المحتجين) إما غافلون وإما جاهلون وإما تلقوا تحليلاً سيئًا. وبعضهم مرتزقة أيضاً".

وكان خامنئي قد وصف انتفاضة الشعب الإيراني، يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بأنها "حرب مركبة"، واعتبر وجود المراهقين في الاحتجاجات نتيجة "إهمال" و"عاطفة".

كما قال يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: "أقول بصراحة إن هذه الأحداث من تخطيط أميركا وإسرائيل وأتباعهما".

وقال المرشد الإيراني، اليوم السبت، إنه من أجل حل مشاكل البلاد قيل في وسائل الإعلام المحلية: "ينبغي سماع صوت الشعب وحل المشاكل مع أميركا".

ورداً على هذا الموقف، أعلن خامنئي أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل المشكلة، مضيفا: "إنهم يبحثون عن الابتزاز وإزالة الصواريخ الإيرانية والإجراءات الإقليمية، وأخيراً تغيير الدستور وإزالة مؤسسات مثل مجلس صيانة الدستور".

وشدد المرشد الإيراني على أن "العدو كان يسعى إلى الاتفاق النووي2 لإخراج إيران من المنطقة ثم الاتفاق النووي3 للقضاء على إنتاج الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية مثل الصواريخ والطائرات المسيرة".

كما وصف خامنئي المشاركين في جنازة قاسم سليماني بـ"صوت الشعب"، وقال: "عليكم أنتم سماع صوت الشعب".

وزعم أن أكثر من 10 ملايين شخص شاركوا في جنازة سليماني.

لكن المرشد الإيراني أشار في بداية حديثه إلى الانتفاضة الشعبية ضد نظام الجمهورية الإسلامية، قائلا: "في الأحداث الأخيرة، تعرض الباسيج للظلم كي يمنع تعرض الآخرين للاضطهاد".

وأضاف: "اليوم والحمد لله لدينا الملايين من الباسيج الرسميين وملايين الباسيج غير الرسميين".

ووصف الحديث حول فجوة الأجيال بـ"حديث المثقفين". وأضاف: "الواقع مختلف والباسيج هو نفسه الباسيج في الثمانينات".

لكن بعض المسؤولين في النظام الإيراني وصفوا المشاركة الواسعة للشباب والتلاميذ في الانتفاضة الشعبية بأنها كانت "بسبب استخدام الإنترنت خلال فترة كورونا أو تحت تأثير ألعاب الكمبيوتر".

يذكر أن الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية مستمرة على الرغم من حديث خامنئي وتهديدات سلطات النظام.