لم يكتف الحرس الثوري الإيراني بالتدخل في مفاصل النظام والحكومة في السياسة والاقتصاد والأمن وغيرها، بل ذهب بعيداً عن ذلك ليصل إلى الرياضة وتحديداً كرة القدم ومونديال كأس العالم.

وكشف مصدر يعمل في البيئة الأمنية المتعلقة بكأس العالم، أن "العشرات من ضباط الحرس الثوري الإيراني موجودون ويراقبون سلوك اللاعبين ولا يسمحون لهم بالتحدث مع أي شخص خارج الفريق أو لقاء أجانب".



وذكرت قناة CNN الإخبارية الأمريكية، نقلاً عن المصدر الأمني قوله إن أعضاء المنتخب الإيراني لكرة القدم تعرضوا "لتهديد" بأنهم إذا لم يتصرفوا "بشكل صحيح" قبل المباراة ضد المنتخب الأمريكي، ستتعرض عوائلهم للتعذيب والسجن.

وأضاف المصدر المطلع الذي لم يكشف عن اسمه أنه "عقب رفض لاعبي المنتخب الإيراني غناء النشيد الوطني للبلاد في المباراة ضد المنتخب الإنجليزي، فإنه تم استدعاء اللاعبين للقاء أعضاء الحرس الثوري.

وطبقاً لهذا التقرير، فقد قيل لهم في هذا الاجتماع إنهم إذا لم يغنوا النشيد الوطني أو يحتجوا ضد حكومة طهران، فإن عائلاتهم ستواجه "العنف والتعذيب".

وبحسب هذا المصدر، فعلى الرغم من وعود اللاعبين بـ"هدايا وسيارات" قبل المباراة ضد إنجلترا، بعد أن رفض الفريق ترديد نشيد البلاد، بدأ النظام يهدد اللاعبين وعائلاتهم.

وأوضح المصدر أنه "في المباراة الثانية ضد ويلز أرسل النظام مئات الأشخاص إلى الجماهير لخلق شعور زائف بوجود دعم للنظام"، مضيفاً: "في المباراة القادمة ضد الولايات المتحدة، يخطط النظام لزيادة عدد المشجعين الوهميين بشكل كبير إلى الآلاف".

ووفق سي إن إن فإن المصدر الاستخباراتي الذي قدم هذه المعلومات إلى هذه الشبكة الإخبارية يراقب عن كثب الأنشطة الأمنية الإيرانية خلال المونديال.

وأشار إلى أنه تم "تجنيد العشرات من قوات الحرس الثوري الإيراني لمراقبة اللاعبين الإيرانيين" وأنه لا يسمح لهؤلاء اللاعبين بالخروج من الفريق أو لقاء أجانب.

وأضاف هذا المصدر المطلع: "هناك عدد كبير من ضباط الأمن الإيرانيين يقومون بجمع المعلومات ومراقبة اللاعبين".

ووفقًا له أيضًا التقى كارلوس كيروش، المدير الفني البرتغالي للمنتخب الإيراني، باللاعبين بشكل منفصل بعد أن هدد عملاء الحرس الثوري الإيراني اللاعبين وعائلاتهم، ولم يكشف المصدر عن مزيد من التفاصيل حول مضمون اللقاء بين كيروش واللاعبين.

وسبق أن أفصحت وثائق تم الحصول عليها من عملية القرصنة لوكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري أن كيروش "منسق" مع سلطات إيران.

وردد أعضاء المنتخب الإيراني لكرة القدم النشيد الوطني للنظام في المباراة الثانية ضد منتخب ويلز التي فازت فيها إيران.

ومن المقرر أن تقام المباراة الثالثة للمنتخب الإيراني لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، أمام المنتخب الوطني الأمريكي.

بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأمريكا بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في طهران في عام 1979 واحتجاز طاقم السفارة كرهائن، تعتبر المسابقات الرياضية بين هذين البلدين حساسة بشكل خاص.

وقبل أربعة وعشرين عامًا، استطاعت إيران أن تهزم المنتخب الأمريكي في مونديال فرنسا بفارق هدف واحد، واستخدم قادة إيران هذا الفوز الرياضي كدعاية لسياستهم المناهضة لأمريكا.

وفي مؤتمر صحفي، حذر كيروش ضمنيًا لاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم من أي احتجاج، وقال إن سلوك اللاعبين يجب أن يكون "متوافقًا مع قواعد المونديال وروح اللعبة".

كما سخر كيروش يوم الثلاثاء من صحفي ذكر اضطهاد المرأة في إيران، كما خاطب مدرب المنتخب الإيراني لكرة القدم الشعب الإيراني بعد فوزه على منتخب ويلز، قائلاً: "أولئك الذين لا يريدون دعم المنتخب يجب أن يبقوا في منازلهم، ولا أحد يحتاجهم".