الحرة

استمرت، الثلاثاء، أعمال البحث والإنقاذ للمحاصرين والمفقودين، نتيجة العاصفة الثلجية التي أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين شخصا في تسع ولايات، معظمهم في مدينة بافالو بولاية نيويورك، في وقت يتوقع فيه أن تتحسن أحوال الطقس في شرق الولايات المتحدة وولايات وسط الغرب.

وأسفرت العاصفة الكبرى، المصحوبة بثلوج كثيفة ورياح قوية ودرجات حرارة انخفضت إلى ما دون الصفر في 48 ولاية، عن انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، كما أجبرت سلطات الطيران على إلغاء أكثر من 15 ألف رحلة جوية أميركية في الأيام الأخيرة، بما في ذلك نحو اربعة آلاف رحلة الإثنين، وفقا لموقع تتبّع حركة الطيران "فلايت أوير".

"جثث متجمدة"

ووصفت سلطات نيويورك الوضع بالقاسي، لاسيما في بافالو، وقالت إنه تم اكتشاف جثث متجمدة في السيارات المغمورة تحت الجليد فيما يقوم عمال الإغاثة بفحص السيارات المحاصرة واحدة تلو الأخرى.

ووعد الرئيس جو بايدن بتقديم الدعم الفيدرالي لنيويورك التي أعلنت حاكمتها حالة الطوارئ واعتبار بافالو منطقة كوارث، بعد أن منيت بأكبر عدد من ضحايا الطقس الجامح في البلاد.

وأقر بايدن أيضا إعلان حال الطوارئ في الولاية، وأعلن وضع كامل إمكانات الحكومة الفدرالية في متناول ولاية نيويورك، وقال إنه وزوجته جيل بايدن يصليان من أجل أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في العاصفة.

وفيما يتوقع أن تتحسّن أحوال الطقس في شرق الولايات المتحدة وولايات وسط الغرب الثلاثاء، لكن مناطق في شمال شرق الولايات المتحدة لا تزال تحت تأثير العاصفة الثلجية.

وتعد بافالو في مقاطعة إري التي غالبا ما تشهد شتاء قاسيا، محور الأزمة بعد أن دُفنت المدينة تحت طبقات كثيفة من الثلوج.

وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول في تصريح للصحفيين "إنها بالتأكيد عاصفة القرن"، مشيرة إلى أنه "من السابق جدا لأوانه القول إنها على وشك الانتهاء".

وقالت هوشول إن بعض البلدات في غرب نيويورك غمرتها ليلا ثلوج بسماكة تتراوح بين 0,75 إلى متر.

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، وأن تضاف طبقة جديدة إلى الثلوج المتراكمة منذ أيام، والتي أدت إلى شلّ المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.

وصباح الثلاثاء أصدرت الأرصاد الجوية تقريرا محدثا، توقّعت فيه أن "تميل درجات الحرارة إلى الاعتدال في الشرق والغرب الأوسط في الأيام المقبلة"، لكنّها حذّرت من أن السفر في هذه المناطق يبقى محفوفا بالمخاطر.

وجاء في تغريدة أطلقها مارك بولونكارز، المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري، أن حصيلة الوفيات الناجمة عن العاصفة الثلجية ارتفعت إلى 27 في المقاطعة، الاثنين، بما في ذلك 14 شخصا عثر عليهم في الخارج وثلاثة في سيارة.

وكان قد رجّح في مؤتمر صحفي، عقده في وقت سابق، أن يتجاوز عدد الوفيات في إري حصيلة ضحايا العاصفة الثلجية القوية، التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصا.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو "غير سالكة"، دعا بولونكارز السكان إلى ملازمة منازلهم.

مؤلم للغاية

وأنقذ عناصر في الحرس الوطني وفي أجهزة أخرى مئات من الأشخاص كانوا في سيارات حاصرتها الثلوج وفي منازل انقطع عنها التيار الكهربائي، لكن السلطات أعلنت أن هناك أشخاصا لا يزالون محاصرين.

ووصف جون غارسيا، المسؤول المحلي في مقاطعة إري، العاصفة بأنها "الأسوأ" التي شهدها على الإطلاق، مشيرا إلى أن انعدام الرؤية وتعذّر استجابة السلطات لنداءات الاستغاثة.

وقال في تصريح لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية إن من المؤلم للغاية "تلقي اتصالات عن عائلات مع أطفال يتجمّدون من البرد".

وأعربت هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.

ووصفت الأمر بأنه أشبه "بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم"، مشيرة الى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.

وبسبب الثلوج توقّفت محطات للربط الكهربائي عن العمل في مقاطعة إري حيث لا يتوقّع ان تعود التغذية بالتيار للسكان قبل الثلاثاء، وقال مسؤول رفيع في المقاطعة إن إحدى محطات الربط مغطاة بثلوج بسماكة تفوق خمسة أمتار.

وأغلقت طرق رئيسية عدة بسبب الجليد وانعدام الرؤية، لا سيما جزء من الطريق السريع "إنترستيت 70" الذي يعبر البلاد.

وأطلقت تحذيرات للسائقين بوجوب عدم التنقل في فترة من العام عادة ما تشهد الطرق فيها أكبر ازدحام.