رفض رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الاعتذار عن تسمية "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي" كما طلبت منه ايران، مؤكداً ان العراق جزء من المنظومة العربية وحريص على ديمومة العلاقة مع دول الخليج العربي، في حين أشار الى استمرار التوسط بين السعودية وإيران.

وكان وزير الخارجية الإيراني عبد الامير اللهيان أعلن الاربعاء الماضي استدعاء السفير العراقي لدى طهران احتجاجا علی استخدام اسم وصفته بأنه "مزور"، في بطولة الخليج العربي بنسختها الخامسة والعشرين المقامة حاليا في مدينة البصرة، وأشار أمیر عبداللهیان إلى أن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني صحح هذه المسألة ( هذا الخطأ ) في مقال نُشر مؤخرًا على الفضاء الافتراضي.

وقال السوداني، في مقابلة مع قناة "دويتشه فيله" الألمانية، على هامش زيارته إلى برلين، إن "دول الخليج العربي هذا واقع"، مضيفاً "لانريد أن ندخل في هذه الإشكاليات التي يحاول البعض إثارتها".



وتابع رئيس وزراء العراق، "نحترم كل وجهات النظر، ونحن اليوم جزء في المنظومة العربية، وحريصون على ديمومة علاقتنا مع دول الخليج العربي".

وأشار إلى أن "البطولة الاخيرة واضحة كمحطة للقاء هذه الدول في العراق بعد عودة مايقارب من 43 عاماً".

وحول علاقات بلاده مع دول الخليج وإيران، كشف السوداني، أن "بغداد تواصل مساعيها للتوسط بين السعودية وإيران"، مضيفا: "نجد تجاوباً من إيران والسعودية، ونحن مستمرون في هذه المحاولات وصولا إلى استئناف الاجتماعات في بغداد قريبا".

وتابع: "تقريب وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة، ومنها السعودية، منهج اتبعته الحكومة العراقية ومستمرة فيه، وسيسهم في تخفيف حدّة التوترات بالمنطقة، بما ينعكس على أمن العراق والمنطقة".

وبين أن "أي اعتداء على أي جزء أو بقعة في العراق، مرفوض، سواء أكان من إيران أم تركيا"، مبينا أنه "واجهنا الاعتداءات الأخيرة التي حصلت في المناطق الحدودية بموقف رسمي رافض، وفي الوقت نفسه، كنا على درجة من الحرص على استمرار الحوار مع هذه الدول التي تربطنا معها علاقات متميزة ومصالح مشتركة".

وأكد السوداني أن "الحدود العراقية تحظى بتركيز الأجهزة الأمنية العراقية لمنع تسلل الإرهابيين بالدرجة الأساس، وتنامي نشاط المخدرات"، مشيرا إلى أن "العلاقات المتوازنة بين العراق ودول الجوار وفق مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هو النهج الأمثل لنا كحكومة".

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الايرانية، عن اتخاذ ما وصفتها "إجراءات لازمة" بعد استخدام العراق تسمية "الخليج العربي" عوضا عن "الفارسي".

وفي الثامن من كانون الثاني الجاري، هاجم البرلمان الإيراني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بلغة بدت "استعلائية" وذلك على خلفية تصريحات بشأن بطولة كأس الخليج بنسختها الـ25 التي تستضيفها البصرة، وذكرا فيها مفردة "الخليج العربي" والتي تعترض عليها إيران بشدة.

ورد التيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، على مطالبة البرلمان الإيراني زعيم التيار بالاعتذار بعد تغريدته بشأن مفردة "الخليج العربي".

واعترض الاتحاد الإيراني لكرة القدم، على تسمية البطولة باسم "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي"، كما قدم مذكرة احتجاج إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بهذا الخصوص.

ويرى خبراء كرويون عراقيون، أن هذا الأمر الذي برز خلال الأوان الأخير، على الساحة الكروية، قد يؤثر سلباً على بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الـ25 التي تحتضنها البصرة، وانسيابية البطولة، وحذروا من الانتقال إلى حلبة سياسية ينزع الجوهر الإيجابي للبطولة.