الحرة

نشرت روسيا أنظمة الصواريخ المصممة لاعتراض الطائرات والصواريخ فوق العديد من المباني الدفاعية والإدارية في وسط موسكو، ما يشير، بحسب صحيفة "الغارديان" إلى أن الكرملين يستعد لهجوم محتمل، وإن كان غير مرجح، على العاصمة.

وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، تركيب نظام صواريخ بانتسير على سطح مبنى من ثمانية طوابق، تستخدمه وزارة الدفاع الروسية على طول نهر موسكفا.

وظهرت في مقطع فيديو آخر لقطات لعملية رفع نظام الدفاع الجوي المذكور إلى سطح مبنى تعليمي في منطقة تاجانكا بموسكو، على بعد 2.4 كلومتر جنوب شرق الكرملين.

"قلق روسي"

وتستخدم الأنظمة قصيرة إلى متوسطة المدى للدفاع ضد الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز التي تطير على ارتفاع منخفض، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويمكن استخدام هذه الأنظمة الدفاعية أيضا ضد أهداف أصغر، مثل الطائرات المسيرة التي أصبح استعمالها شائعا على ساحات القتال بالأراضي الأوكرانية منذ أن شنت القوات الروسية غزوها في فبراير الماضي.

وفي الوقت الذي لم يؤكد فيه المسؤولون العسكريون الروس على الفور تركيب أنظمة الصواريخ، أفادت العديد من وسائل الإعلام الروسية، أيضا بنشر أنظمة صواريخ طويلة المدى من طراز S-400 في موسكو في الأسابيع الأخيرة.

ويأتي نشر أنظمة الصواريخ في أعقاب حملة قصف روسية استخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهداف المدن والبنية التحتية الأوكرانية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى في جميع أنحاء البلاد.

والأسبوع الماضي، أصاب صاروخ باليستي روسي من طراز X-22 مضاد للسفن، مبنى سكني في مدينة دنيبرو، ما أسفر عن مقتل 45.

وأبرز مجموعة من المدونين المؤيدين للكرملين، الخميس، أن وضع أنظمة الصواريخ في موسكو، يوضح أن القيادة العسكرية الروسية قلقة الآن بشأن الهجمات على كبرى مدن البلاد، حسبما نقلت الغارديان.

دعم غربي وتهديدات روسية

وتزامن ظهور هذه الأنظمة بموسكو مع اجتماع مسؤولي الدفاع الغربيين في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، اليوم الجمعة، للاتفاق على حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، يمكن أن تشمل توفير دبابات ثقيلة.

وتعهدت الولايات المتحدة بالفعل بتقديم 2.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، تشمل نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي يهدف إلى حماية المدن الأوكرانية من الصواريخ الروسية.

وتشمل الحزمة الجديدة 59 مركبة مصفحة من طراز برادلي، ستُضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا النوع كان قد تم التعهد بها في 6 يناير، فضلا عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر "ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين"، حسبما قال البنتاغون في بيان.

من جهتها، تعهدت بريطانيا، الخميس، بتزويد أوكرانيا 600 صاروخ إضافي من طراز برايمستون، فيما وعدت الدنمارك بتزويدها 19 مدفع قيصر فرنسي الصنع والسويد بمدافع آرتشر.

ويبلغ مدى كل هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكن أوكرانيا تطالب بالمزيد.

وقبل الاجتماع المرتقب اليوم الجمعة، أصدر المسؤولون الروس تحذيرات، في محاولة لثني دول الناتو عن توفير أسلحة أكثر تقدما من خلال الادعاء بأنها قد تؤدي إلى نشوب صراع نووي.

وقال الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، الخميس، إن "هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تكون بداية حرب نووية".

وكتب في منشور على تليغرام، للتعليق على دعم حلف شمال الأطلسي للجيش الأوكراني، كتب ميدفيديف حليف الرئيس الحالي فلاديمير بوتين "القوى النووية لا تخسر أبدا في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها".