الحرة

وسط القصص المفجعة التي رواها من عايشوا أحداث الرعب عندما عمد رجل على إطلاق النار على في هجوم مسلّح أوقع 11 قتيلا في ولاية كاليفورنيا الأميركية، السبت، برزت قصة "بطل شجاع" أنقذ أرواح العديدين.

وذكرت الشرطة أن المشتبه به ويدعى "هوو كان تران" من أصول آسيوية، يبلغ من العمر 72 عاما، أطلق النار داخل قاعة رقص في مدينة مونتيري بارك قرب لوس أنجلوس خلال احتفال برأس السنة القمرية.

واستخدم تران مسدسا نصف آلي لإطلاق 42 رصاصة نحو قاعة الرقص، ثم انطلق نحو قاعة أخرى.

يقول براندون تساي، الذي كان متواجدا في قاعة الرقص الثانية، مساء السبت، إنه سمع صوت حديد في ردهة الدخول إلى صالة لي لي للرقص، في منطقة ألهامبرا التابعة لمدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا.

وذكر تساي في مقابلة مع برنامج "360" الذي يقدمه المذيع أندرسون كوبر عبر شبكة "سي إن إن" أنه كان يعمل في بيع التذاكر بالصالة التي توارثتها عائلته عبر ثلاثة أجيال عندما لمح رجلا هادئا بشكل مثير للريبة في ردهة الدخول.

وبدا الرجل وكأنه يمشط الغرفة، ليشهر مسدسه نحو الشاب الذي لم يدرك أنه انتهى للتو من إطلاق الرصاص على رواد صالة أخرى للرقص.

وذكر تساي في حديثه مع "سي إن إن" "في تلك اللحظة توقعتُ أني سأموت، قلت لنفسي: هذه النهاية"، مستدركا "لكن في تلك اللحظة غمرني شعور آخر".

اندفع تساي نحو المهاجم حيث تصارع معه ممسكا المسدس لحوالي 40 ثانية، شعر أنها "دامت أكثر من ذلك"، ضرب المسلح فيها وجه تساي ومؤخرة رأسه وظهره ويديه.

ويضيف "كنت أحاول أن أبعد السلاح عني وعن صالة الرقص، وأوجهه نحو الزرض في حال قرر إطلاق النار".

وفي تلك الثواني أمام الحياة أو الموت، فكر تساي "إن تركتُ هذا السلاح، فماذا سيحصل لي؟ وللأشخاص من حولي؟ عائلتي؟ وأصدقائي؟".

وأظهرت مقاطع فيديو صورتها كاميرات المراقبة تفاصيل المواجهة بين تاسي وتران.



وبعد الصراع تمكن تساي أخيرا من سحب المسدس بعيدا عن الرجل وكانت تلك المرة الأولى التي يحمل فيها سلاحا، وأمره بالرحيل.

وقال: "هددته بأني سأقتله.. فكرت أني قد أضطر إلى إطلاق النار وأني قد أقتل إنسانا".

وكان تساي قد قال لبرنامج "غود مورنينغ أميركا" إن الرجل توقف برهة ليفكر في مهاجمة الشاب مجددا، لكنه غادر الموقع بسيارته.

وانتزع تساي السلاح من المشتبه به وصوبه باتجاهه وصرخ "اذهب، أخرج من هنا"، وفق ما روى لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبعد أن رحل المهاجم اتصل تساي بالشرطة مباشرة، وكان حينها لا يزال ممسكا بالمسدس.

ولاقت استجابة تساي السريعة ترحيبا واسعا، إذ قال قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، لصحفيين: "إنه البطل الذي تمكن من أخذ سلاح المشتبه به في موقع ألهامبرا وبرأيي فإنه أنقذ حياة العديدين.. يا له من رجل شجاع".

ويرجح أن استجابة تساي ساهمت بإرشاد الشرطة إلى هوية المشتبه به، إذ تمكنت سلطات إنفاذ القانون من تتبع السلاح شبه الأوتوماتيكي، ليكشفوا اسم المشتبه به وأوصافه، وفقا لما ذكره مصدر مطلع للشبكة الأميركية.

وعثرت الشرطة، مساء الأحد، على جثة تران، في سيارته حيث بدا وأنه انتحر.

وقال تساي إنه الكثيرين احتفوا بشجاعته، "أشعر أنه من دون الخوف لا يمكن أن تتوفر الشجاعة"، مشيرا إلى أنه لم يتوقع بتاتا أن يقدم على التصرف بهذا الشكل.

وخلال 3 أيام شهدت ولاية كاليفورنيا ثلاث عمليات إطلاق نار جماعي، أولها كانت قاعات الرقص يوم السبت، ومن ثم واقعة استهدفت منطقتين زراعيتين في مقاطعة سان ماتيو جنوبي سان فرانسيسكو، الاثنين، قتل فيه سبعة أشخاص وتمكنت الشرطة من القبض على مشتبه به.

وفي ثالث واقعة خلال ثلاثة أيام بالولاية ذاتها، قتل شخص وأصيب سبعة آخرون في إطلاق للنار بمنطقة أوكلاند، ولا تزال الواقعة قيد التحقيق، وفقا لما ذكرته شبكة "إي بي سي" الأميركية.

ويوم الاثنين أيضا، قتل طالبان في إطلاق للنار استهدف مدرسة في منطقة ديس موينسيس بولاية آيوا، في حين أكدت الشرطة المحلية اعتقال ثلاثة مشتبهين في الواقعة، وفقا لـ "إي بي سي".

وأشارت شبكة "سي إن إن" في تقرير آخر إلى أن الأسابيع الثلاثة الأولى من عام 2023 شهدت على الأقل 38 واقعة إطلاق نار جماعي.