قال موقع إيران إنترناشيونال، إنه أحصى تعرض 80 مدرسة على الأقل في إيران، أمس الأحد 5 مارس، لهجوم كيماوي أدى إلى نقل المئات من الطالبات إلى المراكز الطبية.

جاء ذلك بينما أظهرت التقارير الإعلامية تأخر بعض المسؤولين بالمدارس في تقديم المساعدات اللازمة للتلميذات.



وأظهرت مقاطع الفيديو والمعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن الهجمات الكيماوية استهدفت الأحد نحو 80 مدرسة بمحافظات: طهران، وخوزستان، ولرستان، وخراسان الرضوية، وفارس، وأصفهان، وألبرز، ومركيز، وأردبيل، وكلستان، ويزد، وهمدان، وأذربيجان الغربية، وأذربيجان الشرقية.

وفي الوقت نفسه أكد مسؤولون طبيون في مختلف المدن الإيرانية وجود أعراض تسمم ناجمة عن هذه الهجمات ظهرت على التلميذات في المدارس المستهدفة.

وفي السياق، قالت رئيسة مركز الصحة، غربي الأهواز، شايسته شمي بور التي حضرت في إحدى المدارس المستهدفة، قالت في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا": ظهرت على التلميذات أعراض مثل احمرار الوجه، وتورد البشرة وضيق التنفس.

من جهته، أشار حبيب حي بر، نائب رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية، في مقابلة مع هذه الوكالة إلى ارتفاع حصيلة التلميذات المصابات بالتسمم في مدرسة "خيام" في الأهواز، وقال إن 40 تلميذة على الأقل من هذه المدرسة أصبن بالتسمم ويرقدن بالمستشفى، وهناك 10 تلميذات فقط منهن تم السماح لهن بمغادرة المستشفى.

وقال إن عدد التلميذات اللواتي أصبن بالتسمم، أمس الأحد، في مدن محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، مثل: الأهواز، ورامهرمز، ومعشور وأميدية، وسربندر، وعبادان، بلغ 700 تلميذة.

وأضاف أيضا: "خرجت 500 تلميذة من المستشفى، و200 تحت المراقبة".

وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين في المستشفيات ظهور أعراض التسمم على الطالبات، تسعى وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيرانية وكذلك المسؤولون في المدارس إلى نفي تسمم الطالبات إثر هجمات كيماوية، كما حاولوا التأخر في تقديم المساعدات اللازمة للضحايا أو تغطية الأزمة على وسائل الإعلام.

وكتبت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني في مقال لها بهذا الخصوص، أن "الخبراء والأخصائيين يقولون إن هناك فرضيتين أقوى" حول تسمم الطالبات، "أولاهما أن يكون شغب المراهقات وطبيعة الفوضى لديهن" سبب الظاهرة، و"الأخرى، الخوف الجماعي".

كما كتب موقع "شرق" الأحد: "بحسب إحدى الطالبات المتسممات، فقد أخبرت التلميذات نائبة مديرة المدرسة منذ الساعة العاشرة صباحا باستنشاق رائحة كريهة في الصفوف الدراسية، ولكن المسؤولات بالمدرسة اتهمن التلميذات بالوهم والتخطيط لعطلة المدرسة ولم يلتفتن إلى هذه المخاوف".

وأضاف التقرير أن مديرة المدرسة لم تزاول عملها أمس الأحد بالمدرسة، فيما ظهرت أعراض على التلميذات وزادت الرائحة نحو الساعة 11 صباحا، ولكن مسؤولات المدرسة جمعن الهواتف المحمولة من التلميذات ورفضن الاتصال بالمراكز الطبية.

وقالت إحدى التلميذات لموقع "شرق": "في هذه الساعة، استخدمت المسؤولات بالمدرسة الكمامات ولكن رفضن توزيعها بين التلميذات".

وأضافت التلميذة أنه على الرغم من نفي مسؤولات المدرسة، فإن قوات الطوارئ اضطرت إلى نقل نحو 50 تلميذة إلى المستشفى بسبب تدهور حالتهن الصحية.

وقالت تلميذة أخرى لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا": "كنا في الصف الدراسي حيث شممنا رائحة تشبه مواد الغسيل. كانت المعلمة أول من شعرت بالرائحة ثم تدهورت حالة التلميذات شيئا فشيئا. فضاق تنفس بعض التلميذات وبعضهن أصبن باحمرار شديد في العين ولكن المعلمة لم تسمح لهن بالخروج وزعمت أنهن يقمن بالتمثيل.

وعلى الرغم من مرور أكثر من 3 أشهر من الهجمات الكيماوية والتي أثارت قلقًا كبيرًا بين الطلاب وأسرهم، لم يتم حتى الآن تحديد شخص أو جماعة باعتبارها المتهم وراء ظاهرة التسمم هذه.

وتسعى السلطات الإيرانية توجيه أصابع الاتهام إلى "الأعداء وإسرائيل والمنافقين" وتحميلهم مسؤولية هذه "الاغتيالات الكيماوية".