الحرة

ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير خاص لها أن طيارا أفغانيا نفذ عشرات الغارات ضد مسلحي حركة طالبان مهدد بالترحيل من المملكة المتحدة بعد أن كان قد وصل إليها بواسطة قارب صغير عبر مضيق المانش (القنال الإنكليزي).

وقال الطيار الذي رفض الكشف عن هويته خوفا على سلامة أفراد عائلته في أفغانستان إنه اضطر إلى الفرار من بلاده بعد أن سيطرت الحركة الأصولية على الحكم في منتصف أغسطس من العام 2021.

وبحسب تقرير الصحيفة فإن الطيار كان برتبة ملازم وشارك في تنفيذ نحو 30 غارة جوية مع قوات التحالف الدولي، وذلك قبل أن يضطر للاختباء والتخفي عقب سقوط كابول، وبعد أن أخفقت القوات الغربية في إجلائه عقب خروجها من البلاد.

وفي هذا الصدد قال الكولونيل ريتش كيمب، الرئيس السابق للقوات البريطانية في أفغانستان، إنه ورغم أن الرد العسكري البريطاني الأولي لمساعدة الأفغان كان جيدًا، فقد تُرك العديد من الأشخاص وراء الركب.

وتابع:" الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم.. وأعتقد أنه يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم".

ويعيش الطيار الأفغاني حاليا في فندق تابع لوزارة الداخلية بانتظار البت في طلبه، بيد أنه كان قد تلقى رسالة إلكترونية من أحد المسؤولين مفادها أن هناك أدلة تثبت أنه أقام في إيطاليا وسويسرا قبل وصوله إلى بريطانيا مما يشير إلى احتمال رفض طلبه.

وجاء الرسالة الإلكترونية: "يمكن نقل (لطيار) إلى رواندا بموجب شروط شراكة الهجرة والتنمية الاقتصادية بين رواندا والمملكة المتحدة".

وتمنع القوانين الجديدة في بريطانيا منح حق اللجوء لمن يثبت أنه مر عبر بلد أوروبي آمن حيث كان بإمكانه تقديم طلبه هناك، وبالتالي يمكن ترحليه مرارا وتكرارا وذلك في حال عاد إلى البلاد مرة أخرى.

وتؤكد القوانين الجديدة أيضا على عدم منح اللجوء للقادمين عبر القوارب باعتبار أن هنالك طرقا قانونية لفعل ذلك.

من جانبها أوضحت كلير موسلي، مؤسسة ومديرة منظمة"كير فوركاليه" غير الربحية والتي تدعم الضابط الأفغاني: "عمل عميلنا مع القوات البريطانية، ولكن بدلاً من تزويده بمسار آمن للهروب من طالبان، كان عليه عبور القنال بشكل خطير".

وتابعت: "تخطط حكومتنا الآن لمنع أشخاص مثله من طلب اللجوء تمامًا، وإخضاعهم للاحتجاز إلى أجل غير مسمى والترحيل القسري إلى أماكن لا يمكننا فيها ضمان سلامتهم".

وطالبت موسلي بضرورة توفير "ممر آمن للاجئين الشجعان، وهذا من شأنه أن يوقف قدوم القوارب الصغيرة، وينهي عمل مهربي البشر بين عشية وضحاها، والأهم من ذلك هو إنقاذ الأرواح ".

وعلى صعيد آخر، قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية إن وزارته لا تعلق بشكل روتيني على الحالات الفردية لطالبي اللجوء.

وزاد: "نحن لا نزال ملتزمين بتوفير الحماية للأفغان المستضعفين والمعرضين للخطر والذين يفرون من بلادهم".

وختم بالقول: "نواصل العمل مع الشركاء ذوي التفكير المماثل والبلدان المجاورة لأفغانستان بشأن قضايا إعادة التوطين، ودعم الممر الآمن للأفغان المؤهلين لذلك".