رغم هزيمته رسميًا في عام 2019، إلا أن "داعش" الذي يحاول إعادة تنظيم صفوفه مجددا، ما زالت هجماته "الدموية" تمثل خطرا كبيرًا على سوريا.

تلك الهجمات التي زاد "داعش" من وتيرتها مؤخرًا، كانت بمثابة جرس إنذار، يستدعي تدخلا، وخاصة بعد التحذير الذي أطلقه جنرال أمريكي مؤخرًا من وجود "جيش حقيقي قيد الاعتقال" للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.



وكان قائد القيادة الوسطى للجيش الأمريكي "سنتكوم" مايكل كوريلا قال خلال زيارة إلى شمال شرق سوريا، إن مقاتلي تنظيم "داعش" المحتجزين في السجون بسوريا والعراق المجاور هم "جيش حقيقي قيد الاعتقال".

ورغم أن "داعش" لم يعد يسيطر على مناطق كبيرة، إلا أنه لا يزال هناك عشرات الآلاف من "الإرهابيين" المتمرسين في العراق وسوريا ممن يصرون على إعادة تأسيس دولتهم "الإرهابية"، بحسب برلماني أمريكي.

مخاوف من التصعيد

مخاطر جمة، جعلت من التصعيد الأمريكي الإيراني والذي اتخذ من الأراضي السورية مسرحًا له الأسبوع الماضي، يثير مخاوف من انشغال الولايات المتحدة بمحاربة الفصائل المدعومة من إيران، بشكل قد يطلق العنان لعناصر تنظيم "داعش" لإعادة تموضعها في البلد العربي، الذي يحاول الوقوف على قدميه.

تلك المخاوف بددها البيت الأبيض والذي أكد اليوم الإثنين أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن انتشارها المستمر منذ ما يقرب من ثماني سنوات في سوريا حيث تقاتل فلول تنظيم "داعش".

ومنذ إعلان القضاء على خلافته عام 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ التنظيم إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.

المهمة مستمرة

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "لم يطرأ أي تغيير على الوجود الأمريكي في سوريا نتيجة ما حدث في الأيام القليلة الماضية"، مضيفا أن المهمة ضد تنظيم "داعش" ستستمر.

وفيما قال متحدث البيت الأبيض: "لن تردعنا هجمات تلك الجماعات المسلحة (..) سنظل يقظين"، أكد أن الولايات المتحدة لم تشهد أي هجمات أو ردود فعل أخرى خلال 36 ساعة مضت في سوريا،

وأشار كيربي أيضا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة والتي حذر فيها إيران من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قوية لحماية الأمريكيين.

ونددت وزارة الخارجية السورية أمس الأحد بالضربات الأمريكية، قائلة إن واشنطن "تكذب" بشأن المواقع المستهدفة، وأكدت التمسك بإنهاء "الاحتلال الأمريكي". كما استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية الضربات واتهمت القوات الأمريكية باستهداف "مواقع مدنية".

وانتشرت القوات الأمريكية لأول مرة في سوريا خلال حملة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما التي استهدفت تنظيم "داعش"، بالشراكة مع جماعة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد.

كشف حساب

وفيما ينتشر نحو 900 جندي أمريكي في سوريا غالبيتهم في شرق البلاد، تعرضت القوات الأمريكية قبل سلسلة الهجمات الأحدث في سوريا لنحو 78 هجوما من جماعات مدعومة من إيران منذ بداية عام 2021.

وكانت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي "سنتكوم"، قالت في بيان صادر عنها، إنه خلال شهر فبراير/شباط 2023، نفذت القيادة المركزية الأمريكية، إلى جانب التحالف وشركاء آخرين، ما مجموعه 48 عملية ضد "داعش"، أسفرت عن مقتل 22 عنصراً من التنظيم الإرهابي واعتقال 25 عنصراً.

وبحسب البيان، فإن هذه العمليات تظهر الالتزام الأمريكي بهزيمة لداعش والحاجة المستمرة لبذل جهود عسكرية محددة الهدف لمنع أعضاء التنظيم الإرهابي من شن هجمات واستعادة موطئ قدم.

البيان شدد على أنه "بدون استمرار ضغط مكافحة الإرهاب، فإن جهود داعش للتجنيد وإعادة البناء ستستعيد زخمها، وسيعيد التنظيم تشكيل قدرته على التخطيط لهجمات ضد المنطقة والحلفاء والمصالح الأمريكية في الخارج"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ما زالت تركز على بناء قدرات القوات المحلية الشريكة لمنع عودة داعش.

هزيمة داعش

وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "نحن نركز على ضمان الهزيمة الدائمة لداعش. نواصل العمل مع شركائنا لنقل المعركة إلى داعش في سوريا والعراق".

وتابع كوريلا: "نشيد بكفاءة ومهنية وتفاني قوات الأمن العراقية وشركائنا من قوات سوريا الديمقراطية. القتال ضد داعش مستمر. بينما قللنا بشكل كبير من قدرة المجموعة، إلا أنها تحتفظ بالقدرة على توجيه الهجمات وإلهامها وتنظيمها وقيادتها في المنطقة وخارجها".