لا شك أن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان يواجه انتخابات رئاسية مصيرية بعد يومين، ضد منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، قد تنهي حكمه الذي استمر 20 عاماً، أو تمدده أيضاً.

فهذا الاستحقاق الرئاسي والتشريعي الذي ستشهده البلاد محوري في مسيرة الرئيس الحالي، لاسيما أن 6 أحزاب معارضة تحالفت ضده من جهة داعمة زعيم حزب الشعب الجمهوري، ويأتي وسط أزمة اقتصادية مرهقة تعيشها البلاد.



فمن هم حلفاء أردوغان؟

تدعم الرئيس الحالي عدة أحزاب قومية وإسلامية صغيرة، أهمها حزب الحركة القومية الذي يتزعمه دولت بهجلي.

فقد ساعد هذا الزعيم القومي المتطرف البالغ من العمر (75 عاما) أردوغان في الحفاظ على قبضته على السلطة بعد دعم مساعيه لتوسيع الصلاحيات التنفيذية للرئيس في استفتاء عام 2017.

طريقة الانتخاب في تركيا

وبدأ حزب الحركة القومية بزعامة بهجلي، الذي كان في السابق معارضا قويا لأردوغان، التعاون مع حزب العدالة والتنمية بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في عام 2016.

فيما تشكل الكراهية لحزب العمال الكردستاني والموقف المناهض بشدة للأحزاب الموالية للأكراد جزءا أساسيا من نهج بهجلي.

رموز المعارضة

أما داعمي كليتشدار أو معارضي أردوغان فيضمون أسماء بارزة على رأسهم، الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، صلاح الدين دمرداش

لاسيما أن الرجل البالغ من العمر (49 عاما) لا يزال واحدا من الشخصيات السياسية المهمة في البلاد على الرغم من أنه يقبع في السجن منذ عام 2016.

ويواجه دمرداش عقوبة يحتمل أن تصل إلى السجن المؤبد في قضية اتُّهم فيها بالتحريض على احتجاجات عام 2014 التي أسفرت عن مقتل العشرات.

فيما سيخوض حزب الشعوب الديمقراطي، الذي أعلن دعمه لكليتشدار أوغلو، الانتخابات باسم حزب اليسار الأخضر للتحايل على حظره المحتمل قبيل الانتخابات.

كذلك، تدعم زعيمة الحزب الصالح المنتمي للوسط، ووزيرة الداخلية السابقة، ميرال أكشينار، مرشح المعارضة للرئاسة. وتقود تلك السيدة (66 عاما) ثاني أكبر حزب في تحالف المعارضة

فيما زاد حضورها في المشهد السياسي منذ عام 2016 عندما تم فصلها من حزب الحركة القومية بعد قيادة محاولة فاشلة للإطاحة ببهجلي.

وتركز على استقطاب الناخبين المحافظين وأولئك الذين خاب أملهم في تحالف حزب الحركة القومية مع حزب العدالة والتنمية.

حلفاء سابقون

كذلك، من ضمن داعمي كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان (55 عاما)، الذي كان نائب رئيس الوزراء سابقاً، وحليفا مقربا لأردوغان ذات يوم.

إلا أنه ترك حزب العدالة والتنمية في عام 2019 بسبب خلافات حول توجهات الحزب. وأسس حزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) وحث على إجراء إصلاحات لتعزيز سيادة القانون والديمقراطية.

ويحظى السياسي الذي تولى منصب وزير الاقتصاد وكذلك حقيبة الخارجية سابقا بتقدير المستثمرين الأجانب.

كذلك تضم المعارضة اسما بارزا كان سابقا حليفا لأردوغان، ألا وهو زعيم حزب المستقبل ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، أحمد داود أوغلو (64 عاما)، الذي انفصل عن حزب العدالة والتنمية في 2019 وأسس حزب المستقبل.

في العقد الأول لحزب العدالة والتنمية في السلطة، دافع داود أوغلو عن سياسة خارجية أقل صدامية رافعا شعار "صفر مشاكل مع الجيران"، وانتقد منذ ذلك الحين ما يصفه بأنه ميل إلى الاستبداد في ظل الرئاسة التنفيذية، في إشارة لأردوغان.

رئيس بلدية إسطنبول

كما من ضمن الأسماء اللامعة في صفوف المعارضة، أكرم إمام أوغلو (52 عاما) المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، والذي لمع نجمه بعد 5 سنوات من توليه منصب رئيس بلدية إحدى مناطق إسطنبول، حين تفوق على مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلدية عام 2019.

ليصدر بحقه في عام 2022 حكم بالسجن أكثر من سنتين لإدانته بتهمة إهانة مسؤولين حكوميين، مواجها المنع من العمل السياسي حال تأييد الحكم.

رئيس بلدية أنقرة

أما السياسي والمحامي القومي منصور ياواش (67 عاما) الذي فاز على مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات رئاسة بلدية أنقرة عام 2019 التي خاضها مرشحا لحزب الشعب الجمهوري ومدعوما من تحالف للمعارضة، فيشكل أيضا اسما لامعا.

وكان شغل قبل ذلك منصب رئيس البلدية في بلدة في أنقرة ممثلا لحزب الحركة القومية لعشرة أعوام حتى 2009.

ثم ترك حزب الحركة القومية وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري في 2013.