أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوزه بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية على منافسه كمال كليجدار أوغلو.

وتوجه أردوغان بالشكر إلى الشعب التركي، خلال المؤتمر الشعبي الذي عقد في مدينة اسطنبول، على تجديد الثقة فيه، وتحميله "المسؤولية" لفترة رئاسية جديدة.



وقال أردوغان في مؤتمره الشعبي أمام أنصاره "وداعا كمال" ثلاث مرات، في إشارة إلى منافسه كمال كليجدار أوغلوا.

وفي كلمته الحماسية أمام الآلاف من مؤيديه، قال أردوغان إنه سيواصل العمل من أجل تركيا موحدة.

ويتوجه أردوغان بعد هذه الكلمة التي ألقاها في أسطنبول إلى العاصمة أنقرة لإلقاء خطاب الفوز أيضا.

وتشير النتائج الأولية بعد فرز غالبية الأصوات إلى حصول الرئيس الحالي أردوغان على نحو 52 في المئة من أصوات الناخبين، بينما حصل منافسه كليجدار أوغلو على نحو على أقل من 48 في المئة، بفارق يجاوز نحو مليوني صوت.

ولم تعلن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا بعد النتائج النهائية الرسمية.

وهنأ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس التركي أردوغان، بفوزه في الانتخابات الرئاسية، بعدما أظهرت النتائج الأولية تقدمه على مرشح المعارضة.

كما هنأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، الرئيس أردوغان بفوره بالانتخابات الرئاسية.

وقال الدبيبة في تغريدة له: "أهنئ أخي فخامة الرئيس بفوزه بدورة رئاسية جديدة. هذا الفوز جاء تجديدا للثقة من الشعب التركي في المشاريع والسياسة الناجحة للرئيس أردوغان التي وضعت بلاده في مصافّ الدول المتقدمة".

وكانت عمليات الاقتراع تسير بسهولة وبصورة انسيابية، دون وقوع مشكلات تذكر، وفقا للجنة العليا للانتخابات.

وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها للناخبين في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحا بتوقيت غرينيتش)، وأغلقت في تمام الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (الثانية مساء بتوقيت غرينيتش).

وحث المتنافسان، أروغان ووكليجدار أوغلو، الناخبين الأتراك على التصويت بكثافة في هذه الجولة الحاسمة، وذلك بعد الإدلاء بصوتيهما صباح اليوم الأحد.

ووصف كمال كليجدار أوغلو، منافس أردوغان، المدعوم من تحالف عريض من المعارضة، التصويت بأنه استفتاء على المسار الذي ستسلكه تركيا في المستقبل.

وشهدت الجولة الأولى من الانتخابات إقبالا تاريخيا بلغت نسبته 88.8 في المئة، وأحرز أردوغان السبق متقدما على كليجدار أوغلو بنحو 2.5 مليون صوت.

وقبيل الذهاب إلى جولة الحسم، اتهم كليجدار أوغلو منافسه بإعاقة رسائله النصيّة إلى الناخبين، بينما رسائل أردوغان إلى ناخبيه متواصلة.

واستعانت أحزاب المعارضة التركية بجيش من المتطوعين الذين تنشرهم في لجان الاقتراع في عموم البلاد لضمان عدم وقوع تلاعب في عملية الانتخابات.

وتحدث مراقبون دوليون عن حالة من عدم التكافؤ بعد الجولة الأولى، لكن لم يتحدث أحد عن خروقات في عملية الاقتراع كانت كفيلة بتغيير النتيجة.

وفي آخر يوم من أيام حملته الانتخابية، وعد كليجدار أوغلو بأسلوب مختلف في الرئاسة، قائلا: "لا رغبة لديّ في سُكنى القصور. سأعيش مثلكم، متواضعا ... وسأعمل على حلّ مشاكلكم".

وأراد كليجدار بكلامه هذا الإشارة إلى القصر الفخم القائم على تخوم العاصمة أنقرة، والذي انتقل إليه أردوغان بعد أن تحوّل من رئيس للوزراء إلى رئيس للبلاد في عام 2014.

وبعد محاولة انقلابية فاشلة في 2016، وسّع أردوغان سلطاته، واعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص وسيطر على الإعلام.

وفي ضوء ذلك، جاءت زيارته يوم السبت لضريح رئيس وزراء كان الجيش قد أعدمه غداة انقلاب في عام 1960، مشحونة بالرمزية.

أحد آخر أعمال أردوغان قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة، كانت زيارة ضريح لرئيس وزراء كان الجيش قد أعدمه غداة انقلاب في عام 1960

وأعلن أردوغان أن "عهد الانقلابات والمجالس العسكرية قد ولّى"، ناسباً استقرار تركيا الراهن إلى نظام حكمه.

ومع ذلك، تعاني تركيا حالة استقطاب شديد؛ حيث يستند الرئيس أردوغان إلى دعم محافظين دينيين وقوميين، بينما أنصار خصمه كليجدار أوغلو هم بالأساس من العلمانيين، على أن بينهم كذلك كثيرين من القوميين.

وعلى مدى أيام، تبادل المتنافسان الاتهامات؛ إذ اتهم كليجدار أوغلو منافسه أردوغان بالجبن والخوف من انتخابات نزيهة، وفي المقابل قال أردوغان إن منافسه كان في جانب "الإرهابيين"، في إشارة إلى المسلحين الأكراد.

وبعد أيام من الخطاب التحريضي الخاص بترحيل ملايين اللاجئين السوريين، عاد مرشح المعارضة إلى الحديث عن مشكلة تركيا الأولى وهي الأزمة الاقتصادية، ولا سيما أثرها على العائلات الفقيرة.

وعلى المنصة حيث كان يوجه كليجدار أوغلو خطابا لناخبيه، صعدت امرأة تبلغ من العمر 59 عاما رفقة حفيدها، لتقول إن راتبها الشهري المقدّر بـ خمسة آلاف ليرة (250 دولار) لا يمكن أن يكفيها في ظل وصول قيمة إيجار المنزل الذي تسكن فيه إلى أربعة آلاف ليرة (200 دولار).

وربما كانت هذه الحادثة متفقا عليها مسبقا، لكن هذه هي الحال في عموم تركيا؛ حيث بلغت معدلات التضخم نحو 44 في المئة بينما فشلت الرواتب والدعم الذي تقدّمه الدولة في مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة.

ويقول خبراء اقتصاد إن سياسة أردوغان الخاصة بخفض معدلات الفائدة بدلا من رفعها زادت الوضع سوءا.

وسجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها، وازاد الطلب على العملة الصعبة، وتراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية إلى أدنى مستوى له منذ عام 2002.