للمرة الثانية خلال أيام، تدهّورت الحالة الصحية لهانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بعد معاناة من التهابات حادة في العمود الفقري وهبوط بضغط الدم نتيجة إضرابه عن الطعام.
فبعدما أُدخل إلى المستشفى الأسبوع الماضي، أفادت مصادر "العربية/الحدث" فجر الاثنين، بأن نجل القذافي نُقل ثانية للعلاج، إثر انخفاض حاد في مستوى سكر الدم.
وأكدت أنه بات في وضع صحي حرج.
جاء ذلك في حين يخوض نجل القذافي إضرابا عن الطعام منذ نحو 5 أسابيع احتجاجا على توقيفه منذ 8 سنوات بتهمة كتم معلومات تتعلق بإخفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر في ليبيا عام 1978.
في حين يتمّسك الشاب ببراءته من قضية اختفاء الصدر، وقال مرارا خلال التحقيقات إنه لا يملك أي معلومات لأنّ الحادثة حصلت عندما كان طفلا، وإن اختفاءه لا يعلمه إلا شقيقه الأكبر سيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء الأسبق عبدالسلام جلود، إلى جانب قريب والده أحمد قذاف الدم المقيم في القاهرة ووزير الخارجية الأسبق موسى كوسا.
وبينما لا يزال ملف نجل القذافي الذي يحظى باهتمام الرأي العام الليبي دون تسوية قضائية، حاولت عدة أطراف ليبية التدخل من أجل الإفراج عنه، وذلك رغم المفاوضات التي تمت بين فريق دفاعه واللجنة المكلّفة بقضيّة الصدر.
فقد تحرك رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الشهر الماضي، وأكد أنه تواصل مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لبحث ملفه، مضيفا أن هانيبال ليس محتجزا لدى الحكومة اللبنانية.
واعتبر أن نجل القذافي يعامل بطريقة غير لائقة، قائلا إنه "تبهدل"، مشددا على أن حكومته تتابع أوضاع أي سجين ليبي خارج البلاد.
هنيبال القذافي يكشف تفاصيل احتجازه في لبنان.. ويتحدث عن اختفاء موسى الصدر
كما أشار إلى تشكيل لجنة ليبية لمتابعة هذا الملف، لافتا إلى أنها ستسافر إلى لبنان لمتابعة قضيته. وقال "هانيبال ليس شخصا عاديا، فهو ابن معمر القذافي، ومن لديه أي رأي أو اتهام فليتوجه به إلى القضاء الليبي".
وفي نفس الفترة، أعلن المجلس الرئاسي الليبي تشكيل لجنة برئاسة وزيرة العدل حليمة البوسيفي، لمتابعة هذا الملف.
وأمر بتشكيل هيئة دفاع تتولى المتابعة القانونية أمام كافة الجهات والمحاكم اللبنانية بما يكفل توفير محاكمة عادلة.
يذكر أنه ومنذ الثالث من يونيو/حزيران الجاري يواصل هانيبال القذافي إضرابه المفتوح عن الطعام، احتجاجا على استمرار القضاء اللبناني في احتجازه منذ 8 سنوات، في تحرّك من شأنه أن يُعيد ملفه إلى الواجهة مجدداً.
ونقل الأسبوع الماضي، إلى مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية بعدما تدهورت صحته، وبقي فيه أربع ساعات، حيث أجريت له الفحوص الطبّية اللازمة تحت إشراف طاقم من الأطباء والممرضين، حتى أعلن مجددا عن تدهور حالته فجر الاثنين.