صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية


كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن خطأ آخر وقعت فيه أجهزة الاستخبارات بشأن تقدير الموقف الخاص بجاهزية حركة حماس، قبل شهر من "طوفان الأقصى".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن جميع التقديرات الاستخبارية كانت ترجح أن حركة حماس في حالة ردع، وأن الحدود الإسرائيلية مع غزة آمنة ومحصنة بالقدر المناسب.

وأوضحت أن قوات النخبة الإسرائيلية، بناءً على تقييم الموقف، كانت تجري تدريبات، منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي على الجبهة الشمالية، تحسبًا لغزو محتمل ستنفذه قوات النخبة التابعة لميليشيا حزب الله "كتائب الرضوان"، بناءً على التقديرات التي وضعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.


وجاء في الصحيفة: "خلال الشهور التي سبقت مفاجأة السابع من أكتوبر، كان الجيش يجري استعدادات للحرب، حتى دون أن تصله تحذيرات استخبارية مؤكدة بأنها وشيكة، بيد أن تلك الاستعدادات كانت في جبهة أخرى، هي الشمال وليس الجنوب".

ولفتت إلى أن العامين الماضيين شهدا قيام ميليشيا حزب الله ببناء حزام أمني على مقربة من الحدود مع إسرائيل ضمَّ 30 حصنًا ثابتًا وأبراج مراقبة، بعضها دُمِّر بواسطة الجيش الإسرائيلي عبر هجمات نفذها سواء بمبادرة منه أو كرد فعل لعمليات من جانب حزب الله، وذلك في الشهر الأخير الذي سبق السابع من أكتوبر.

وبيَّنت أن استخبارات الجيش الإسرائيلي "لاحظت وجود مقاتلين من قوة الرضوان في النقاط الجديدة، إضافة إلى نشطاء من القوات العادية التابعة لحزب الله، وذلك بما يتناقض مع قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في عام 2006، وحظر وجود قوات ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان، جنوبي نهر الليطاني".

وتابعت أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "ميَّزت نشطاء من قوات الرضوان، عادوا من الحرب في سوريا ولديهم زخم قتالي كبير، وقرروا التموضع قبالة إسرائيل، والقيام بدوريات من مسافات قريبة للسياج الحدودي".

ووضع الجيش الإسرائيلي بناءً على تلك التحركات تقديراته، التي انضمت إلى حوادث تقع في تلك الساحة وتشهد احتكاكًا ومناوشات بين الطرفين على امتداد الحدود، في الفترة التي سبقت عملية طوفان الأقصى".

وذكرت أنه في الشهور الأخيرة "بدأت تحركات طفيفة، إذ لم تتدفق قوات الرضوان إلى الحدود بكثافة، لكنها تقدمت ووصل من عناصرها عشرات إلى مئات المقاتلين، اتخذوا مواضع ظاهرة وخفية في نقاط أقامتها ميليشيا حزب الله قبالة بلدة المطلة (شمال إسرائيل على بعد 6 كم عن الحدود مع لبنان) وبلدة شلومي (بالجليل الغربي، على بعد كيلومتر واحد من الحدود اللبنانية)".

ووفق الصحيفة، فقد اكتشف الجيش الإسرائيلي أيضًا نقاطًا لميليشيا حزب الله قرب "رأس الناقورة"، وقبالة مستوطنة "زرعيت" في الجليل الأعلى، قرب الحدود اللبنانية، وعدد من النقاط بين جبل الشيخ وهار دوف، وصولًا إلى ساحل البحر المتوسط.

الصحيفة أشارت إلى أن "أعين الجيش الإسرائيلي توجهت صوب الشمال بعيدًا عن غزة، على افتراض وضعته هيئة الأركان العامة، بأن الحدود مع القطاع آمنة ومحصنة وأن حماس رُدعت، وهو ما يفسر عدد المناورات التي أجريت عند الحدود الشمالية، بعضها في أيلول/ سبتمبر، وشهدت محاكاة إرسال مئات مقاتلي وحدات النخبة بالجيش، تحسبًا لغزو بري ستنفذه كتائب الرضوان".

وأجرى الجيش الإسرائيلي مناورات على سيناريو "قيام كتائب الرضوان بغزو الجليل واحتلال مواقع عسكرية متاخمة لخط الحدود".

وأكدت الصحيفة أنه "قبل شهر من السابع من أكتوبر أجرى الجيش مناورات لمحاكاة قيام المئات من كتائب الرضوان بإغلاق محاور السير في الطريق الرئيسة شمالي البلاد، من أجل عزل المستوطنات والمواقع العسكرية في الشمال عن بقية البلاد".

ومضت قائلة، إن هذا السيناريو ظل بالاعتبار حتى بعد "طوفان الأقصى" عقب قرار بلورته قيادة الجيش بقيادة وزير الدفاع يوآف غالانت، بمواصلة توجيه ضربات لميليشيا حزب الله، على أساس تصنيفها "العدو رقم 1"، بناء على التقديرات التي كانت متبعة قبل السابع من أكتوبر.

جنديان إسرائيليان عقب هجوم السابع من أكتوبر

في ظل فشل أهداف الحرب.. هل بدأ الإعلام الإسرائيلي مرحلة جلد الذات؟

وعمل الجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة، من هذا المنطلق على تركيز هجماته على حماس بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي فقط، وكذلك الجهود السياسية والدبلوماسية لاستعادة الأسرى.

وخلال أيام، تقرر، كما تقول الصحيفة، التركيز على حماس ومحاولة تقييد العمليات القتالية مع ميليشيا حزب الله لتتركز عند المناطق الحدودية فقط، وتأجيل طرح إشكالية كيفية معالجة التهديد القادم من جنوب لبنان، والتركيز على حماس في غزة.