لم تقتصر الضربات الإسرائيلية العنيفة على إصابة الأهداف العسكرية، بل إلى تحويل معظم المناطق الشمالية في قطاع غزة إلى "منطقة غير صالحة للسكن".

أحياء بأكملها باتت رمادا!



فقد حوّل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة أحياء بأكملها إلى رماد، وربما يعني استئناف القتال والغارات الجوية المكثفة على جنوب القطاع بعد توقف دام أسبوعا، أن المزيد من الأحياء ستواجه المصير ذاته، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ورصد التقرير حجم الدمار الهائل الذي حلَّ بغزة، واحتمال أن يكون السكن في أجزاء منها حتى بعد انتهاء الحرب، أمرًا خطيرا للغاية، وفقا للخبير الأممي المتخصص بإزالة المتفجرات، تشارلز بيرش.

وكشف الخبير الذي كان في غزة أثناء ذروة القصف الجوي عن أن مناطق القطاع باتت مليئة بالمئات إن لم يكن بالآلاف من الذخائر التي لم تنفجر بعد، بدءا من صواريخ حماس بدائية الصنع، وانتهاء بالقنابل المتطورة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل.

كما توقع أن يصل منسوب التلوث بسبب مخلفات الحرب إلى حد لا يصدق، على غرار ما حدث إبان الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن العمل على جعل غزة مكانا آمنا للعيش سيستغرق سنوات عديدة.

وكذلك فإن تكاليف إعادة إعمارها تقدر بملايين الدولارات، بحسب اعتقاده.

في حين أفاد تحليل لبيانات القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1"، أجراه مركز دراسات أميركي، بأن نصف المباني في جميع أنحاء شمال القطاع دُمرت أو تعرضت لأضرار.

وأضاف أن ما يقرب من 40 ألف مبنى تضرر في شمال القطاع.

كما شدد التقرير على أن تدمير البنية التحتية الحيوية له عواقب لسنوات مقبلة على سكان القطاع الساحلي الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

ما هي؟

تعد الذخائر غير المنفجرة إرثا طويل الأمد من الحرب، وتشكل مخاطر على المدنيين لأجيال عديدة، مثل قنابل الحرب العالمية الثانية التي لا تزال موجودة تحت الأرض في أوروبا، وفق الصحيفة.

ولفتت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إلى أن واحدة من كل 10 ذخائر لا تنفجر، رغم أن العدد قد يختلف بحسب نوع السلاح وحداثته، وربما يتأثر بعوامل تشمل مدة وظروف التخزين والطقس، وطبيعة الهدف.

كما رأت الصحيفة أن الوضع في غزة الآن يشبه، إلى حد ما، الوضع في مدينة الموصل العراقية، بعد معركة تحريرها من تنظيم داعش العام 2017، وفي العام 2021، قالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إنها أزالت ما يزيد على 1200 ذخيرة من قضاء "تلكيف" وحده، شمال الموصل.

في حين ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من 16200 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة.