حضت فرنسا الأحد إسرائيل على وقف المعارك في غزة تجنباً "لكارثة"، مبدية قلقها الشديد بعد الضربات الإسرائيلية التي طاولت مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.

وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان مكتوب إن "هجوماً إسرائيلياً واسع النطاق على رفح سيؤدي إلى وضع إنساني كارثي ذي أبعاد جديدة وغير مبرر"، مضيفاً: "بهدف تجنب كارثة، نكرر دعوتنا إلى وقف المعارك"، وفق فرانس برس.



كما لفت إلى أن "رفح هي اليوم مكان يلجأ إليه أكثر من 1.3 مليون شخص"، موضحاً أنها "أيضاً نقطة عبور حيوية لايصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة".

كذلك أردف: "في غزة، كما في أي مكان آخر، تعارض فرنسا أي تهجير قسري للسكان، وهو ما يحظره القانون الإنساني الدولي"، مشدداً على أن "مستقبل قطاع غزة وسكانه لا يمكن أن يكون إلا جزءاً من دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل".

اقتحام رفح

يشار إلى أنه وسط تصاعد المخاوف المحلية والإقليمية والدولية من خطة إسرائيلية لاقتحام مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بوقت سابق الأحد عزمه إطلاق تلك العملية العسكرية.

وصرح لقناة ABC News الأميركية، أن "أولئك الذين يحذروننا من دخول رفح، يقولون لنا بمعنى آخر يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

كما اعتبر أن "النصر في متناول اليد بالسيطرة على رفح، المعقل الأخير لحماس"، حسب تعبيره.

مرور آمن

إلى ذلك، أشار إلى أن القوات الإسرائيلية ستدخل المدينة جنوب القطاع "مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة".

وختم قائلاً: "نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي".

إلا أنه لم يحدد إلى أين قد يتجه أكثر من مليون نازح لجأوا إلى تلك المدينة هرباً من الحرب، وتنفيذاً لتعليمات الجيش الإسرائيلي السابقة.

"مفاوضات تبادل الأسرى"

في المقابل ربط قيادي كبير في حماس، الأحد، أي هجوم بري للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح الحدودية بملف "مفاوضات تبادل الأسرى".

وقال إن "أي غزو لرفح يعني نسف تلك المفاوضات"، وفق ما نقل تلفزيون الأقصى التابع لحماس.

كما رأى أن "نتنياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح"، حسب قوله.

وكانت حماس قد حذرت السبت من وقوع "مجزرة" في رفح التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني في جنوب القطاع المحاصر، مع مواصلة إسرائيل قصفها الكثيف.

يشار إلى أن مليون و300 فلسطيني يحتشدون في رفح المحاذية للحدود المصرية، بعدما نزح عشرات الآلاف منهم من شمال القطاع ووسطه، وحتى من مدينة خان يونس الجنوبية.

في حين تتواصل المفاوضات خلف الكواليس، بشأن صفقة لتبادل الأسرى بين الجانب الإسرائيلي وحماس، ووقف لإطلاق النار على مراحل في غزة، بغية التوصل إلى هدنة.