لا تزال خيوط الخرق الأمني غير المسبوق - الذي تعرض له حزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء، إثر تفجير آلاف أجهزة البيجر والـ"ووكي توكي" التي يستعملها عناصره بعملية مباغتة وبشكل متزامن في مناطق مختلفة بلبنان - غير محددة.

رأي شخصي

فبعد أن قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان أحمد بخشايش أردستاني، إن طهران شاركت في شراء أجهزة النداء اللاسلكي الخاصة بحزب الله" البيجر"، نفت اللجنة الأمر تماما.

إذ عقدت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني اجتماعا طارئا أعلن فيه المتحدث باسمها إبراهيم رضائي أن ما قاله أحد أعضاء البرلمان بشأن تورط إيران في شراء أجهزة النداء اللاسلكي (البيجر) لحزب الله اللبناني، ما هو إلا رأي شخصي، وليس موقفا رسميا من اللجنة، وفقا لوكالة "إيلنا".

كما أضاف أنه حتى الآن، لم يقم البرلمان ولا لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بإجراء أي تحقيق في هذا الصدد، كما لم يكن هناك أي جلسة أو موضوع يتعلق بذلك، وفق تعبيره.

كذلك أشار المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية إلى أنه في ما يتعلق بأحداث المنطقة، بما في ذلك الأحداث في لبنان، ومن أجل مناقشة الأبعاد الأمنية والفنية المختلفة لها، ستعقد لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية صباح غدٍ (الاثنين 23 سبتمبر) اجتماعا طارئا بحضور وزير الاستخبارات وبعض مديري الوزارة، ومسؤولين، وقادة ومديرين من الحرس الثوري الإيراني، ووزارة الخارجية، وبعض الأجهزة الأخرى، حيث سيتم مناقشة الأبعاد المختلفة لهذا الأحداث.

وكان أردستاني قال إن طهران متورطة بالتأكيد في شراء هذه الأجهزة، لأن السفير الإيراني في بيروت كان يحمل واحدا منها".

كذلك لفت إلى أن الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي كان يستخدم نوعًا مشابها من هذه الأجهزة، قائلا إن "أحد السيناريوهات المحتملة بشأن الحادث الذي وقع لرئيسنا السابق هو انفجار جهاز النداء الخاص به".

إلى ذلك، اعتبر أن إسرائيل بالتأكيد قد اخترقت صفوف حزب الله في لبنان، بعد أن علمت باجتماعات قادته الكبار، كما تمكنت من وضع مواد متفجرة في الآلاف من أجهزة اللاسلكي الخاصة بهم".

وفجر كلام المسؤول الإيراني بلبلة كبيرة حتى خرجت اللجنة بتصريح رسمي نفت فيه الأمر.

هجوم البيجر

يذكر أن زعيم حزب الله حسن نصر الله كان أكد يوم الخميس الماضي، أن الحزب تعرض لعملية قاسية وغير مسبوقة، في إشارة إلى الخرق الذي استهدف تلك الأجهزة.

بينما أكدت مصادر أمنية لبنانية وإسرائيلية أن الحزب اشترى 5000 آلاف جهاز بيجر بشحنة واحدة في وقت متزامن مع آلاف أجهزة اللاسلكي أيضا التي تفجرت.

كما أضافت أن الموساد تمكن عبر شركات وهمية من الإيقاع بحزب الله أو الوسيط الذي اشترى هذه الشحنات، وفخخ الأجهزة بمواد متفجرة، وعند إرسال إشارة انفجرت دفعة واحدة بمناطق مختلفة في لبنان تاركة أكثر من 30 قتيلا، ونحو 3000 جريح.

على وقع هذا الخرق التاريخي، كما وصفه العديد من الخبراء، تصاعدت التساؤلات في لبنان حول هوية الوسيط الذي أبرم الصفقة مع شركات "شبحية" أو وهمية في المجر وبلغاريا.