بعد تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، وتوعد الأخيرة بالرد، اضطرت شركات طيران عالمية لتغيير مسار طائراتها لمسارات أكثر أماناً لتكون الأجواء الأفغانية بديلة عن الأجواء الإيرانية.

فقد تفادت العديد من شركات الطيران، مثل الخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية البريطانية، والألمانية "لوفتهانزا"، وغيرها، المرور عبر الأجواء الإيرانية، متجهة عوضا عن ذلك إلى الأجواء الأفغانية، مما أسهم في تحقيق "أرباح" لحكومة حركة طالبان، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وسجلت الأجواء الأفغانية أعلى نسبة مرور للطائرات الدولية منذ سيطرة طالبان على البلاد قبل أكثر من 3 أعوام.

الأكثر أماناً

من جانبه، قال المتحدث باسم موقع "FlightRadar24" المتخصص بتتبع حركة الطيران، إيان بيتشينيك، إن الشركات "تختار المسار الأفغاني لكونه أكثر أمانا، مقارنة بالمسارات الأخرى في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن هذا القرار هو "موازنة بين المخاطر" التي تفرضها الأوضاع بالمنطقة.

ويشير خبراء إلى أن الطيران فوق مناطق النزاع يظل محفوفا بالمخاطر، وهناك حوادث سابقة مثل إسقاط الطائرة الماليزية MH17 فوق أوكرانيا.

والخميس، عبرت 191 رحلة دولية الأجواء الأفغانية، حيث دفعت شركات الطيران مبلغ 700 دولار عن كل رحلة لصالح وزارة الطيران المدني التابعة لطالبان.


وكانت شركات الطيران تتجنب استخدام الأجواء الأفغانية بعد سيطرة حركة طالبان في أغسطس 2021، نتيجة مخاوف أمنية، بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي سعى للضغط على الحركة من خلال تقليص إيراداتها من رسوم عبور الطائرات.

لكن هذا التوجه تراجع مع تزايد المخاطر في المنطقة، واضطرار الشركات للبحث عن مسارات أكثر أمانًا.

وبالرغم من أن إيرادات عبور الطائرات ليست ضخمة بالمقارنة مع احتياجات طالبان، فإنها تشكل مصدرًا مهماً، حيث قد تصل الإيرادات إلى 50 مليون دولار سنويًا إذا استمرت حركة الطيران بالمعدلات الحالية، وفق الصحيفة.

يأتي ذلك، بعد إطلاق إيران 200 صاروخ نحو 3 قواعد إسرائيلية، مساء الثلاثاء الماضي، فيما توعدت تل أبيب برد أليم، مشيرة إلى أن كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة، ومن بينها ضرب "منشآت نووية إيرانية"، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

في حين تصاعدت المخاوف الدولية من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية أشمل.