واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة القمة التي ستجمعه مع الزعيم الكوري الشمالي إلى مسارها، بإعطاء ضمانات لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بالبقاء في السلطة في حال تخلى عن البرنامج النووي.

وفي حين بدا أن الآمال المعلقة على القمة قد خفتت قال ترامب للصحافيين إنه في حال نجح الاجتماع سيتلقى كيم "ضمانات قوية جدا. سيكون في بلاده وسيقودها. وستكون بلاده غنية جداً".



إلا أن الرئيس الأمريكي حذر من أنه في حال فشلت الدبلوماسية سيكون مصير كيم كمصير الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، الذي أطيح من الحكم وقتل على يد الثوار.

وبعد أسابيع من التقارب الدبلوماسي هددت بيونغ يانغ الثلاثاء بشكل مفاجئ بالانسحاب من القمة المقررة في 12 يونيو، ملقية باللوم على مطالب الولايات المتحدة "بتخل أحادي عن السلاح النووي".

وأشار ترامب إلى أن استدارة كيم قد تكون بطلب من الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وقال ترامب في معرض إشارته لاجتماع عقده مؤخراً الرجلان هو الثاني لهما في غضون شهر "قد يكون ذلك للتأثير على كيم جونغ أون. سنرى ما الذي سيحصل".

ووافق الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي على إغلاق برنامج بلاده النووي الوشيك عام 2003 حتى يتم رفع العقوبات المفروضة على بلاده. لكنه قتل في عام 2011 على أيدي قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها.

ووصفت كوريا الشمالية إشارة بولتون بأنها مهينة و "شريرة". وأشارت بيونغ يانغ في الماضي إلى تجربة القذافي كسبب للحفاظ على برنامجها للأسلحة النووية.

وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية في كوريا الشمالية أن حفل "تفكيك" بعض المنشآت النووية سيشمل تفجير الأنفاق تحت مجمع مترامي الأطراف المعروف باسم "بونغاي ري" سيتم في وقت مبكر في 23 مايو. وتمت دعوة صحافيين من الصين وروسيا وكوريا الجنوبية مع تجاوز دعوة صحافيين من الولايات المتحدة.

ويقول مسؤولون من إدارة ترامب إنهم يتوقعون حدوث زوبعات مثل هذه وأنهم يتقدمون في ترتيب القمة.

ويقول المتابعون من المعروف إن والد كيم جونغ أون وسلفه ، كيم جونغ ايل، كان يهددان بإلغاء الاجتماعات الدولية للمطالبة بتقديم تنازلات. لكن محللين آخرين يقولون إن كوريا الشمالية قد تتسابق لمراجعة شروط المفاوضات لكسب اليد العليا، بدلاً من الضغط على واشنطن وسيؤول لتحقيق مكسب مادي ما.

وشهدت واشنطن على مدى عقود تحقيق كوريا الشمالية، بدعم من تعاملها التجاري مع الصين، تقدما تكنولوجيا كبيرا سمح لها ببناء صاروخ قادر على حمل رأس نووية وإصابة البر الأمريكي.

وبات الانجاز الكوري الشمالي قريباً من التحقق ما استدعى شن ترامب حملة لممارسة "اقصى الضغوط" على نظام بيونغ، في موازاة عرض إجراء حوار.

وساهمت سلسلة اجتماعات بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن وبين الزعيم الكوري الشمالي ومسؤولين أمريكيين في جعل الدبلوماسية تطغى على غيرها من المسارات.

وبعد اسابيع من التقارب الدبلوماسي، اعلن مسؤول كوري شمالي أن القمة قد لا تعقد.

واحتج المسؤول الكوري الشمالي على تصريحات جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، الذي أشار إلى ليبيا كنموذج لنزع السلاح النووي.

وفي 2003 وافق الزعيم الليبي معمر القذافي على التخلي عن برنامجه النووي وترسانته من الأسلحة الكيميائية مقابل رفع العقوبات عن بلاده.

لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية والنظام الكوري الشمالي على طرفي نقيض إزاء ما حصل في 2011 خلال الثورة في ليبيا، حين أطاح ثوار مدعومون من قوات حلف شمال الأطلسي بالقذافي ونظامه.

وقال ترامب في المكتب البيضاوي وإلى جانبه بولتون إن "النموذج الليبي ليس على الإطلاق ما يدور "في ذهننا" عندما نفكر في كوريا الشمالية".

وتابع ترامب "إذا نظرتم إلى ذلك النموذج بوجود القذافي، كان ذلك خراباً تاماً. ذهبنا إلى هناك لإطاحته".

وحذر ترامب بيونغ يانغ "حالياً، هذا النموذج قد يحصل، على الأرجح، في حال لم نتوصل إلى اتفاق. لكن إذا توصلنا إلى اتفاق، اعتقد أن كيم جونغ اون سيكون سعيداً جداً جداً".

وعلى الرغم من أن مصير قمة كيم وترامب في مهب الريح إلا أن الاستعدادات لها لا تزال قائمة.

وقال ترامب "كوريا الشمالية تتحدث معنا بشأن المواعيد وكل الأمور الأخرى كما لو أن شيئاً لم يحصل".

وأضاف "نحن مستمرون بالتفاوض حول المكان.. حيث سيتم اللقاء، كيفيته، الغرف، كل الأمور الأخرى ونفاوض كما لو أن شيئاً لم يحصل".

وفي وقت سابق، قالت كوريا الجنوبية اليوم الجمعة إن كوريا الشمالية رفضت الموافقة على قائمة من الصحفيين الجنوبيين كانوا يأملون في مشاهدة إغلاق موقعها المخصص للتجارب النووية، مما يثير تساؤلات جديدة عن التزام بيونجيانج بالحد من التوترات.

وكانت واشنطن قد طالبت بتفكيك برنامج السلاح النووي الكوري الشمالي بشكل "كامل يمكن التحقق منه ولا سبيل للرجوع عنه".

ورفضت بيونغ يانغ نزع التسلح من جانب واحد ولم تبد أي إشارة إلى استعدادها لأن تتخذ خطوة تتجاوز مجرد بيانات التأييد الفضفاضة لمفهوم نزع السلاح النووي في العالم.

وأعلنت كوريا الشمالية الخميس أنها لن تجري محادثات مع سيؤول في ظل الأجواء الدبلوماسية القائمة، واصفة المسؤولين الكوريين الجنوبيين بـ "الجهلة والعديمي الكفاءة"، وذلك غداة إلغاء محادثات كانت مقررة مع كوريا الجنوبية.

وكان من المقرر أن تعقد الأربعاء محادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين، لكن بيونغ يانغ أعلنت انسحابها على خلفية المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية "ماكس ثاندر".

وبدأت مناورات "ماكس ثاندر" المشتركة الأمريكية الكورية الجنوبية التي تستمر أسبوعين في 11 مايو بمشاركة نحو مئة طائرة من البلدين بينها مقاتلات خفية من نوع أف 22.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الخميس إنه لا توجد أي مناقشات لتقليص التدريبات العسكرية المستقبلية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وذلك بعدما أثارت التدريبات غضب كوريا الشمالية قبيل قمة مزمعة مع الولايات المتحدة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت تجري دراسة تقليص التدريبات في المستقبل بهدف تعزيز فرص المفاوضات قالت دانا وايت المتحدثة باسم البنتاجون في إفادة صحفية "لا يوجد أي نقاش حول ذلك".