* أمريكا وإيران تخربان القمة.. وماكرون يحذِّر ترامب من "نوبات الغضب"

* محلل سياسي لـ"الوطن": إجماع على خطر إيران وانقسام بطريقة التعاطي

باريس - لوركا خيزران



كشفت قمة مجموعة السبع التي عقدت مؤخراً في كندا عن الخلافات العميقة بين أمريكا والأوروبيين حول ملفات أبرزها المناخ والعقوبات على روسيا، فيما برزت قضية اللاجئين على السطح مؤخراً، كأحدث خلاف جوهري بين الطرفين.

من جانبه، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد اختتام قمة مجموعة السبع التي عقدت في كندا من أن الدبلوماسية ليست رهن "نوبات غضب"، فيما يبدو أن التوترات التي احتدمت في قمة السبع الكبار، تركت آثارها مباشرة على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال صورة متداولة بينت آثاراً حمراء على يد الرئيس الأمريكي جراء مصافحة طويلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وردت فرنسا بغضب، بعد أن تراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن المصادقة على البيان الختامي لقمة مجموعة السبع، التي اختتمت أعمالها بداية الشهر الماضي.

وقال قصر الإليزيه إن "التعاون الدولي لا يمكن أن يعتمد على غضب أو كلمات مقتضبة".

وكان ترامب أعلن تراجعه عن المصادقة الأمريكية على البيان المشترك، عبر تغريدة له على موقع تويتر، بعد وقت قصير من انتهاء القمة، متهماً رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو بالإدلاء بتصريحات كاذبة، في مؤتمر صحفي بعد مغادرة ترامب.

وقال قصر الإليزيه إن فرنسا وأوروبا ستلتزمان بالبيان الرسمي، الذي تم التوقيع عليه في اليوم الأخير من قمة مجموعة السبع في مدينة مالباي الكندية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو بـ"عدم النزاهة والضعف"، وسحب تأييده من البيان الختامي للقمة.

وفي البيان المشترك لمجموعة الدول السبع الكبرى، اتفقت دول المجموعة، وهي كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وألمانيا، على الحاجة إلى "تجارة حرة وعادلة"، وكذلك أهمية محاربة السياسات الحمائية.

وفيما يخص روسيا توافق المجتمعون على مطالبة موسكو بأن "تتوقف موسكو عن سلوكها المهدِد للاستقرار". وطالب زعماء المجموعة الكرملين بالتوقف عن محاولاته لـ"تقويض الديمقراطية" وبسحب دعمه للرئيس السوري، بشار الأسد.

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت الدعوة إلى عودة روسيا إلى مجموعة السبع رغم معارضة واسعة النطاق من قادة أوروبيين في كندا، بينما أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن بلاده لم تطلب الانضمام مجدداً إلى مجموعة السبع، اهم الدول الصناعية والاقتصادية في العالم.

وحول إيران، تعهدت دول المجموعة بضمان بقاء برنامج إيران النووي سلمياً. وقالت الدول إنها ملتزمة بالتأكد من أن إيران "لن تسعى أبداً إلى تطوير أو امتلاك سلاح نووي"، وخلال الاجتماعات توافق الزعماء على وجود التهديد الإيراني، وتعهدوا بالسيطرة على طموحاتها النووية.

وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مشاركتها بقمة مجموعة الدول السبع، استمرار الخلافات حول إيران في الوقت الذي اتفق فيه المشاركون أيضاً حول القلق من البرنامج الصاروخي الإيراني.

المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا قال لـ"الوطن" إن "الرئيس الأمريكي خرب القمة وكذلك إيران"، موضحاً أن "تعنت الرئيس ترامب حيال اتفاقية التجارة أدى لتوترات وعدم القدرة على الخروج بنتائج ناجعة".

وأضاف أن "الملف الإيراني والتهديد النووي الدائم القادم من إيران وانقسام المجموعة حول آلية التعاطي مع هذا الخطر أدى لتشتت البيان الختامي أيضاً"، إلا أنه أكد "وجود إجماع على الخطر الإيراني الصاروخي".

وخلال اجتماعات القمة التقطت عدسة الكاميرا الآثار التي تركتها أصابع ماكرون على يد ترامب بسبب قوة مصافحة الرئيس الفرنسي وبدا أن ماكرون تعمد إغلاق قبضته بشدة على يد ترامب خلال لقائهما على هامش قمة الـ7 الكبار التي استضافتها مقاطعة كيبك الكندية.

وهو ما ينم عن توتر ساد خلال الاجتماعات خاصة وأن المواضيع التي تناقش فيها حساسة، كالعلاقة مع روسيا ومع إيران والاتفاق النووي، والبيئة، والأهم من هذا وذاك الاتفاق التجاري بين دول القمة.

وخيمت مخاوف من حرب تجارية على القمة التي انعقدت في كندا على مدى يومين إلى جانب تبادل التغريدات العدائية حيث يشعر الشركاء التجاريون للولايات المتحدة بغضب بسبب قرار ترامب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من كندا والاتحاد الأوروبي والمكسيك في إطار سياسة "أمريكا أولاً" التي ينتهجها. وردت بعض الدول بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية.