عمان - غدير محمود

دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية الأمريكية المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان، الأردن وإسرائيل لفتح حدودهما أمام الفارين من القتال في درعا في الجنوب السوري.

وقالت المنظمة "على السلطات الأردنية والإسرائيلية السماح للسوريين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم".



ونقل البيان عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة لما الفقيه قولها ان 'الوضع في الجنوب الغربي خطير للغاية لدرجة أنه لا يمكن للقوافل الإنسانية العبور لتقديم المساعدات للسكان المحتاجين.

وأضافت انه "ما من إشارة أوضح إلى وجوب فتح الأردن والسلطات الإسرائيلية الباب أمام السوريين الفارين إلى بر الأمان".

واعتبرت أن "رفض الأردن المذل بالسماح لطالبي اللجوء بالتماس الحماية لا يتعارض فقط مع التزاماته القانونية الدولية، بل يتنافى مع الأخلاقيات الإنسانية الأساسية".

وينفذ الجيش السوري منذ يونيو بدعم روسي عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام في منتصف مارس 2011 والتي تحولت إلى نزاع دام. ودرعا مقسومة بين مناطق خاضعة لقوات النظام وأخرى لفصائل معارضة.

وبحسب المنظمة "منذ 27 يونيو ، لم تتمكن أي قافلة مساعدات من عبور الحدود إلى سوريا من الأردن بسبب مخاوف أمنية، ولم تسمح الحكومة السورية بإيصال المساعدات عبر خطوط القتال".

وأشارت إلى أن "النازحين المقيمين على طول الحدود يفتقرون إلى المأوى والماء النظيف والطعام".

لكن الأردن أعلن منذ السبت ادخال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى الجنوب السوري وتوزيعها هناك، وبلغ عددها حتى صباح امس الثلاثاء 86 شاحنة.

ويوزع الجيش الأردني باستمرار منذ السبت مساعدات تشمل غذاء وماء ودواء ومواد إغاثية أخرى من ثلاث نقاط قرب الحدود للنازحين الذين يقدر عددهم بـ95 ألفاً.

وأعلنت الحكومة الأحد إطلاق حملة وطنية لجمع مساعدات إنسانية وإدخالها إلى النازحين، وتقديم عناية طبية لهم عبر مستشفيين ميدانيين على الحدود وتحويل عشرات الحالات إلى مستشفى الرمثا الحكومي للعلاج ومن ثم إعادتها إلى الحدود.

وتؤكد المملكة على بقاء حدودها مغلقة وان لا قدرة لها على استيعاب المزيد من اللاجئين، فيما تحض المجتمع الدولي على مساعدة السوريين على ارضهم.

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011.

وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.

من جهتها، أكدت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول مدنيين سوريين فارين من الحرب في بلدهم لكنها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية لهم.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن "على الأردن والسلطات الإسرائيلية العاملة في مرتفعات الجولان المحتلة السماح لطالبي اللجوء بالتماس اللجوء في مناطق خاضعة لسيطرتهم، وتسهيل دخول مساعدات إنسانية لخدمة النازحين الفارين من العنف'.

واحتلت إسرائيل أراضي واسعة من هضبة الجولان والمناطق المحاذية لها من سوريا في 1967. وضمت المنطقة عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.