بغداد - وسام سعد

تفاقمت معاناة المواطنين العراقيين بسبب التردي الحاصل في توفير الطاقة الكهربائية مع وصول درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان، فيما قطعت إيران الخط المغذي لأكبر المحطات الحرارية في البلاد، بسبب تراكم الديون.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، حملات واسعة ضد وزارة الكهرباء وأدائها المرتبك خاصة بعد أن كشف الارتفاع الكبير في درجات الحرارة عجزاً حكومياً هائلاً، عن توفير الخدمات الأساسية للسكان.



وشن ناشطون، حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بسلوك إيران وتعاطيها مع الأزمة في العراق، معتبرين قطعها إمدادات الطاقة استغلالًا لحاجة العراق مع الصيف اللاهب الذي يعيشه.

وتظاهر المئات من المواطنين في محافظتي البصرة وميسان، احتجاجاً على تردي الطاقة الكهربائية وتفاقم الحالة المعيشية في المدينتين الغنيتين بالنفط.

ووجهت اتهامات عديدة للوزارة، بأنها أوكلت عقود الجباية في إطار مشروع الخصخصة إلى شركات مملوكة من قبل أقارب مسؤولين، أما المناطق التي طبق فيها المشروع، شهدت استقراراً نسبياً في التجهيز على الرغم من أن معدلات الاستهلاك انخفضت كثيراً بسبب ارتفاع الأسعار.

لكن ارتفاع درجات الحرارة هذه الايام كشف عجز الوزارة عن تلبية حاجة السكان من الكهرباء في المناطق المشمولة بالخصخصة وغيرها.

وعاد سكان المناطق المشمولة بالخصخصة في بغداد، إلى طلب الكهرباء من المولدات الأهلية وباتوا يدفعون للحكومة وللمولدات ما ضاعف معدلات إنفاقهم على هذه الخدمة من دون أن يحصلوا عليها بشكل مستمر.

وقالت وزارة الكهرباء، إن الجانب الإيراني أوقف تزويد البلاد بألف ميجاواط من الطاقة الكهربائية بسبب تراكم الديون مما فاقم أزمة نقص الطاقة في البلاد.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة مصعب المدرس، أن إيران قطعت الكهرباء عن العراق ما تسبب بزيادة ساعات قطع التيار الكهربائي في محافظات ذي قار وميسان والبصرة جنوبي البلاد.

وقال في تصريح صحافي "إن سبب القطع يرجع إلى تراكم الديون المترتبة على العراق من استيراد الكهرباء الإيرانية".

وأضاف أن الوزارة تعمل مع الجانب الإيراني لغرض إعادة الخط إلى الخدمة مجدداً، مبيناً أن الإنتاج اليومي من المحطات الكهربائية المحلية لايزال أقل من الاستهلاك الفعلي.

وتوقعت هيئة الأنواء الجوية أن يستمر الارتفاع في درجات الحرارة إلى الإثنين. وعزت الهيئة هذا الارتفاع التدريجي في درجات الحرارة إلى زيادة تأثير المنخفض الجوي الحراري الموسمي والذي ترافقه كتلة هوائية حارة وجافة.

وأكدت الهيئة، ارتفاع درجات الحرارة في 9 محافظات خلال الأسبوع الحالي، حيث ينتظر أن تتجاوز درجات الحرارة في محافظات ذي قار وميسان والبصرة، جنوباً 50 درجة مئوية.

وبالتزامن مع ذلك، شهدت مناطق العاصمة بغداد أزمة حادة في مياه الشرب مع زيادة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية حيث أكد مواطنون لـ"الوطن"، أن مياه الشرب انقطعت عن منازلهم خلال الساعات الماضية لنحو 22 ساعة، قائلين إن ذلك يهدد حياتهم.

وناشد مواطنون من مناطق الدورة والإسكان والعامرية والحسينية الجهات المعنية بتوفير المياه الصالحة للشرب وزيادة ساعات تجهيز الطاقة محذرين من أزمة إنسانية قد تطال الفقراء وكبار السن والأطفال.

وأعرب المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، عن قلقه الشديد من تداعيات قطع الكهرباء على المواطنين خاصة أن العراق يشهد هذه الأيام ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة.

وقال في تصريح صحافي: "أعتقد أن تراكم الديون على الجانب العراقي هو السبب في قطع التيار الكهربائي من قبل إيران لذلك نطالب السلطات العراقية بتسوية المشكلة واستئناف التيار الكهربائي للمناطق المتضررة في أسرع وقت ممكن".

وأصدرت وزارة الصحة عدداً من النصائح والإرشادات الصحية تزامناً مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف الحالي.

وذكر بيان للوزارة تلقت "الوطن" نسخة منه، أن ارتفاع درجة الحرارة في الوقت الحالي بإمكانه أن يتسبب بمشاكل صحية لدى المواطنين مثل ضربة الشمس وغيرها من الأمور، موضحاً أنه يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من طرف المواطنين بصفة عامة والمسنين والأطفال والرضع والنساء والحوامل وحاملي الأمراض المزمنة بصفة خاصة.

وأضاف البيان، أن الإرشادات الصحية هي البقاء في المنزل بداخل الغرفة الأكثر برودة مع الحرص على غلق النوافذ نهاراً وتهوية البيت ليلاً والاستحمام بماء فاتر ووضع منديل مبلل فوق الرأس أو رش الوجه والرقبة والأطراف بالماء المبرد والحرص على شرب الماء بكمية لا تقل عن اللتر والنصف يومياً حتى في غياب الشعور بالعطش مع تفادي المشروبات التي تحتوي على السكريات والمنبهات (قهوة وشاي) إضافة إلى تناول الوجبات التي تحافظ على الأملاح المعدنية وتجنب المجهود البدني المفرط وتمكين الجسم من الراحة بأخذ نصيب من النوم في القيلولة في مكان بارد ومظلم تتوفر فيه التهوية الكافية.

وأشارت إلى أنه في حال الاضطرار للخروج يجب تفادي التعرّض لأشعة الشمس في أوقات ذروة الحرارة والحرص على المشي في الظل فضلاً عن ارتداء لباس قطني فضفاض وغير داكن وحماية الجلدة من الأشعة بالمراهم الواقية، وارتداء النظارات الشمسية.