مروان حاتم




تجريف الغابات وقطع 400 طن من الأشجار وسرقتها قبل شركات تركية خاصة!؟

في الوقت الذي تتمركز فيه القوات التركية داخل قاعدة عسكرية لها بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، وردت أنباء عن قيام عناصر من الجيش التركي بعملية تجريف للمناطق الجبلية في المحافظة، والإقدام على قطع الأشجار وبيعها من قبل شركات تركية خاصة.


وقال النائب الكردي المعارض في البرلمان التركي، حسين كاتشماز، في تغريدة عبر موقع "تويتر"، إنه "يتم قطع 400 طن من الأشجار على جبل كودي في كل يوم".

وأرفق النائب عن حزب الشعوب المعارض صورة أظهرت أكوام من الأشجار المقطعة، وقال إنها في منطقة جبل كودي. وهو الأمر الذي لم تؤكده مصادر تركية أخرى.

وأكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة في حكومة إقليم كردستان العراق، كاك حسين، الأنباء حول تجريف تركيا لمناطق جبلية في محافظة دهوك، وقطعها للأشجار تمهيدا لبيعها فيما بعد.

وكشف حسين أن "وفدا من الحكومة المركزية وصل إلى الإقليم، الأحد، وتجرى مباحثات معه لاتخاذ موقف مناسب من التصرفات التركية الأخيرة".

وأصدر الوفدان مذكرة احتجاج مشتركة وقع عليها وزيرا الزراعة في الإقليم والحكومة المركزية يطالبان فيها السلطات باتخاذ موقف.

وردا على سؤال حول المناطق التي تعرضت للتجريف وحجم الضرر البيئي الحاصل في دهوك، قال حسين إنه ليس لديه معلومات دقيقة بهذا الخصوص، لكنه أكد عمليات قطع الأشجار من قبل "شركات وجهات مدعومة من الجيش التركي في مناطق شمال إقليم كردستان"، لافتا إلى أن "أعمال فتح طرقات جرت أيضا في المنطقة نفسها، ما تسبب بأضرار بالغة".

ونفى مصدر إعلامي مقرب من الحكومة التركية التقارير المتعلقة بممارسات الجيش التركي في المناطق التي ينتشر فيها بشمالي العراق.

وأضاف المصدر أن المعلومات المنتشرة "لا أساس لها من الصحة".

وحتى الآن، لم تتطرق وسائل الإعلام التركية للاتهامات الموجهة للجيش التركي بشأن تجريف المناطق الجبلية وقطع الأشجار من قبل شركات تركية خاصة، كما لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الحكومة التركية.

في المقابل نقلت شبكة "روداو" العراقية عن النائب كاتشماز قوله: "خلال العمليات التي نفذتها القوات المسلحة التركية (TSK) تم حرق الأشجار لأسباب أمنية".

وأضاف أنه وفي السنوات الأربعة الماضية تم "حرق مناطق الغابات عمدا. يذكرون بوضوح أن هذا يتم لأسباب أمنية، وإلى جانب ذلك يتم قطع الأشجار".

وأشار نائب "حزب الشعوب الديمقراطي" إلى أن القوات المسلحة التركية أقامت قاعدة دائمة على التلال التي سيطرت عليها خلال العمليات التي نفذتها داخل إقليم كردستان العراق.

وتابع "أقيمت قواعد عسكرية على تلال دهوك وزاخو، هذه ليست قواعد مؤقتة والجميع يعرف هذا".

واضاف: ان الجيش التركي يواصل عملياته داخل اقليم كردستان ، ويقوم بحرق المزارع والغابات، داعيا حكومتي الاتحادية واقليم كردستان الى اتخاذ مواقف اكثر صرامة لمنع تخريب بيئة كردستان وثرواتها.

قصف يطال المدنيين

وفي وقت سابق من صباح السبت قتل ثلاثة مدنيين وأصيب اثنان بجروح إثر قصف تركي على مخيم مخمور في شمال العراق، يأتي بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أيام بـ"تنظيف" هذا المخيم.

وتتهم أنقرة العراق بعدم التحرك إزاء مقاتلي حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي وواشنطن، لذا تقول إنها لا تملك خياراً سوى بالتدخل لملاحقتهم على الأراضي العراقية.

وقبل ساعات من هذا القصف، قتل خمسة عناصر من البيشمركة في إقليم كردستان حليف أنقرة، في كمين لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وقال النائب الكردي رشاد جلالي المتحدّر من مخمور في محافظة نينوى في شمال العراق، إن طائرة تركية قامت "بقصف حديقة للأطفال واقعة قرب مدرسة" في المخيم الذي يضمّ لاجئين أكرادا أتراكا.

وأضاف لفرانس برس "قتل ثلاثة مدنيين وأصيب اثنان بجروح"، مؤكداً أنه لا يوجد أطفال بين القتلى.

وتوعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مطلع حزيران/يونيو بالتصعيد ضد حزب العمال الكردستاني مهددا بقصف مخيم مخمور للاجئين الذي يقع في شمال العراق على بعد 250 كلم من الحدود بين العراق وتركيا، معتبرا أنه يضمّ عناصر من حزب العمال.

وقال إردوغان إن "مخمور بات حاضنة لقنديل" على الحدود الشرقية للعراق ومقر قيادة حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً دامياً على الأراضي التركية منذ العام 1984 أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

وأكد إردوغان "إذا لم نتدخل، فستواصل تلك الحاضنة الإنتاج (إرهابيين)".

وكان الجيش التركي قد بدأ في 23 نيسان المنصرم حملة عسكرية واسعة ، ما اسفر عن مقتل واصابة مدنيين اضافة الى افراغ عشرات القرى وتدمير وحرق مساحات واسعة من المزارع والغابات.