إرم نيوز


سلطت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على وضع المترجمين العراقيين الذين ساعدوا القوات الأمريكية في العراق منذ العام 2003 بالإضافة إلى مساعدة التحالف ضد داعش، إذ إنهم يبقون في خطر بعد انسحاب القوات الأمريكية الذي صار موضع حديث وترتيب مؤخرا.

وبحسب قناة ”فوكس نيوز“، وهبطت الطائرة الأولى المليئة بالمترجمين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الولايات المتحدة في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، بعد أن خصصت الإدارة 100 مليون دولار لإخراج 18000 مترجم فوري من البلاد إلى القواعد العسكرية الأمريكية والدول الصديقة على متن رحلات جوية خاصة، وهي خطة أطلق عليها البيت الأبيض اسم عملية ”ملجأ الحلفاء“.

وفي هذه الأثناء، وبحسب التقرير، لا يزال المترجمون الفوريون العراقيون الذين ساعدوا الولايات المتحدة خلال حرب العراق العام 2003 وفي القتال ضد تنظيم داعش ينتظرون تذكرة سفرهم الموعودة إلى الولايات المتحدة، ولم يُسمح للعراقيين بتقديم طلبات (لجوء أو هجرة) منذ العام 2015، وتراكمت الطلبات على مدى نصف العقد الماضي.


ونقلت المجلة عن مات زيلر، المؤسس المشارك لـ ”نو ون ليفت بيهيند“ (لم يُترك أحد)، وهي مجموعة تضغط من أجل إعادة توطين المترجمين الأفغان والعراقيين، قوله: ”تقدم الغالبية العظمى من العراقيين من خلال برنامج تأشيرة بي – 2، وبالمعدل الحالي لإنهاء الإجراءات، سيستغرق الأمر 220 عاما“.

وأشار التقرير إلى أن الأسوأ من ذلك، أن وزارة الخارجية الأمريكية تشتبه في أن ما يصل إلى 4 آلاف عراقي قدموا طلبات إعادة توطين احتيالية، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التلاعب.

”العدو الثاني“

وذكرت المجلة أن معظم المترجمين الفوريين للقوات الأمريكية في العراق لديهم القليل من الوقت الثمين، إذ أصبحوا أكثر خوفا على سلامتهم منذ أن أدت ضربة بطائرة مسيرة أمرت بها الولايات المتحدة إلى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد الدولي العام الماضي، ما أدى لتعميق الخلاف العسكري المستمر بين الجيش الأمريكي والجماعات التي تدعمها إيران، والتي تأمل في تسريع خروج الولايات المتحدة من البلاد.

ونقلت عن علي العبيدي، الذي عمل مترجما للقوات الأمريكية خلال حرب العراق العام 2003 قبل العمل مع القوات الأوروبية خلال حملة مكافحة تنظيم الدولة قوله: ”نحن نعتبر العدو الثاني بعد القوات الأمريكية للميليشيات المدعومة من إيران، إنهم يعتبروننا جواسيس وعملاء للأمريكيين“.

”الذين أُهملوا“

وأشارت المجلة إلى أن العبيدي وأصدقاءه لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة إيصال رسالتهم، مع عدم وجود وسيلة لعقد جلسة استماع مع إدارة بايدن والقوات القتالية الأمريكية التي من المقرر أن تغادر العراق قريبا، إذ أنشأت مجموعة من المترجمين الفوريين العراقيين، مجموعة أطلق عليها اسم ”المترجمون العراقيون الذين أُهملوا“ والتي تجمع عشرات الرسائل كل يوم.

لكن في الوقت الذي تبدو فيه ساحة المعركة الأفغانية مشوشة مع تقدم طالبان في جميع أنحاء البلاد، من المحتمل أن يكون صعود تنظيم الدولة أدى إلى ترك العديد من المترجمين الفوريين العراقيين دون وثائق أو القدرة على إثبات أنهم ساعدوا الولايات المتحدة.

وذكرت المجلة أن بعض المناصرين الذين ساعدوا في الضغط من أجل إجلاء الأفغان يخططون لتحويل انتباههم إلى المترجمين العراقيين بعد انتهاء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، إذ نقلت عن زيلر قوله إنه يدفع المشرعين لإعادة فتح برنامج التأشيرات العراقية من خلال المفاوضات حول مشروع قانون التفويض لوزارة الدفاع، مضيفا أنها معركة شاقة، وأنه لم يحصل بعد على أي التزامات، وسيتعين على الكونغرس تفويض وزارة الخارجية للبدء في قبول المتقدمين الجدد.

وأشارت المجلة إلى أنه حتى مع ذلك، قد لا يصل الأمر إلى قبول هذا العدد من المتقدمين، إذ لم تقبل الولايات المتحدة أبدا أكثر من 4000 تأشيرة هجرة خاصة في عام قبل عام 2021.

ونقل الموقع عن مات زيلر قوله: ”السؤال الكبير الذي يستمرون في طرحه علينا هو: إذا سمحنا بذلك، وأعدنا تشغيل (البرنامج)، كم عدد الأشخاص الذين تعتقد أنهم سيحتاجون إليه؟، وما المدة التي تعتقد أننا بحاجة إلى إبقاء فترة التقديم هذه مفتوحة لهم؟“.