يونهاب

أقامت كوريا الشمالية عرضا عسكريا في منتصف الليل احتفالا بالذكرى الثالثة والسبعين لتأسيسها. لكن الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ-أون" لم يلق خطابا، كما لم يتم عرض أي أسلحة استراتيجية جديدة، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية ومسؤولين كوريين جنوبيين.

وقد راقبت كوريا الجنوبية ودول أخرى العرض عن كثب، حيث كان من الممكن أن تكشف كوريا الشمالية عن أحدث أنظمة الأسلحة لديها أو أن يلقي الزعيم "كيم" خطابا حول العلاقات بين الكوريتين أو المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.

لكن العرض الذي أقيم في منتصف الليل في ساحة "كيم إيل-سونغ" في بيونغ يانغ تضمن جرارات تحمل أسلحة المدفعية وكلاب البحث العسكرية، بدلا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والأسلحة الاستراتيجية الأخرى. كما شوهدت أيضا سيارات إطفاء تشبه السيارات التي تنتجها شركة "مرسيدس بنز" الألمانية.

وقد حضر الزعيم "كيم" العرض العسكرية، لكنه لم يلق خطابا فيه. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إن العرض كان بقيادة الحرس الأحمر من العمال والمزارعين، وهي منظمة دفاع مدني تتألف من حوالي 5.7 مليون عامل ومزارع، بدلا من القوات النظامية.





وقال مسؤول عسكري في سيئول: «لا يبدو أن كوريا الشمالية قد عرضت أسلحة استراتيجية هذه المرة. وأعتقد أن العرض كان في الأساس للجمهور المحلي، وليس لنقل رسالة إلى الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية».

وأضاف المسؤول أن العرض أقيم أيضا على نطاق أصغر من العرض الذي أقيم في يناير من هذا العام وأكتوبر من العام الماضي، حيث استمر لنحو ساعة واحدة وشارك فيه عدد أقل من الأفراد والمعدات.

وكان هذا أول عرض عسكري لكوريا الشمالية منذ تولى الرئيس الأمريكي "جو بايدن" منصبه. وقد تم عقد العرض في يناير قبل أيام من تنصيب "بايدن".

وقالت الوكالة الكورية الشمالية: «أقيم العرض العسكري للقوات المسلحة المدنية والأمنية في ساحة "كيم إيل-سونغ" في بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس الجمهورية»، وأضافت: «مع عزف الموسيقى الترحيبية في منتصف ليل الخميس، صعد الرفيق "كيم جونغ-أون" إلى المنصة».

وأظهرت الصور والتقارير التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية وصحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم حزب العمال الحاكم، الزعيم "كيم" وهو يرتدي بدلة على الطراز الغربي، وصورا أخرى وهو يلوح إلى جنوده الذين يحملون البنادق ويسيرون بخطوات عسكرية في الميدان.

في وقت لاحق من اليوم، بث التلفزيون الرسمي لقطات مسجلة للعرض. وقد ألقى "ري إل-هوان" سكرتير الحزب كلمة بدلا من "كيم".

ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن "ري" قوله: «إن حكومة الجمهورية ستدافع بحزم عن الكرامة والمصالح الأساسية لشعبنا، وستحل كل شيء بطريقتنا وبجهودنا الخاصة على أساس مبدأ الاعتماد على الذات والتنمية الذاتية تحت أي ظرف من الظروف».

وكان آخر عرض عسكري أقيم في كوريا الشمالية في يناير الماضي بعد المؤتمر النادر للحزب، وعرض فيه صاروخ باليستي جديد يُطلق من الغواصات (SLBM) وصواريخ باليستية متطورة أخرى. وفي أكتوبر من العام الماضي، أقام الشمال أيضا عرضا عسكريا ليليا ضخما، حيث عرض أنواعًا جديدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM).

ويأتي العرض العسكري الأخير في الوقت الذي تكافح فيه كوريا الشمالية مع تدهور الاقتصاد وسط جائحة كوفيد-19 التي طال أمدها والعقوبات الدولية. وتزعم كوريا الشمالية أنها خالية من فيروس كورونا، لكنها استمرت في إغلاق حدودها مع الصين منذ أوائل العام الماضي.

كما يأتي العرض العسكري في ظل تعثر محادثات نزع السلاح النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وقد قالت واشنطن إنها مستعدة لإجراء محادثات مع الشمال «في أي مكان وفي أي وقت»، لكن الدولة الشيوعية ظلت لا تستجيب للمبادرات الأمريكية.

وفي الشهر الماضي، حذرت كوريا الشمالية من حدوث «أزمة أمنية خطيرة» احتجاجًا على المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وتوقع البعض أن تجري كوريا الشمالية تجارب لأسلحة رئيسية أو أن تقوم باستفزازات عسكرية، لكن هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية قالت إن كوريا الشمالية لم تظهر أي تحركات عسكرية غير عادية.

وقد نظمت كوريا الشمالية آخر عرض عسكري بمناسبة يوم التأسيس الوطني في 2018 للاحتفال بالذكرى السبعين. وفي ذلك الوقت، لم تعرض الدولة الشيوعية صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن أن تستهدف الولايات المتحدة، حيث جاء الحدث بعد أقل من ثلاثة أشهر من القمة الأولى بين "كيم" والرئيس الأمريكي آنذاك "دونالد ترامب".