أثار ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان حملة استهجان على مظاهر الاحتفالات "النارية" بالوقود الإيراني الذي عبر الأراضي السورية ودخل بلدهم.

ونفذ حزب الله اللبناني ما تحدث عنه منذ عام، مستغلاً أزمة لبنان الاقتصادية والمعيشية وهو من كان أحد أهم أسبابها، وقام، أمس الخميس، بإدخال قافلة كبيرة من الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني استقدمها عبر باخرة رست في سوريا ونقلت إلى لبنان.



ووصف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال مقابلة مع محطة (سي.إن.إن) التلفزيونية، شحنات الوقود الإيرانية بأنها انتهاك "لسيادة لبنان".

وتركز غضب اللبنانيين بشكل أساسي على فيديو لشابة من مناصري "حزب الله" كادت تتسبب بكارثة، حيث ظهر كيف حملت "كلاشينكوف" وانتظرت في بعلبك مرور الصهاريج، وما إن وصلت أمامها حتى بدأت بإطلاق النار بتشجيع من أشخاص كانوا معها، وبدا واضحاً عدم ثبات يدها وتوجيهها السلاح باتجاه أحد خزانات المازوت في وقت كانت تتلفت يميناً وشمالاً، ولولا العناية الإلهية لما كانت الأمور مرّت بسلام.



كما تداول ناشطون فيديو لشاب لم يكفه الرصاص للاحتفال، بل قام باطلاق قذيفة "آر بي جي" أثناء مرور الصهاريج الإيرانية، لتسقط على منزل وتسبب بأضرار جسيمة (بحسب ما تداول)، وغيرها من الفيديوهات التي أظهرت إطلاق النار بشكل كثيف أمام الصهاريج، حيث لم يبال "المبتهجون" بأرواح الناس وممتلكاتهم، ولم يقيموا أي اعتبار للدولة والقانون، فقد اعتادوا في تلك المناطق التعبير عن فرحهم وغضبهم بالسلاح.

ومن المعلوم أن استيراد الوقود من إيران دون الحصول على إعفاء خاص من وزارة الخزانة الأمريكية، قد يضع لبنان بمرمى عقوبات واشنطن، وهذا الأمر قد ينعكس مباشرة على حركة التحويلات والاعتمادات والشحن من لبنان وإليه، وقد تمتنِع المؤسسات المالية العالمية والمصارف الدولية المراسلة عن التعاون معه، في حال خَرق هذه العقوبات.

الاحتفالات "الجنونية" التي شهدتها بعض المناطق البقاعية في الخميس لاستقبال الصهاريج جاءت على الرغم من إعلان حزب الله ـ البقاع إلغاء الاحتفالات، من هنا اعتبر مناصرو الحزب أنها استقبالات عفوية، ما دفع الناشطين إلى السخرية من هذا "العفوية"!



من الناشطين على السوشيال ميديا من تداول فيديو الفتاة التي أطلقت النار معلقاً بأسلوب ساخر "كيف تستقبل صهاريج المحروقات بشكل آمن" في حين كتبت غنوة يتيم "كيف يمكن إقناع ناس تطلق نار وآر بي جي أثناء مرور صهاريج مازوت، أن هذا ليس انتصاراً وإن الأزمة مستمرة"

كما كتب ناشط آخر يدعى خالد: "هرّب المحروقات على سوريا واليوم رجع قسم منها، وعاملين استقبالات عفوية وكذا"، أما وسام خضري فنشر صورة لشاب يطلق قذيف آر بي جي وكتب "القيادة: يا شباب خلوا التجمع يكون خفيف ليبين عفوي... الشباب: تعا فرجي العفوي لعمو"، في حين تساءل عدد كبير من أبناء الشمال في لبنان ماذا لو احتفلوا هم بهذه الطريقة، ألن يتم توقيفهم واتهامهم بالإرهاب!