أثارت أزمة محطات الوقود المزدحمة أو الفارغة السخرية في بعض عواصم الاتحاد الأوروبي، من مصير بريطانيا بعد الانفصال عن التكتل.

وأشار مسؤولون بارزون إلى أن نقص سائقي الشاحنات يعتبر نتيجة واضحة لاستفتاء عام 2016 على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).



ونفى وزراء بريطانيون مرارا أن يكون للبريكست أي دور في ذلك، على الرغم من أن عشرات الآلاف من سائقي الشاحنات من دول الاتحاد الأوروبي تركوا بريطانيا.

وأشار وزراء بريطانيا إلى الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19 الذي حال دون إجراء اختبارات لعشرات الآلاف من سائقي الشاحنات.

الفوضى مستمرة

وفي السياق نفسه، كررت الحكومة البريطانية تصريحاتها بشأن أزمة الوقود في البلاد، مؤكدة أنها "باتت تحت السيطرة" رغم أن المحطات ما زالت مغلقة أو فارغة.

وقالت بريطانيا اليوم الخميس إن أزمة محطات الوقود، التي نتجت عن نقص حاد في سائقي الشاحنات، أصبحت تحت السيطرة، حيث أوضح سايمون كلارك وكيل أول وزارة المالية أن "الأزمة الآن عادت لتصبح تحت السيطرة تماما".

الطوابير تكشف الحقيقة

لكن الحقائق على الأرض تقول إنه ما زالت العديد من المحطات مغلقة في المدن الكبرى مما ترك السيارات تنتظر لساعات طويلة لملء خزاناتها بالوقود.

وخلال أسبوع اتسم بالفوضى والمشاجرات وملء زجاجات المياه الفارغة بالبنزين قال وزراء بريطانيون مرارا إن الأزمة تخف لكنهم أمروا الجنود أمس الأربعاء بقيادة شاحنات الوقود.

وأمس الأربعاء قالت جمعية تجار البنزين في بريطانيا، التي تمثل محطات الوقود المستقلة والتي تشكل ثلثي 8380 محطة في بريطانيا، إن 27% من محطاتها نفد وقودها وقالت إنها تتوقع تحسن الوضع خلال 24 ساعة.

وقال مراسلو رويترز إن بعض محطات البنزين في لندن والمناطق المحيطة بها ظلت مغلقة والمفتوحة منها بلا وقود.

الوقود في قبضة الجيش

وبالأمس، أعلنت الحكومة البريطانية أنها تعتزم تكليف العسكريين في غضون أيام المساعدة في احتواء النقص في إمدادات الوقود.

جاء ذلك في وقت دعا قطاعا البيع بالتجزئة والفنادق إلى السماح باستخدام عمال أجانب لملء الوظائف التي شغرت في مرحلة ما بعد اتفاق "بريكست".

وأدت الأزمة التي تشهدها المملكة المتحدة منذ أسبوع إلى تهافت على شراء الوقود ما أسفر عن مشاجرات، وقد اعتبر مراقبون أن الأزمة ناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كوفيد-19 وانعدام الرؤية الاستباقية في التعويض عن الآلاف من السائقين الأجانب الذين غادروا البلاد.

وقال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنج، إن الجنود يمكن أن يتولوا نقل إمدادات البنزين إلى محطات التوزيع "في غضون يومين"، من أجل معالجة أزمة تشكّل الطوابير أمام المحطات.

وأضاف الوزير عبر "تويتر" أن الأسطول الحكومي لشاحنات الصهريج "سيكون على الطرقات بعد ظهر (الأربعاء) لتحسين عمليات تسليم البنزين إلى المحطات في جميع أنحاء المملكة المتحدة". وقال إن هذه الشاحنات سيقودها مدنيون.