العربية

كشفت مصادر إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي سيبدأ العام المقبل التدرب على توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، بعد أن خصص التمويل وتم تحديث جدول تدريباته لذلك. وأوضحت المصادر لموقع "ذا تايمز أوف إسرائيل" أن سلاح الجو يبحث تكتيكات جديدة لقصف المنشآت النووية الإيراني المشيدة تحت الأرض، مع الاستعداد لرد إيراني.

وفي ضوء حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن عودة إيران إلى الاتفاق النووي، كثّف الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة جهوده لإعداد خطط لهجوم عسكري ضد منشآت طهران النووية.

وبعد التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 كانت إسرائيل قد وضعت مسألة توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني على جنب، مما دفع الجيش الإسرائيلي لاستثمار موارده في ملفات أخرى. لكن في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 وانتهاكات إيران اللاحقة للاتفاق منذ ذلك الحين - والتي زادت بشكل كبير قبل وأثناء محادثات فيينا المتوقفة – اكتسب التخطيط لضرب منشآت نووية إيرانية أهمية متجددة بالنسبة لإسرائيل، التي ترى أن تطوير طهران لقنبلة نووية يشكّل بالنسبة لها "تهديدا وجوديا وشيكا".

وفي بداية هذا العام، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أنه أصدر تعليمات للجيش بالبدء في وضع خطة لهجوم محتمل. وفي الأسبوع الماضي، وردت أنباء عن تخصيص الحكومة الإسرائيلية الأموال الازمة لجعل هذه الخطة قابلة للتطبيق.

وقالت "ذا تايمز أوف إسرائيل" إن بعض جوانب خطة سلاح الجو الإسرائيلي، والتي لا تزال في مرحلة "المسودة"، يمكن أن تكون جاهزة في غضون فترة زمنية قصيرة، في حين أن البعض الآخر من جوانب الخطة قد يستغرق أكثر من عام ليكون قابلاً للتنفيذ بشكل كامل.

وأصبح التحضير لمثل هذه الضربة أولوية قصوى لسلاح الجو الإسرائيلي، وقد تطلب إجراء الاستعدادات اللازمة لها إدخال تغييرات في جدول تدريباته.

وبالإضافة إلى الاضطرار إلى إيجاد طرق لضرب المنشآت الإيرانية المدفونة تحت الأرض، والتي تتطلب ذخيرة وتكتيكات متخصصة، سيتعين على سلاح الجو الإسرائيلي التعامل مع الدفاعات الجوية الإيرانية المتطورة بشكل متزايد، من أجل تنفيذ مثل هذه الضربة. كما سيتعين على القوة الجوية الإسرائيلية الاستعداد لرد انتقامي متوقع ضد إسرائيل من قبل إيران وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة.

الضربات على سوريا باتت أكثر تعقيداً

وأثناء التحضير لضربة محتملة على إيران، واصل سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات جوية في سوريا ضد إيران ووكلائها هناك.

وشنت إسرائيل مئات الضربات الجوية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا على مر السنوات الماضية، لكن في الأشهر الأخيرة، أصبح تنفيذ مثل هذه العمليات أكثر تعقيداً، حيث حسنت سوريا من قدراتها الدفاعية الجوية. ويرجع ذلك جزئياً إلى تحديث إيران لهذه الأنظمة، مما سمح للجيش السوري بالرد بسرعة أكبر من الماضي على الضربات الإسرائيلية.

وزادت صعوبة هذه العمليات مؤخراً بعدما بدأت إيران في نشر أنظمة دفاع جوي متقدمة منتجة محلياً في سوريا والعراق واليمن ولبنان لحماية قواتها ووكلائها في تلك البلدان من ضربات الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن هذه الأنظمة المضادة للطائرات لم تضرب أبداً الطائرات الإسرائيلية، إلا أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبرها تهديداً جديداً وخطيراً لحملته ضد التمركز الإيراني في سوريا. وقد ثبت، بحسب موقع "ذا تايمز اوف إسرائيل"، أنه من الصعب مواجهتها لأن المكونات المختلفة لبطاريات الدفاع الجوي، مثل الرادارات وقاذفات الصواريخ ومراكز القيادة، يمكن أن تنتشر عبر مناطق جغرافية واسعة في سوريا، مما يجعل من المستحيل تقريباً تدميرها بالكامل في هجوم واحد.

وفي ضوء هذه القدرات الدفاعية السورية والإيرانية المحسّنة حديثاً، حدّث سلاح الجو الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة أساليبه مستخدماً تشكيلات أكبر مع المزيد من الطائرات لشن ضربات على المزيد من الأهداف في وقت واحد، بدلاً من تنفيذ ضربات أكثر باستخدام تشكيلات أصغر.