حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، نظيره الروسي، فلاديمير بوتن، من استعمال الموارد الطبيعية ولا سيما الغاز كسلاح سياسي، في وقت رصدت الاستخبارات الغربية تحركات غريبة لدبابات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا.

وتوقفت إمدادات الغاز الروسي من خط الأنابيب "يامال- أوروبا" الذي يصل إلى ألمانيا عبر بولندا، السبت، وبات في وضع عكسي، بحيث يعود الغاز من أوروبا إلى روسيا.

وحاولت شركة "غازبروم" الروسية القليل من المخاوف الأوروبية، مشددة على أن سيتم الوفاء بالطلبات الأوروبية المبرمة بهذا المجال.



بايدن غير مقتنع

لكن ذلك لم يقنع واشنطن، وقال البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، التقى بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وبحث معها جهود منع روسيا من التلاعب بتدفق الغاز الطبيعي لأغراض سياسية.

وشدد على أهمية "ضمان عدم قدرة روسيا على التلاعب بتدفقات الغاز الطبيعي لأغراض سياسية ضارة"، وفق "رويترز".

وترسل روسيا الغاز إلى أوروبا الغربية بعدة طرق مختلفة من بينها خط أنابيب يامال-أوروبا الذي تبلغ طاقته السنوية 33 مليار متر مكعب.

وتتم مراقبة تدفقات تصدير الغاز الروسي عن كثب في وقت ترتفع فيه أسعار الغاز في أوروبا مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا في الوقت الذي ما زاله فيه المخزونات منخفضة.

وكان مستشار الرئيس الأميركي لأمن الطاقة، أموس هوكستين، قال في وقت سابق بوتن يقترب من استخدام الغاز الطبيعي كأداة سياسية إذا لم ترسل روسيا الوقود إلى أوروبا التي تعاني نقصا حادا في الطاقة.

ورفض بوتن تلميحات إلى أن موسكو تخفض إمدادات الغاز لدوافع سياسية.

وألقى الرئيس الروسي باللوم في وصول أسعار الغاز إلى مستويات قياسية مرتفعة على سياسة الاتحاد الأوروبي.

وذكر تقرير إخباري روسي أن الخلل ناجم على "الطقس المعتدل" في ألمانيا، وأشار إلى أن المشكلة ستنتهي بسرعة.

تحركات مريبة

وعلى الصعيد العسكري، أثارت تحركات ضخمة للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا مخاوف لدى مسؤولي الاستخبارات الأميركية والغربية، بحسب ما أوردت صحيفة " واشنطن بوست" الأميركية.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على شبكات التواصل أن أرتالا ضخمة من الدبابات والجنود من منطقة سيبريا بأوكرانيا، وبينت اللقطات أيضا حشد جيش دبابات الحرس الأول المتطور.

واستخدمت القوات الروسية خطوط السكك الحديدية لنقل الآليات العسكرية إلى الحدود مع أوكرانيا.

ويعتبر مسؤولو الاستخبارات الغربية أن هذه التحركات العسكرية غير عادية على الإطلاق.

وتأتي التحركات الجديدة للقوات الروسية في المنطقة في الوقت الذي بات الكرملين يتبنى خطاً أكثر تشدداً تجاه أوكرانيا، وصعد المسؤولون الروس بمن فيهم بوتن نفسه من لغتهم تجاه كييف، حيث هاجموا علاقاتها مع الغرب وشككوا في سيادتها.

وينظر الغرب بعين القلق إلى التحركات الاقتصادية والعسكرية الروسية الأخيرة، إذ إن موسكو قد تستغلها في الضغط على الغرب الذي يفرض عقوبات على روسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم بالقوة في عام 2014.