ذكر موقع "ذا إنترسبت" الأميركي الأحد، أن هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان كان من الممكن أن تمثل فرصة لإعادة التفكير في منطق آلة الحرب الأميركية، ولكن الكونجرس على وشك زيادة الإنفاق العسكري إلى 740 مليار دولار.

وأضاف الموقع أن الهزائم عادة ما تدفع لإعادة التفكير في "التوجهات التدميرية" التي تسببت في الأزمة، مُوضحاً أن أحد هذه التوجهات كان الارتفاع المستمر في الإنفاق العسكري، والذي لا يحظى بدعم شعبي كبير.

وأشار الموقع إلى أن استطلاعات الرأي كانت تُظهر باستمرار قبل سقوط العاصمة الأفغانية كابول في أيدي حركة طالبان، أن قلة فقط من الأميركيين يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تُنفق المزيد من الأموال على الدفاع.



وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "جالوب" في فبراير الماضي، أن 26% فقط من الأميركيين يؤيدون زيادة الإنفاق العسكري.

ولفت الموقع إلى دعوة النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا باربرا لي، للجمهوريين والديمقراطيين في يوم الانسحاب الأميركي من أفغانستان إلى إعادة تشكيل أولويات الإنفاق في البلاد.

وقالت: "الآن حان وقت تحويل استثماراتنا بعيداً عن الحروب اللانهائية، وتوجيهها نحو تلبية الاحتياجات الإنسانية".

وأضاف "ذا انترسبت" أن الرئيس الأميركي جو بايدن، اقترح في أبريل الماضي ميزانية البنتاجون بقيمة 715 مليار دولار لعام 2022، ما يمثل زيادة نسبتها 1.6% عن عام 2021.

وأوضح الموقع أن التقدميين مثل باربرا لي، لم يكونوا مسرورين من اقتراح بايدن، وأنهم كانوا أقل ارتياحاً في أواخر يوليو الماضي عندما أضافت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ 25 مليار دولار إلى ميزانية بايدن المقترحة، لترتفع ميزانية الدفاع إلى 740 مليار دولار، بزيادة نسبتها 5% عن العام السابق.

وبهذا المُعدل سيتجاوز الإنفاق العسكري خلال العقد المقبل 7 تريليونات دولار، ما يمثل 4 أضعاف ميزانية برنامج "إعادة البناء بشكل أفضل" الذي يحاول بايدن تمريره في الكونجرس.

منافسة الصين

في 2 سبتمبر الماضي، بعد يومين من دعوة (لي) لوضع أولويات جديدة، اجتمعت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب لمناقشة الميزانية.

وكما هو متوقع قدم كبير الأعضاء الجمهوريين في اللجنة تعديلاً لمواكبة زيادة مجلس الشيوخ. وأدى ذلك إلى نقاش كانت فيه النائبة الديمقراطية إيلين لوريا، ضابطة بحرية سابقة، أحد أقوى الداعمين لزيادة الإنفاق العسكري.

وذكرت لوريا: "في كلمة واحدة، يمكننا تلخيص السبب، وهو الصين. نحن ننهي أطول حروبنا التي استمرت 20 عاماً. ولكن العالم يراقب أكثر من أي وقت مضى ما نفعله هنا الآن. في الوقت الحالي، هناك جهات خبيثة تسعى إلى مهاجمتنا وإلحاق الأذى بنا".

وفي النهاية، صوتت اللجنة لمصلحة زيادة الميزانية بموافقة 42 عضواً (14 ديمقراطياً و28 جمهورياً) مقابل رفض 17 عضواً.

وقالت النائبة سارة جاكوبس وهي ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، خلال النقاش "يبدو أننا لم نتعلم شيئاً من العشرين عاماً الماضية".

وأوضحت أنه بدلاً من ضخ الأموال في الجيش، يُمكن تخصيص المزيد من الموارد للدبلوماسية، والتعليم، والبنية التحتية، والصحة العامة.

وأضافت جاكوبس: "هذا ما سيحدد ما إذا كنا قادرين على منافسة الصين، وليس ما إذا كان لدينا طائرة أخرى من طراز إف-35، والتي يقول عنها البنتاجون إنه ليس بحاجة إليها".