قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، إن الإدارة الأميركية أدركت وعلى مدار عقود طويلة، أهمية شراكاتنا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على حد سواء، مشيراً إلى أن بلاده لا يمكنها أن تواجه كل التهديدات الجديدة بمفردها، مشدداً على ضرورة "تشارك مسؤولية التصدي لهذه المخاطر من خلال الشراكات".

وأضاف خلال كلمة أمام قمة "حوار المنامة" المنعقد في مملكة البحرين، تناولت موضوع السياسة الدفاعية الأميركية في الشرق الأوسط، "أننا نقوم بأعمال وإنجازات بغاية الأهمية مع شركائنا في هذه المنطقة، من أهمها تعطيل الشبكات الإرهابية، والحفاظ على أمن أهم الممرات المائية".

وتابع: "على مدار العقود عملنا سوياً، إذ استثمرتم في قدرات عسكرية رائعة للدفاع عن المنطقة، وكنّا بجانبكم لندعمكم خلال هذه الرحلة، تدربت قواتنا سوياً، وخططت وعملت سوياً، مما زاد من قوتنا، سوياً".



وأشار إلى أن "ما حدث في أفغانستان أبرز أهمية شبكاتنا التعاونية، إذ طلبت الولايات المتحدة الدعم، ولبى أصدقائنا الطلب. 24 ألف شخص خرجوا من أفغانستان من خلال ممرات آمنة في منطقة الخليج وما يتعداها".

ونوّه إلى أن "شبكة حلفائنا في الشرق الأوسط وما يتعداها، تتضاعف يومياً، هي شبكة استراتيجية وميزة لا مثيل لها ولا يمكن موازاتها، ونحن ممتنون كثيراً لذلك. نحن ملتزمون بتقوية الروابط بين الحكومات ذات النوايا الحسنة، وأن نعمل لتوسيع الشبكة الأمنية، وزيادة الفرص والكرامة الإنسانية".

وتابع: "سنستمر في البناء على استثماراتنا في هذه المنطقة، وسنستمر في الاستثمار في الروابط الأمنية والتدريب وبناء القدرات ومشاركة الاستخبارات والتدريبات المشتركة، وهذا جزء أساسي من مهمتي كوزير دفاع، والتي تتمثل في أن أعمّق وأوسّع شراكاتنا".

وبيّن أنه "علينا أولاً أن نرفع من مستوى علاقاتنا مع أصدقائنا، ونحن نعمل سوياً معكم لتقوية صمودنا أمام تحديات القرن الـ21، ثانياً علينا التفهم بأن هناك تهديدات أمنية وشيكة وخطيرة تتخطى الحدود، ما يتطلب جهوداً متعددة الأطراف، لذلك علينا جميعاً أن نبدأ".

ولفت إلى أن التهديدات عموماً "ليست متشابهة بل متباينة"، وهو ما يتطلب "قدرات عسكرية متعددة، علينا أن نحمي أنفسنا من أي اعتداءات عنيفة تهددنا"، مشدداً على أن الدبلوماسية "هي الأداة الأولى التي تستخدمها الإدارة الأميركية"، مضيفاً أن "الدبلوماسية واستخدام القوة الوطنية، هي سر ما نعتمد عليه في وزارة الدفاع، بالإضافة إلى مفهوم الشبكات الأمنية المتكاملة".

وأضاف: "سنوضح رسالة مهمة لأي معتدٍ يفكر في الاعتداء علينا، وهي أن الاعتداء خط أحمر ولن يعود عليه بأي نفع ممكن"، وتابع، أنه في "القرن الـ21 هناك تقنيات هائلة التطور، ومفاهيم عملياتية، بالإضافة إلى قدرات رفيعة المستوى لمنع أي اعتداء محتمل بأي شكل كان، وسنستخدم كل أدوات القوة الوطنية المتوافرة، لردع أي اعتداء محتمل في أي مجال من المجالات".

وقال: "إن احتجنا للتحرك سنتحرك وبسرعة، ويجب على الكل أن يثق ثقة تامة بقدراتنا في الحفاظ على أمن المنطقة، نحن نركز على تهديدات القرن الـ21، ونتحدث عن المرونة والرشاقة في مواجهة أي تهديد محتمل"، مشدداً على أن "المهمة الرئيسية هي دعم الدبلوماسية وردع الصراعات والدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحنا الأهم".

وأوضح أن التزام بلاده نحو المنظومة الأمنية في الشرق الأوسط "قوية وحازمة، وسنواصل الدفاع عن حلفائنا في المنطقة، وسنواصل التأكد من تواجد المزيج الأمثل من القدرات العسكرية وغيرها لندافع عن المنطقة من هجمات إيران ووكلائها".

وتابع: "سنعمل سوياً لنتأكد من أن داعش لن يعود إلى بناء قدراته سواء في العراق أو سوريا أو غيرها من الدول، كما أننا سنحافظ على حركة الملاحة الأمنية الأهم، ونردع أي صراعات محتملة، ونركز كثيراً على مكافحة الإرهاب".

وأشار إلى أنه "لدينا الكثير للقيام به وعلينا التعاون في ذلك، أن ندافع عن مصالحنا ومبادئنا وعن الديمقراطية في تونس، وأن نرى عودة النظام الدستوري قريباً، وأن ندافع عن سيادة العراق ضد أي طرف يحاول خرقها، وأن نناصر الشعب اللبناني وأن نعزز من المنظومة الأمنية، ونستمر في العمل نحو التقدم نحو حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، والمدافعة عن الشعب اليمني ضد الحوثيين، وأن نوقف معاناة الشعب اليمني، ونعزز من الهيكل الأمني والتعاون العسكري في المنطقة".

ولفت إلى أنه "علينا أن نستعد لتغييرات كبيرة، مشيراً إلى أننا نحتاج إلى نظرة أوسع، وشراكات تعددية لمواجهة هذه التهديدات"، المخاطر الوشيكة اليوم لا تولي أي اعتبار لحدود المناطق والدول، بل هناك أنظمة جوية ذاتية، طائرات بدون طيار، دعم إيراني للإرهاب". وبين أن بلاده لا يمكنها أن تواجه كل هذه التهديدات بمفردها، ولذلك "علينا أن نتشارك مسؤولية التصدي لهذه المخاطر من خلال الشراكات".

وأضاف، أنه "من هنا وجه بايدن توجيهاته لإعادة الاستثمار في تحالفاتنا وشراكاتنا. التعاون يعزز من أمننا في المنطقة جبهة بعد جبهة"، معطياً التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" مثالاً عما سبق.

وبيّن أن "الجهود التعاونية الدولية وجهت لدعم المملكة العربية السعودية في تعزيز قدراتها العسكرية، وقدمنا التعاون للمملكة المتحدة، فرنسا، اليونان. الأمن البحري من أولوياتنا، حتى نحافظ على الملاحة البحرية الآمنة، للسفن العسكرية وحركة الملاحة التجارية".

ويشارك في قمة "حوار المنامة" 20 متحدثاً رفيع المستوى، من بينهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

صور