العربية

شكلت تجارة الأفيون على مدى سنوات طويلة لبنة أساسية للثراء في أفغانستان، فقد أنتجت البلاد من هذا المخدر آلاف الأطنان في فترة التسعينيات، خصوصاً بعد 3 سنوات من بدء حكم طالبان.

ويبدو أن عودة الحركة إلى الحكم منذ أغسطس/آب الماضي (2021)، أحيت مجدداً هذه التجارة المحرمة دولياً، حيث ازدهرت أسواق عدة، فينا أشحت طالبان على ما يبدو بنظرها عن الموضوع، تاركة هذه التجارة تأخذ مجراها!

أفيون على الملأ!

فقد شهدت سوق جديدة في مدينة تالوكان عاصمة ولاية تخار شمال شرقي البلاد، العشرات من التجار يمارسون بدرجات مختلفة تجارة الأفيون، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأحد.

وظهرت هذه السوق المزدحمة منذ وصول طالبان إلى السلطة، حيث عرضت الأكياس البلاستيكية المملوءة بالمواد المخدرة على الطرقات على الملأ!.

خشخاش بدل القمح

في موازاة ذلك، بدأ المزارعون في ولاية قندهار مهد طالبان، في زراعة الخشخاش في الأراضي التي كانوا يزرعون فيها القمح أو الذرة.

أما مسؤول استخبارات طالبان الذي يتواجد في سوق الأفيون في تالوكان، فكان همه الوحيد مطالبة الصحافيين الأجانب الزائرين بالمغادرة، لعدم توثيق ما يجري هناك، مبررا أن الناس "جوعى"!

وعود زائفة

وكانت طالبان وعدت سابقا بأنها ستقضي على صناعة المخدرات في البلاد، التي تقدر بمليارات الدولارات، والتي تمثل 85% من إنتاج الأفيون في جميع أنحاء العالم، في أواخر أغسطس الماضي.

لكن بعد ثلاثة أشهر فقط، بدأ موسم زراعة الخشخاش يزدهر، على عكس ما وعدت به الحركة تماماً.

في المقابل، كشفت تصريحات المتحدث باسم داخلية طالبان قاري سعيد خوستي التناقض الواضح بين أفعال وأقوال الحركة، إذ قال إن سلطات الحركة في كابل لا تزال جادة في مواجهة تجارة المخدرات في البلاد.

وزعَم أن هدف حكومة طالبان هو منع "نمو وتجارة المخدرات".

يشار إلى أنه خلال 20 عاماً من الوجود الأميركي في أفغانستان، استخدمت طالبان تجارة المخدرات لتمويل تمردها.

وفي العام الماضي، ارتفعت المساحة المزروعة بالخشخاش في أفغانستان بنسبة 37% لتصل إلى 554 ألف فدان، وفقاً لتقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.