وكالات

أشهر طويلة ظلت فيها المحادثات حول برنامج طهران النووي في فيينا معلقة، إلى أن استؤنفت، اليوم، بتعنت إيراني يضعف الأمل.



فبعد خمسة أشهر من تعليقها، وتلكؤ إيراني في استئنافها، تنطلق المحادثات اليوم الإثنين بفيينا في ظل أجواء متوترة، فيما لا يرى محللون فرصا كبيرة لإعادة إحياء الاتفاق النووي. الموقع بين طهران والقوى الدولية عام 2015.

وبالإضافة إلى إيران، سيحضر المحادثات دبلوماسيون من المملكة المتحدة والصين وألمانيا وروسيا وفرنسا، فيما ستشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وتوقفت المحادثات في يونيو/ حزيران الماضي، وسط أجواء كانت حينها إيجابية؛ حيث قال دبلوماسيون في نهاية الجولة السادسة، إنهم "قريبون" من التوصل إلى اتفاق، لكن يبدو أن وصول الرئيس المتشدد، إبراهيم رئيسي، إلى الرئاسة الإيرانية قلَب المعطيات.

رئيسي المعطل

ومنذ انتخاب رئيسي تجاهلت إيران دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات لمدة أشهر، فيما عملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي، ورغم قبولها أخيرا الجلوس إلى طاولة فيينا، يبقى التشاؤم سيد الموقف.

تشاؤم عبّر عنه المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي، قبل وصوله إلى فيينا، قائلا إن موقف طهران "لا يبشر بالخير بالنسبة إلى المحادثات".

وأدى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 والمعروف أيضا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي.

لكن الاتفاق بدأ ينهار عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه، وبدأ إعادة فرض عقوبات على إيران، التي ردت في العام التالي، بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي والمنصوص عليها في الاتفاق.

وفي الأشهر الأخيرة، بدأت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة وقيدت أيضا نشاطات المراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة المكلفة مراقبة المنشآت النووية الإيرانية.

والأسبوع الماضي، زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي طهران، على أمل معالجة العديد من الخلافات بين الوكالة وإيران؛ لكنه قال عند عودته إنه "لم يتم إحراز أي تقدم" بشأن القضايا التي أثارها

فرصة لإيران

وبغية عدم تعريض المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي للخطر، قرر دبلوماسيون غربيون عدم الضغط لإصدار قرار ينتقد إيران في اجتماع الأسبوع الماضي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لكن الولايات المتحدة قالت إنها قد تعقد اجتماعا خاصا للمجلس في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إذا استمرت حالة الجمود، محذرة من أنها ستلجأ إلى "جهود أخرى... لمعالجة طموحات إيران النووية" إذا فشلت المحادثات، لكنّ محللين يقولون إنه لا توجد خيارات واضحة متاحة خارج إطار المفاوضات.

وقال هنري روم المتخصص في الشؤون الإيرانية في مجموعة "أوراسيا" إن "عدم استعداد إيران للتوصل إلى حل وسط مباشر نسبيا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يلقي بظلاله على المحادثات النووية المستقبلية".

وأضاف: "قد تعتقد إيران أن تقدمها النووي غير المقيد... سيمارس ضغوطا إضافية على الغرب من أجل تقديم تنازلات خلال المحادثات لكنه أشار إلى أن ذلك "سيكون له على الأرجح تأثير معاكس".

ورأت كيلسي دافنبورت الخبيرة في جمعية "آرمز كونترول أسوسييشن" للحد من الأسلحة، في. تصريح للصحفيين الأسبوع الماضي أن "الوضع في ما يخص التقدم النووي الإيراني يزاد خطورة".

برنامج سري

وأشارت دافنبورت إلى أن "إيران تتصرف كما لو أن واشنطن ستستسلم أولا، لكن هذا الضغط سيف ذو حدين" إذ قد يقضي على أي أمل في إحياء اتفاق 2015.

ومن بين أكثر الأمور التي تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منشأة كرج لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران، التي لم تتمكن الوكالة من دخولها، منذ تضررت كاميراتها بسبب "عمل تخريبي" في يونيو/ حزيران.

الخبيرة الدولية دافنبورت أشارت إلى أنه "إذا كانت هناك ثغرات في عملية المراقبة، فإن ذلك سيؤدي إلى تكهنات بأن إيران انخرطت في نشاط غير قانوني وأنها تملك برنامجا سريا، سواء كان هناك دليل على ذلك أم لا" وهو أمر قد "يقوض بدوره آفاق إحياء الاتفاق".