وكالات


قال مصدر حكومي ألماني، السبت، إن مسؤولين حكوميين بارزين من ألمانيا وروسيا اتفقا على عقد اجتماع مباشر الشهر المقبل في محاولة لتخفيف حدة التوتر بشأن أوكرانيا، وذلك عقب إعلان موسكو انتهاء التدريبات العسكرية التي أجرتها قرب الحدود الأوكرانية.

وأضاف المصدر لـ"رويترز"، أن ينس بلوتنر مستشار السياسة الخارجية للمستشار الألماني أولاف شولتز، وديمتري كوجاك المفاوض الروسي الخاص بملف أوكرانيا، اتفقا على الاجتماع بعد محادثة هاتفية مطولة بينهما الخميس.

ولم تصدر الحكومة الألمانية أي تعليق رسمي بهذا الشأن. كما امتنع متحدث باسم كوجاك عن التعليق.


وشهدت الأشهر القليلة الماضية عدة اتصالات هاتفية بين زعماء غربيين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث الحشد العسكري الروسي قرب حدود أوكرانيا والمخاوف من غزو محتمل.

وعقد اجتماعات مباشرة بين مسؤولين حكوميين روس وغربيين أمر نادر الحدوث وفق رويترز، على الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى محادثات مع الرئيس بوتين في جنيف في يونيو الماضي.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت موسكو عودة أكثر من 10 آلاف جندي روسي إلى قواعدهم، بعد إجراء تدريبات استمرت شهراً في جنوب البلاد، خاصة بالقرب من الحدود الأوكرانية، ما زاد من التوتر بين موسكو والغرب.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن مناورات "التدريب القتالي" هذه جرت في عدة مواقع عسكرية، في مناطق روسية مثل فولجوجراد وروستوف وكراسنودار وشبه جزيرة القرم التي ضمتها، وهي مناطق مجاورة لأوكرانيا.

كما أشارت الوزارة إلى أن التدريبات أجريت كذلك في الأراضي الروسية البعيدة عن الحدود الأوكرانية، في ستافوروبول وأستراخان وشمال القوقاز، كما في أرمينيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

ولم يحدد الجيش الروسي في بيانه القواعد التي عاد إليها الجنود. وأضافت الوزارة أنه "من أجل ضمان حالة التأهب القصوى خلال احتفالات نهاية العام في المواقع العسكرية بالمنطقة العسكرية الجنوبية، سيتم تخصيص وحدات حراسة وتعزيزات وقوات لمواجهة أي حالات طارئة محتملة".

ومنذ أكثر من شهر، يتهم الغرب روسيا بحشد نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل عسكرياً فيها، وصعّد من تحذيراته للكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب، متهماً بدوره كييف بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة.

وتطالب موسكو الحلف بالتعهد بعدم التوسع في "الاتحاد السوفيتي السابق". وهي قضية سيتم التطرق إليها في المباحثات الروسية الأميركية المقررة في يناير المقبل.

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو بالفعل منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وبدء الحرب بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق.

لكن سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف قلل في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، الجمعة، من خطر حدوث تصعيد وشيك، مضيفاً أنه وفق تقديرات كييف، ارتفع عدد القوات الروسية حول أوكرانيا بشكل طفيف فقط من 93 ألفاً في أكتوبر إلى نحو 104 آلاف حالياً.