سجل آلاف المدنيين الأوكرانيين أسماءهم "لتعلم المهارات القتالية، ضمن برامج تدريب أنشأتها وتديرها الحكومة، ومجموعات شبه عسكرية خاصة"، استعدادا لأي مواجهة عسكرية مع روسيا.

وتعد هذه البرامج جزءا من خطة دفاع استراتيجية للبلاد، في حال حدوث غزو محتمل من قبل روسيا، وذلك لتعزيز "المقاومة المدنية" إلى جانب الجيش الأوكراني، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".



وبسبب التهديدات الروسية، توجد لدى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا برامج مشابهة، وتشجع على امتلاك السلاح من المدنيين وتدريبهم للقتال.

وقوات الدفاع المدني ليست جديدة في أوكرانيا، فقد شكلت كتائب المتطوعين العمود الفقري لقوة البلاد في الشرق عام 2014، في الحرب ضد الانفصاليين الروس، عندما كان الجيش الأوكراني في "حالة من الفوضى".

ويتم الآن إضفاء الطابع الرسمي على هذه القوات، كي تصبح جزءا من الجيش. وفي العام الماضي، بدأ الجيش الأوكراني تدريبات للمتطوعين المدنيين في هذه القوات.

وتنقل الصحيفة عن الجنرال أناتولي بارهيليفيتش، نائب قائد القوات البرية، قوله إن أوكرانيا تهدف لتدريب 100 ألف متطوع عبر هذه البرامج.

ويقول قادة أوكرانيون إن نصف مليون أوكراني لديهم خبرة عسكرية، وأنهم يأملون أن ينضم المزيد إلى القتال.

ويشير بعض المتطوعين إلى أنه بالإضافة إلى أسلحتهم الخاصة، فهم يحتفظون بحقيبة ظهر في المنزل، مليئة بأجهزة اتصال لاسلكية وأدوات طبية وأكياس نوم وملابس، وجاهزة للاستخدام في أي لحظة.

ويشعر منتقدون بالقلق من أن هذا الجهد يشجع ملكية الأسلحة الخاصة، والتي تنطوي على مخاطر في الجريمة والانتحار والعنف المنزلي. ويتطلب القانون الأوكراني فحصا نفسيا للحصول على رخصة حمل السلاح.

وفي بلد يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة، يمتلك 1.3 مليون أوكراني أسلحة نارية مدنية مرخصة، وفقا لما نقلته نيويورك تايمز عن وزارة الداخلية.

وتشمل التدريبات محاضرات نظرية ودورات عملية وتطبيقية، للتدرب على استخدام الأسلحة والصواريخ والألغام والمتفجرات، ووضع خطط الهجوم والدفاع.

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع وطني حديث، نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن ثلث الأوكرانيين على استعداد لحمل السلاح، إذا شنت روسيا حربا شاملة.

ونفت روسيا أن يكون لديها أي خطط للغزو، لكنها تريد من الولايات المتحدة وحلفائها التخلي عن دعمها للجيش الأوكراني، وسحب تعهدها بجعل أوكرانيا عضوا في منظمة حلف شمال الأطلسي.

وفي جلسته الإعلامية السنوية في نهاية العام، التي أجريت الخميس الماضي، قال بوتين إن روسيا تريد تجنب الصراع، لكنها تطلب ضمانات أمنية فورية من الولايات المتحدة وحلفائها.

والشيء الوحيد الذي كان بوتين قد أوضحه، هو طموحاته الواسعة بشأن أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، التي أعلنت استقلالها عام 1991. وقد قال مرارا وتكرارا إن الأوكرانيين والروس شعب واحد مزقه الانهيار السوفيتي، وفقا للصحيفة.