سلط اعتراف إيران، الجمعة، بفشلها في إطلاق مركبة فضائية إلى مدارها حول الأرض، الضوء على تاريخ التجارب الفضائية لطهران خلال السنوات القليلة الماضية، والتي بلغت على الأقل 7 محاولات خلال 4 سنوات فقط.

وأطلقت إيران على الصاروخ الذي استخدم في التجربة الأخيرة اسم "سيمروغ"، وذلك في استعادة لاسم طائر أسطوري.

في هذا التقرير، نرصد أبرز المحاولات الإيرانية، التي سجلت نجاحاً واحداً في أبريل عام 2020، عندما وصل القمر الاصطناعي العسكري "نور 1" إلى مداره الفضائي.



2017.. أول اعتراف

في يوليو عام 2017، فشلت إيران في وضع قمر اصطناعي في المدار باستخدام الصاروخ "سيمروغ".

ومع أنها لم تكن المحاولة الأولى باستخدام هذا الصاروخ، لكنه كان الاعتراف الإيراني الأول بهذا النوع من حوامل الأقمار الاصطناعية، إذ إن المحاولة الأولى كانت سرية في أبريل 2016، بحسب "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى".

ويستطيع "سيمروغ"، الذي كُشف النقاب عنه في 2010، حمل أقمار اصطناعية يصل وزنها إلى 250 كيلوجراماً، ووضعها في مدار فضائي يبعد عن الأرض 500 كيلومتر. ومثلت هذه الحمولة زيادة خمسة أضعاف عن حامل الأقمار الاصطناعية الإيراني من الجيل السابق "سفير".

وبحسب معهد واشنطن أيضاً، يتألف الصاروخ من جزأين، يشمل الأول أربعة محركات لصواريخ "شهاب-3" تعمل بالوقود السائل، في حين ضم صاروخ "سفير" محركاً وحداً من هذا النوع.

2019.. 3 محاولات

مع بداية عام 2019، أعلنت طهران فشل إطلاق قمر اصطناعي نحو الفضاء. وقال وزير الاتصالات الإيراني آنذاك محمد جواد أزاري جهرومي، إن عملية الإطلاق فشلت في إيصال القمر الاصطناعي "بايام" إلى المدار.

وأرجع جهرومي السبب إلى عدم قدرة الصاروخ على الوصول إلى السرعة المطلوبة، ضمن ما يعرف بالمرحلة الثالثة من عملية الإطلاق.

وبعد أقل من شهر على هذه المحاولة، كشفت شركتا "ديجيتا جلوب"، و"بلانيت" الأميركيتان المتخصصتان في تحليل الصور الفضائية، أن إيران فشلت مجدداً في إطلاق قمر اصطناعي، في 5 فبراير.

المحاولة الإيرانية الثالثة في 2019، كانت نهاية أغسطس. وكشف عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عبر تغريدة، قال فيها إن بلاده "غير متورطة في ما يبدو أنه انفجار صاروخ إيراني لدى إطلاقه".

وأرفق ترمب التغريدة بصور ملتقطة عبر أقمار اصطناعية لما يظهر كأنه انفجار لصاروخ عند منصة الإطلاق، وهو ما اعترف مسؤول إيراني بحدوثه، بحسب وكالة أنباء "رويترز".

2020.. "فشل جديد"

أطلق مسؤولون إيرانيون، في فبراير من عام 2020، تصريحات عن "جيل جديد" من أجهزة الدفع الصاروخية وناقلات الأقمار الاصطناعية، إلا أن الشهر ذاته شهد فشلاً جديداً في وضع قمر اصطناعي داخل مداره المحدد بالفضاء.

ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية أحمد حسيني، قوله إن القمر "لم يصل إلى السرعة اللازمة لدخول المدار". وذكر مسؤولون بوزارة الدفاع أن الصاروخ، المسمى "ظفر" أطلق بنجاح، لكنه لم يصل إلى المدار المحدد له.

2021.. محاولتان

وفي يونيو 2021، قال مسؤولو دفاع أميركيون لشبكة "سي إن إن"، إن البنتاجون راقب محاولة إيرانية فاشلة لإطلاق قمر اصطناعي إلى المدار في وقت سابق من الشهر، فيما نفت إيران هذه التقارير.

وصرح الناطق باسم البنتاجون اللفتنانت كولونيل أوريا أورلاند، في بيان لشبكة "سي إن إن"، بأن "قيادة الفضاء الأميركية على علم بفشل إطلاق الصاروخ الإيراني الذي حدث في ساعة مبكرة من 12 يونيو". وقال مسؤولون إنه لم يتضح سبب فشل الإطلاق وفي أي مرحلة بالضبط فشل.

ومع نهاية العام، فاجأت إيران العالم بتجربة جديدة فاشلة، وسط انغماسها في محادثات فيينا بشأن برنامجها النووي. وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية فشل المهمة الفضائية للصاروخ "سيمروغ"، الذي أطلق الخميس، وأثار تنديداً غربياً نظراً لأنها تستخدم تقنية مشابهة للصواريخ البالستية العابرة للقارات.

وأوضح المتحدث في تقرير وثائقي عن عملية الإطلاق أذيع على التلفزيون الرسمي، ونشر على الموقع الإلكتروني، أن "الصاروخ فشل في وضع شحنته في المدار".