العربية

بالتزامن مع إعلان الحكومة التركية عن رفع أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي، نشرت صحيفة تركية مؤيدة للرئيس رجب طيب أردوغان خبراً أثار جدلاً واسعاً في البلاد، بعدما نصحت قرّاءها بتناول صنفين محددين من الأطعمة عقب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في تركيا على خلفية تراجع العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وهو ما أدى فعلياً لارتفاع معدلات التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي التفاصيل، نشرت صحيفة "يني اكيت" المؤيدة للرئيس التركي على موقعها الرسمي على الإنترنت خبراً تضمن نصيحة بدت وكأنها طبية، لكنها في واقع الأمر كانت بمثابة دعوة للتقشف بعد غلاء أسعار مختلف المواد الغذائية، فقد دعت قرّاءها الأتراك لتناول الخبز والبصل فقط.

كما أكدت الصحيفة في الخبر نفسه على أهمية تناول الخبز والبصل معاً، لفوائده الطبية، بحسب ما جاء في نص الخبر المكتوب باللغة التركية والذي سرعان ما تُرجم إلى لغات أخرى بعدما تحوّل لمادّةٍ ساخرة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا على حساباتهم الشخصية في "فيسبوك" و"تويتر".

واعتبر الخبير الاقتصادي التركي المعروف أرينتش يلدان أن "تركيا تمرّ بأزمة عملة حادة إلى جانب تضخم مفرط للغاية"، مضيفاً لـ"العربية.نت": من المرجح أن يستمر التضخم في النصف الأول من عام 2022 بشكل متسارع وهو ما يدعو وسائل الإعلام المدعومة من الحكومة إلى نشر نصائح عاطفية للتغطية على الأزمة المالية وتداعياتها على سكان البلاد".

كذلك سخر آخرون من نصيحة صحيفة "يني اكيت"، فالبعض منهم كتب ساخراً في تغريداتٍ على "تويتر" متسائلاً عن النوع المفيد من البصل، فيما كتب آخرون أنهم بالفعل يتناولون الخبز والبصل منذ فترة لعدم تمكنهم من شراء اللحم بعد ارتفاع أسعاره.ومن جهته، قال غسان إبراهيم، المحلل السياسي المختص بالشؤون التركية إن "دعوات التقشف كالخبر الذي نشرته يني اكيت، تظهر مدى فشل أردوغان وقناعة المحيطين به بعدم تمكنه من إنقاذ الاقتصاد التركي، وهذا ما يدفعهم ويحثهم على نشر فكرة التقشف".

وأضاف لـ "العربية.نت" أن "المؤيدين لأردوغان من الذين يدعون إلى التقشف، هم غالباً من الأثرياء، مما يعني أنهم ينتفعون من الأزمات الاقتصادية والمالية على حساب الفقراء الذين يدعونهم للتقشف مقابل استمرارهم في الحصول على مزايا من بقاء أردوغان في الحكم رغم أنه يتبنى نظريات اقتصادية غير منطقية".

وتابع إبراهيم أن "الرئيس التركي يتبنى تلك النظريات لإنقاذ شركات كبرى يملكها مقرّبون منه، ولذلك تصدر دعوات التقشف غالباً من وسائل إعلام مملوكة لتلك الشركات، وهي بكل الحالات تعكس فشل أردوغان اقتصادياً".

وكانت النصيحة التي نشرتها "يني اكيت" وهي ثاني صحيفة ذو توجّهات "إخوانية" بعد صحيفة "يني شفق" المعروفة، قد تمّ تداولها على نطاقٍ واسع باعتبار أن كاتب الخبر هو علي قره حسان أوغلو الذي يعد أحد الصحافيين المقرّبين من الرئيس التركي.

كما أن الصحيفة تُدار من قبل شقيق صهر أردوغان، بيرات البيرق وزير ماليته الذي استقال من منصبه قبل أكثر من عام.

وكان نواب من حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا قد علقوا على النصيحة التي نشرتها الصحيفة المؤيدة لأردوغان والتي تعد لسان حال حكومته.

وقال أرن أردام في تغريدةٍ نشرها على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" إن "هذه الحكومة التي تعيش حياةً مرهفة في القصور والتي تعرف بموائدها الفاخرة، توصي شعبها بتناول الخبز والبصل".