قلص الجيش الأمريكي غاراته الجوية في عام 2021، إلى النصف مقارنة بعام 2020، نتيجة للانسحاب من أفغانستان والتركيز على الدبلوماسية.

ووفقًا لبيانات نشرها الجيش الأمريكي، بلغ إجمالي الضربات الجوية التي نفذها في أفغانستان والعراق وسوريا والصومال 510 ضربة العام الماضي.

ويعد هذا العدد أقل بنسبة 48.3٪ مقارنة بـ987 غارة جوية أمريكية نُفِّذت في مناطق الحرب نفسها عام 2020، وفقا لموقع إذاعة "صوت أمريكا".



ويرجع الموقع أسباب انخفاض عدد الغارات إلى إعلان الرئيس جو بايدن بعد أسبوعين من تنصيبه، أن إدارته ستتخذ خطوات "لتصحيح مسار" السياسة الخارجية للولايات المتحدة من أجل "توحيد قيمنا الديمقراطية بشكل أفضل مع قيادتنا الدبلوماسية".

وكلف بايدن وزير الدفاع لويد أوستن بقيادة مراجعة للقوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، بحيث تكون البصمة العسكرية الأمريكية ، على حد قوله، "متوافقة بشكل مناسب مع سياستنا الخارجية وأولويات الأمن القومي".

سياسة بايدن

قال مايكل أوهانلون، كبير محللي الدفاع في معهد بروكينغز، لإذاعة "صوت أمريكا" إن الانخفاض في الضربات الجوية يتماشى مع وجهات نظر بايدن حول الدبلوماسية، لكنه يعكس أيضًا انسحاب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من أفغانستان العام الماضي الأوضاع الأكثر استقرارًا ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

كانت القوات الأمريكية قد أوقفت غاراتها الجوية في أفغانستان بعد انتهاء سحب قواتها في 31 أغسطس/ آب 2021.

وتعهد البنتاجون باللجوء إلى شن ضربات جوية من خارج أفغانستان لاستهداف الإرهابيين في البلاد الذين يخططون لمهاجمة الأراضي الأمريكية أو أوطان حلفاء الولايات المتحدة.

كانت آخر غارة شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان في 27 أغسطس/ آب 2021، واستهدفت تنظيم "داعش" خراسان في شرق أفغانستان. والتي جاءت بعد يوم من هجوم انتحاري في مطار كابول الدولي أسفر عن مقتل 13 جنديا أمريكيا وعشرات المدنيين الأفغان.

العراق وسوريا

وفي العراق وسوريا، انتقلت القوات الأمريكية والدولية رسميًا إلى تولي مهام غير قتالية في 9 ديسمبر/كانون أول 2021، أي قبل يوم من احتفال الحكومة العراقية بالذكرى السنوية الرابعة لهزيمة تنظيم "داعش".

وظل استخدام الضربات الجوية في العراق وسوريا، في عامي 2020 و2021 مربوطا باستهداف فلول الجماعة الإرهابية والدفاع عن الولايات المتحدة والحلفاء الدوليين من هجمات الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

وقال برادلي بومان، مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لإذاعة صوت أمريكا: "حتى أثناء مفاوضات إدارة (بايدن) مع إيران في فيينا، فإن وكلاء طهران يهاجمون قواتنا".

وأضاف أن الهجمات المتزايدة من المسلحين المدعومين من إيران وتراجع الضربات الجوية الأمريكية كانت نتيجة "سوء فهم الرئيس للعلاقة بين النجاح الدبلوماسي والقوة العسكرية".

وفي الصومال، إحدى دول القرن الأفريقي، تصاعدت الضربات الجوية الأمريكية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث استخدم القادة العسكريون الضربات الجوية لاستهداف حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة بسرعة دون وضع أعداد كبيرة من القوات على الأرض.

واستمرت وتيرة الضربات السريعة في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب ، حيث نُفذت ستة من الضربات العشر لعام 2021 قبل تولي بايدن منصبه في 20 يناير/ كانون ثاني.

وخلال عامي 2020 و2021، لم تنفذ أي غارات جوية عسكرية أمريكية في اليمن، الذي شهد ذات سابقا ضربات جوية متعددة كل عام ضد أعضاء القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وفقًا للقيادة المركزية الأمريكية.