رويترز


بالتزامن مع ارتفاع عدد الضحايا في الاشتباكات التي دخلت يومها الرابع، أعربت الولايات المتحدة عن إدانتها للهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" الخميس على سجن غويران بمحافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أنه يسلّط الضوء على أهمية تمويل مبادرات "التحالف الدولي" بشكل كامل، لتحسين الاحتجاز الآمن والإنساني لمقاتلي التنظيم.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أصدرته، إن واشنطن تدين الهجوم على مقر الاحتجاز التابع لقوات الأمن الداخلي الكردية، والذي شنه "داعش" في محاولة للإفراج عن مقاتليه المحتجزين داخله.

وأضاف البيان: "نشيد بقوات سوريا الديمقراطية على ردها السريع والتزامها المستمر بمحاربة داعش في شمال شرقي سوريا". وذكر أن "مهاجمة هذا السجن كانت على رأس قائمة أولويات داعش على مدى أكثر من عام"، معتبراً أن "الفضل في إحباط العديد من الهجمات خلال تلك الفترة والحد من شدتها يعود للجهود الدؤوبة التي بذلتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد داعش".


ورأى البيان، أن الهجوم الأخير "يسلّط الضوء على أهمية وضرورة تمويل مبادرات التحالف الدولي بشكل كامل، وذلك من أجل تحسين الاحتجاز الآمن والإنساني لمقاتلي التنظيم، بما في ذلك من خلال تعزيز أمن مرافق الاحتجاز، كما أنه يؤكد على الحاجة المُلِحة للبلدان إلى إعادة مواطنيها المحتجزين في شمال شرقي سوريا، وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، فضلاً عن محاكمتهم عندما تسنح الفرصة".

وشددت الوزارة على "مواصلة الولايات المتحدة الوقوف مع شركائها في المنطقة لمواجهة خلايا داعش"، قائلة إنه "على الرغم من أن التحالف أدى إلى حدوث تراجع شديد في قدرة التنظيم على شن الهجمات، فإنه (أي داعش) يواصل محاولاته لزعزعة استقرار المنطقة"، معتبرة أن الخسائر التي تكبدها شركاء الولايات المتحدة في هذه الهجمات، تعد بمثابة "تذكير صارخ بالتحديات الحقيقية التي لا يزال على المنطقة مواجهتها".

وفي نهاية البيان، قالت الوزارة: "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة باستمرار هزيمة داعش، وبالعمل من خلال التحالف الدولي ومعه وكذلك مع شركائنا المحليين".

ارتفاع عدد الضحايا

وفي رابع أيام الاشتباكات، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" (المعارض)، السبت، إن حصيلة ضحايا اشتباكات منطقة سجن غويران في الحسكة، ارتفعت إلى 102، بينهم 61 من عناصر تنظيم "داعش".

وأضاف "المرصد" أن 34 من الأسايش (قوات أمن محلية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية) وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب، وسبعة مدنيين هم من بين ضحايا الاشتباكات المستمرة منذ الخميس، مشيراً إلى أن العدد مرشح للارتفاع، لوجود معلومات عن ضحايا آخرين، ووجود عشرات السجناء لا يزال مصيرهم مجهولاً إلى الآن.

وأشار المرصد إلى أن طائرة حربية تابعة للتحالف، نفذت غارة استهدفت إحد الأبنية في سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، مع استمرار الاشتباكات داخل السجن ومحيطه، وسط محاولات متجددة لقوات سوريا الديمقراطية للتقدم داخل السجن.

وتابع أن رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات التحالف وصل، في وقت سابق السبت، إلى محيط السجن، وسط تحليق لمروحيات التحالف في الأجواء.

وأشار إلى أنه جرى إلقاء القبض على 6 من عناصر تنظيم "داعش"، ليبلغ عدد الفارين الذين تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن إلى 136 سجيناً من التنظيم، بينما لا يزال العشرات منهم فارين، ولا يُعلم العدد الحقيقي للسجناء الذين هربوا من السجن.

وكانت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش"، قالت الجمعة، إن مقاتلي التنظيم يشنون منذ مساء الخميس هجوماً واسعاً على سجن غويران "بهدف تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، في حين أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الجمعة، استعادة السيطرة بشكل كامل على السجن.