حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبحت من العلامات الرئيسة في كرة القدم.

ففي إحدى الصفقات المثيرة التي حدثت في الدوري الإيطالي، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن لاعب الوسط الأرجنتيني خوان سيباستيان فيرون وانتقاله من بارما إلى لاتسيو عام 1999.

مجد مبكر

بدأ فيرون مسيرته الكروية مع نادي استوديانتس الأرجنتيني عام 1994، ثم انتقل إلى النادي الأهم في بلاده، وهو بوكا جونيورز في 1996، ليرحل منه مباشرة في نفس العام للقارة الأوروبية من بوابة سامبدوريا الإيطالي.

تألق فيرون مع سامبدوريا، وفي عام 1998، بعد أن لعب مع الأرجنتين في كأس العالم، وقع لمواطنه بارما في صفقة قيمتها 15 مليون جنيه إسترليني.

وفي العام التالي، لعب فيرون دوراً بارزاً في تتويج بارما بكأس إيطاليا وكأس الاتحاد الأوروبي، ليخطف أنظار السويدي سفين جوران إريكسون مدرب لاتسيو، الذي كان يبحث عن كتابة التاريخ في الدوري الإيطالي.

وبالفعل، حصل لاتسيو على توقيع فيرون في صفقة بقيمة 18.1 مليون جنيه إسترليني، مع حصول اللاعب الأرجنتيني على راتب أسبوعي قدر بـ48 ألف جنيه إسترليني.

توهج فيرون مع لاتسيو، وأسهم في تحقيقه للقب الدوري الإيطالي عام 2000 للمرة الثانية في تاريخ النادي بعد أن فاز لأول مرة بالبطولة في 1974.

فضلاً عن ذلك، أسهم فيرون في تتويج لاتسيو بكأس إيطاليا والسوبر الإيطالي وكأس السوبر الأوروبي.

تزوير وحبس

رحلة فيرون الاستثنائية مع لاتسيو أفسدها قيام السلطات الإيطالية خلال شهر فبراير 2000 بفتح تحقيق في صفقة انتقال فيرون إلى لاتسيو.

وخضع فيرون، إلى جانب وكيل أعماله ورئيس لاتسيو في ذلك الوقت سيرجيو كراجنوتي، للتحقيق من قبل الشرطة الإيطالية بشأن جواز سفر إيطالي مزور محتمل تم تسجيل فيرون من خلاله في قائمة لاتسيو باعتباره من أصول إيطالية، وذلك لتجنب صعوبة تسجيله كلاعب من خارج الاتحاد الأوروبي بسبب اكتمال قائمة الأجانب.

وظن فيرون أن القصة انتهت بعد أن تمت تبرئته هو ووكيله ورئيس لاتسيو من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في يونيو2001، على اعتبار أن جواز سفر اللاعب صدر بالفعل من قبل المسؤولين الإيطاليين.

ومع ذلك، تم الكشف عن أدلة جديدة مفادها أن فيرون ووكيله ربما استخدما مستندات مزورة تم تقديمها إلى الحكومة الإيطالية من أجل الادعاء بأن اللاعب من أصل إيطالي ومنحه جواز سفر إيطالياً، حيث تم إيداع أوراق أفادت بأن أحد أجداد اللاعب ويدعى جوزيبي أنطونيو بورسيلا، إيطالي الجنسية.

هذه الأحداث دفعت فيرون للرحيل عن لاتسيو والانتقال إلى صفوف مانشستر يونايتد في صيف 2001 مقابل 28.1 مليون جنيه إسترليني، ليصبح حينها أغلى صفقة في تاريخ الكرة البريطانية.

ملاحقة فيرون لم تتوقف من قبل السلطات الإيطالية، بعد مغادرته إلى بريطانيا، حيث إنه في شهر يوليو 2002، تم استدعاء فيرون ووكيله ورئيس لاتسيو للمثول أمام المدعي العام الإيطالي للرد على مزاعم أنه حصل بشكل غير قانوني على جواز سفر إيطالي.

تم تحويل القضية إلى إحدى المحاكم الإيطالية، والتي ظلت تنظرها حتى أصدرت في 2007 حكمها النهائي بالسجن لمدة 15 شهرا على إلينا تيدالدي، وهو الوكيل الذي ساعد فيرون في الحصول على جواز السفر، لكن تمت تبرئة اللاعب الأرجنتيني السابق وسيرجيو كراجنوتي، رئيس لاتسيو.

وجاء في أدلة براءة فيرون أن اللاعب له بالفعل أصول إيطالية ولكن من خلال جد آخر، وأن وكيل اللاعبين تيدالدي هو من استخدم المستندات المزورة.