ياسمينا صلاح




إدخال 40 طالبة إلى الاتحاد البحريني للريشة الطائرة خلال ثلاثة شهور

أخبرت زوجي بتقدمي للانتخابات يوماً ما.. وتحقق حلمي بالفوز عام 2011


مواطنة ملهمة تفتخر كونها بحرينية وأماً لبنت واحدة وثلاثة أولاد، عملت كمدرسة في إحدى المدارس الابتدائية وتدرجت في السلم الوظيفي حتى أصبحت دكتورة في جامعة البحرين وهذا على المستوى الأكاديمي، أما المستوى العملي فهي كانت عضواً في مجلس النواب عام 2011، وعضواً في مجلس الشورى عام 2014، ورئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في وزارة الشباب والرياضة، وفي عام 2017 رئيسة الاتحاد البحريني للطائرة والإسكواش، ورئيس الاتحاد العربي للريشة الطائرة عام 2020، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي للريشة الطائرة2021، وحالياً رئيسة الاتحاد البحريني للريشة الطائرة واستطاعت خلال ثلاثة شهور أن تقوم بإدخال 40 طالبة إلى الاتحاد البحريني للريشة الطائرة وخوض بطولات وأصبحن حكاماً لمباريات الريشة الطائرة.

إنها سوسن تقوي خصت «الوطن» بحديث عن حياتها وسيرتها المهنية والتعليمية.

كيف تصفين مرحلة طفولتك؟

- نشأت في محافظة المحرق من أسرة تتكون من خمسة أخوان وثلاث بنات كنت متعلقة بأخوتي بدرجة كبيرة نخرج معاً ونقضي أكثر الوقت معاً وكان يوجد نادٍ بجوار المنزل نذهب إليه، طفولتي ممزوجة بالشقاوة خصوصاً أني كبرت ونشأت أغلب الوقت وسط رجال لذلك أنا أحب المجال الرياضي.

الترابط والتوافق بين الأسرة يعطي شعوراً بالرضا وكوننا أسرة كبيرة كان من المهم وجود تفاهم، كانت طفولتي جميلة ليتها تعود.

هل كان من طموحك دراسة التربية الرياضية؟

- كنت دائماً أطمح أن أكون في المجال الرياضي وأصل للدكتوراه، وقد حصلت على بعثة من الدولة لدراسة التربية الرياضية في جامعة البحرين وكان طموح الوالد الله يرحمه أن نكمل دراستنا وكان يقول لنا دائماً «لازم تخلصون دراستكم العليا «، لأن والدي لم يدرس ودرس في محو الأمية عندما كان كبيراً، وقد حققت ما يرغب وحققت طموحي في الدكتوراه، على الرغم من أن أخوتي اتجهوا للتجارة والبعض منهم أيضاً قد أكمل الدراسة الجامعية.

حدثينا عن الماجستير والدكتوراه؟

- عندما انتهيت من مرحلة البكالوريوس لم يكن متاحاً الحصول على الماجستير من البحرين في ذاك الوقت، واضطررت أن أخذ انتساباً في جامعة القديس يوسف بلبنان لمدة عام، وكانت في المجال التربوي، وعندما فتحت أبواب الماجستير في جامعة البحرين عدت لأخذ الماجستير من جامعة البحرين في التدريب الرياضي، وبعدها بفترة أتيح لي أخذ الدكتوراه من جامعة البحرين وحصلت عليها، وتحقق الطموح في المجال الأكاديمي.

كيف كانت الدراسة في جامعة القديس يوسف؟ وكيف تغلبت على الصعوبات؟

- درست الماجستير التربوي في جامعة القديس يوسف عام 1999، كان التنقل وكوني موظفة لم يكن من السهل الحصول على إجازات وكنت انتساباً وهذه يعني أني أقوم بالدراسة طوال العام وأذهب في الفترة الصيفية إلى أخذ كورسات مكثفة قبل موعد الامتحانات بشهر، وكان الأمر مرهقاً بسبب أني أقضي 8 ساعات في كورس مكثف حتى أستطيع أن أقدم الامتحان والحصول على درجة جيدة والنجاح.

أول عمل لك؟

- حصلت على فرصة العمل في إحدى المدارس للمرحلة الابتدائية لمدة ثلاثة أعوام، وتم ترقيتي للتدريس المرحلة الثانوية أيضاً لمدة ثلاثة أعوام، وكان التدريس في المدرسة بمثابة متعة لي لتكوين منتخبات والفوز بميدليات والانتصارات وفي هذه الفترة اكتشفت العداءة رقية الغسرة كانت طالبتي في مدرسة النور الثانوية للبنات وجهتها للذهاب لاتحاد البحرين لألعاب القوى حتى يصقل مهارتها وهم بدورهم احتضنوها ووفروا لها الكادر الفني والتطوير في المجال الرياضي، وقد حققت إنجازات لمملكة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية ل100 متر، و200 متر، واليوم هي مدير فني للمنتخبات في اتحاد ألعاب القوى.

تطورات الرياضة النسائية في البحرين؟

- خلال عام 2002 طورت وزارة الشباب والرياضة منذ أن كانت تسمى المؤسسة العامة للشباب للرياضة التوجه النسائي للرياضة في الاتحادات الرياضية بالإضافة إلى وجود قرارات أولمبية في ذلك الوقت بحث المرأة على الوجود في المجال الرياضي، وكان من العروض التي وافقت عليها هي العمل في قسم التدريب والتطوير الرياضي وكنت أخصائية تطوير للرياضات ومن ضمنها الرياضة النسائية وكان دورنا أن نقوم بعمل مهرجانات رياضية وأن نشجع المدارس والجامعات على المشاركة في جميع الألعاب الرياضية.

وانطلق برنامج المواهب الرياضية، واهتمت الدولة بتكوين المنتخبات الرياضية والاتحادات النسائية ولم يكن هناك ميزانيات كافية، ولكن عندما أثبتت المرأة البحرينية جدارتها ووجودها في المجال الرياضي، خصصت ميزانيات وتم توجيه عدد من المنتخبات والاتحادات الرياضية مثل كرة السلة في المحرق، والرفاع ونادي النجمة والطائرة، وأصبح هناك ألعاب فردية وجماعية ولدينا منتخبات في الألعاب الجماعية تنافس على المستوى الآسيوي والعربي، وأتمنى أن ننافس على المستوى الأولمبي كما في الألعاب الفردية التي تنافس على المستوى الأولمبي.

انتِ رئيسة الاتحاد البحريني للريشة الطائرة؟

- نعم، وكان هناك مشروع ولكن توقف بسبب جائحة كورونا، ولكن مازالت الخطة موجودة وعند عودة النشاط الطبيعي والدوام الفعلي سوف نتقدم بالمشروع مرة أخرى للوزارة وننتظر هذه اللحظة.

كيف تقضين شهر رمضان؟

- أحب دائماً قبل أن يبدأ شهر رمضان بيوم أن أقوم بجمع جميع بنات العائلة، وأحضر « حناية " إلى منزلي ونقضي اليوم في عمل الحنة والجلوس مع بعضنا البعض لأني أرى أن الحنة موروث شعبي يجب أن يظل وأن نحافظ عليه.

لا يخلو رمضان من مجالس القرآن الكريم والتجهيزات المختلفة والتجمعات العائلية نهاية كل أسبوع، ولدينا تجمع يومي على الإفطار مع أبنائي وأحفادي وأعتقد شهر رمضان هذا سيكون الأفضل عن العامين الماضيين وستزداد التجمعات لأننا فقدناها في هذين العامين الماضيين.

طفولتك في شهر رمضان؟

- عندما كنت صغيرة بعد الإفطار أذهب للعب مع الجيران أفتقد هذا الأمر وأفتقد لوجوده وأتمنى يشعر الأطفال بهذه المتعة، أطلق علينا اسم جيل الطيبين أريد أن تكون هذه الأجيال أيضاً من جيل الطيبين مع التكنولوجيا المتطورة، وأن يستمتع الأطفال بطفولتهم واللعب كما يحبون ولكن مع الوقاية والحذر أيضاً.

ما هو الدافع للترشح في انتخابات مجلس النواب؟

- في عام 2002 بدأت الحملة الانتخابية الثانية لمجلس النواب، وكنت أرى الإعلانات في الشارع وعندما كنت مع زوجي في إحدى المرات ونحن في الطريق على جسر الملك حمد حفظه الله ورعاه، رأيت إعلانات الانتخابات وكانت سهير المهندي إحدى المتقدمين، وكانت أيضاً إحدى معلمات التربية الرياضية، فأخبرت زوجي أني في يوم من الأيام سوف أتقدم للانتخابات، لقد كان حلماً وهدفاً بالنسبة لي وتحقق في عام 2011 كان هناك انتخابات تكميلية وسجلت ممثلة للدائرة الثانية بالمحافظة الشمالية في ذاك الوقت قبل أن يتم تغيير تصنيف الدوائر الآن، وفزت بالانتخابات وعملت ثلاثة أعوام في أروقة مجلس النواب والتشريعات والقوانين وخدمة المواطنين ومتطلبات الشعب البحريني، وكنت أتمنى أن لا تنتهي لأنه كان جواً حافلاً بالنشاط.

حدثينا عن التعيين في مجلس الشورى؟

- جلست بعد انتهاء فترتي في مجلس النواب لدراسة ما أود أن أقوم به حتى أتى عام 2014 وتم حصولي على الثقة الملكية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وكان لي الشرف في الحصول عليها وقضيت أربعة أعوام في مجلس الشورى وحتى عندما وصلت مازال التواصل مع الشعب والمواطنين مستمراً، وانتهى عملي في المجلس عام 2018.

كيف تصفين الفرق بين مجلس الشورى ومجلس النواب؟

- المجلسان لهما معزة كبيرة على قلبي ولهما أدوار عمل وواجبات ففي مجلس النواب لدينا سلطة رقابية ومحاسبة، أما مجلس الشورى نراقب عمل السلطة التنفيذية، ويمكن وصف مجلس النواب بأنه عمل به إثارة، أما مجلس الشورى فيتميز بالرزانة والاثنين يلمسان سوسن تقوي، وأصدرنا عدداً من التشريعات واليوم هي موجودة على أرض الواقع.

هل كنتِ عضوة في الاتحاد البحريني لكرة القدم؟

- لم أكن عضوة في الاتحاد البحريني لكرة القدم، ولكني كنت رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد البحريني لكرة القدم، وكنت مراقباً دولياً لمباريات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وأسسنا منتخبات، وكان دوري التطوير وكان هناك إشراف على اللاعبين من قبل وزارة الشباب والرياضة، وفي نفس الوقت كنت عضو مجلس إدارة السباحة وطورنا في السباحة وأعطينا الثقة والمساعدة لمن يحتاج حتى يواصلوا المسير.

هواياتك والرياضة التي تحبينها؟

- الرياضة التي أحبها هي الجمباز، لدي هواية الرسم والأشغال اليدوية وأقوم بمجموعة أعمال أمارسها وقت الشعور بالضغط في العمل أفرغ هذا الضغط في الرسم للشعور بصورة أفضل، أحب رسم « الديكوباج».

نصيحة للأجيال القادمة؟

- ابتعدوا عن السلبية، نحن موجودون منذ 20 عاماً على الخط الرياضي، وأثبتنا دون أي إمكانيات جدارتنا في هذا المجال كوننا نعمل تحت الشمس الحارقة وتدربنا وخلقنا لأنفسنا أجواء مناسبة وأوقاتاً، اليوم الباب مفتوح في الاتحادات والأندية يجب على من يرغب أن يخوض التجربة ويتطلع إلى طموح أكبر ويطور من نفسه بشكل مستمر حتى تثبت جدارتك فيما تفعل.

البحرين أثبتت كفاءتها وجدارتها ليس على المستوى المحلي فقط ولكن أيضاً في الاتحادات الآسيوية والدولية والعربية، ونريد أن نرى استمراراً وتطوراً من قبل الأجيال القادمة في شتى المجالات الرياضية للوصول إلى العالمية.