صحيفة القبس الكويتية
أمراض اضطرابات المناعة الذاتية هي أمراض مزمنة يحتاج المصاب بها إلى الالتزام بخطة علاج مستمرة حتى يحافظ على اتزان وضعه الصحي. وخلال شهر رمضان يواجه المصابون بهذه الامراض، خاصة تلك التي تصيب الجهاز الهضمي وضعاً خاصاً عندما يتعلق الأمر بما يجب عليهم مراعاته أثناء الصيام. وفي هذا السياق، أشار د.محمد ملك، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى مبارك إلى 7 أسئلة شائعة لمرضى كرونز (مرض التهابي بالأمعاء) والتهاب القولون التقرحي خلال فترة الصيام:

1 - ما الفرق بين كرونز والتهاب القولون التقرحي؟

مرض الكرونز والتهاب القولون التقرحي هما من أمراض الاضطرابات المناعية التي تنتج عن مهاجمة خلايا مناعة الجسم لبطانة الجهاز الهضمي، وبالتالي حدوث التهابات وتقرحات. والفرق الرئيسي بين هذين المرضين هو أن الالتهابات والقرح في مرض كرونز من الممكن أن تصيب أي منطقة في الجهاز الهضمي بدءاً من الفم إلى الشرج (غالباً تصيب الأمعاء الدقيقة)، أما في مرض القولون التقرحي فتصيب القولون فقط. كما تكون قرح كرونز أكثر عمقاً في جدار البطانة مقارنة بالقرح السطحية التي تحدث في التهاب القولون التقرحي. وأفضل طريقة لتحديد وتشخيص الإصابة هي الخضوع لفحص منظار الجهاز الهضمي وأخذ عينات يتم تحليلها بالمختبر تحت الميكروسكوب.

2 - ما أكثر أعراضها شيوعاً؟

بشكل عام، يشتكي غالبية المصابين من آلام في البطن والاسهال وخروج دم في البراز وفقدان الشهية وفقدان الوزن. وقد يسبب هذا المرض مضاعفات وأعراضاً أخرى تطول بقية أعضاء الجسم، مثل: الجلد، المفاصل، العين، الكبد ومناطق أخرى.

3 - ما سببها؟

لا يزال سبب الإصابة بهذه الأمراض مجهولاً، ولكن يُعرف بأنها ترجع الى حدوث اضطراب في عمل الجهاز المناعي. لذا تعد من ضمن أمراض اضطراب المناعة الذاتية كمرض الذئبة الحمراء، التصلب اللويحي المتعدد والروماتويد، وغيرها. كما ثبت دور العامل الوراثي في الإصابة، كما تتوفر دلائل على تأثير العوامل البيئية، حيث إن وجود المريض في دولة أو منطقة ما قد يجعله أكثر عرضة للإصابة مقارنة بمن يعيش في دول أخرى، ما يبرر ارتفاع نسب الإصابة في دول أميركا وبريطانيا وكندا والنرويج مقارنة بالكويت، ولكن لا يعرف إن كان السبب هنا يرجع الى نمط الحياة أو التغذية.

4 - هل يمكن أن أصوم؟

على المصابين بمرض كرونز مراجعة معالجهم لمناقشة قرار الصيام وأمانه على وضعهم الصحي أو إن كان سيهيج نشاط المرض الخامل، ولكن بشكل عام، يُسمح لغالبية المصابين بالصيام ان كانت حالتهم مستقرة وخاملة مع شرط التزامهم بخطة العلاج. ولكن هناك حالات لا يُسمح لها بالصيام ويجب عليها الإفطار لتفادي المضاعفات الخطرة، مثل:

من عانى أخيراً من نوبة أعراض حادة ولا تزال صحته متعبة.

من لا تزال إصابته ضمن المرحلة النشطة من المرض (يعاني من الاسهال وآلام ونزول الدم في الخروج والاعياء والتعب).

من يحتاج الى تناول ادوية متكررة طوال اليوم، ما يتعارض مع مواعيد الصيام.

المرضى الذين لديهم مضاعفات مرضية، مثل ناسور شرجي أو تجمع خراج أو كيس مفاغرة (ستوما).

وجود اسهال شديد، فذلك يزيد فرصة الجفاف الشديد والضرر بصحة الكلى.

ولا يُغفل هنا بأن الخطر الأكبر هو الجفاف، لذلك يشدد على من يصوم بضرورة شرب كمية كافية ووفيرة من الماء.

5 - ما أعراض الخطر التي يجب الانتباه لها أثناء الصيام؟

من أهم الاعراض التي يجب على المصاب بكرونز ملاحظتها اثناء الصيام، والتي تستوجب منه الإفطار وزيارة الطبيب:

الصداع المستمر وجفاف الفم (قلة اللعاب).

قلة كمية البول وزيادة تركيزه (لونه الغامق).

الإعياء والدوخة عند الوقوف.

الاسهال المستمر.

6 - هل السهر والحالة النفسية لهما تأثير في المصاب؟

القلق والتوتر والاكتئاب هي حالات نفسية تؤثر سلبا في المرض وتهيج نشاطه. لذلك ينصح من يعاني من هذه الاعراض النفسية بمراجعة الطبيب لوضع خطة علاجية للسيطرة عليها. وذلك يبرر ملاحظة زيادة شدة اعراض المصابين من طلبة المدارس اثناء فترة الامتحانات.

ولهذه الامراض علاقة مع السهر ايضا، فالسهر المتعب او الطويل يغير هرمونات الجسم وقد يزيد افراز هرمونات التوتر، ما يؤدي بالتالي الى نشاط نوبات المرض وشدة الاعراض.

7 - ما أهم النصائح للمصاب الصائم؟

الحرص على شرب كمية كافية من الماء لتفادي الجفاف.

الحرص على النوم ساعات كافية وعدم السهر المتعب.

الإفطار ان نصحك الطبيب وأشار الى عدم امان الصيام على حالتك ووضعك الصحي.

تناول تغذية صحية ومعتدلة لتفادي الإصابة بعسر الهضم والتلبك المعوي والتخمة.