كم يستهويني السير في شوارع سوق المحرق القديم، حيث المباني القديمة، ومحلات بيع الأكلات الشعبية سواء محلات الحلوى أو المتاي أو نخي بشير، ومحلات الجلابيات البحرينية الجميلة، وهناك استوقفتني لافتة كُتِبَ عليها «فريج بن منصور» دخلت هذا الحي أتجول فيه فوجدت نفسي أسير في زقاق ضيقة يفوح منها عبق التاريخ، فهناك محلات قديمة، ومنازل أقدم، ولكن لفت نظري أن مرتادي هذه الزقاق هم من الجالية الآسيوية، بحثت عن بحريني من سكان هذا الحي، وبالطبع كانت مهمة صعبة، استوقفني مبنى ذو سقف منخفض، وبه نوافذ على الطراز القديم، حيث لفت نظري تصميمه الهندسي الذي يوحي أن هذا المبنى لم يكن منزلاً، وأخيراً وجدت ضالتي حيث أفادني أحد البحرينيين القاطنين في الحي القريب من حي بن منصور وهو حي بن خاطر، فأفاد بأن هذه المباني هي مبانٍ موقوفة ومؤجرة ويعود ريعها على الأوقاف، والمباني هي عبارة عن محلات تجارية ومجلس شبابي، أما هذا المبنى المميز والمؤجر كسكن عمال فقد كان في الخمسينات مدرسة دينية يتعلم فيها الأبناء علوم الدين وعلوم الشريعة صباحاً، وفي المساء يجتمع فيها علماء الشريعة البحرينيون آنذاك يتناقشون ويتباحثون في القضايا والمسائل الفقهية والدينية، وكان من الذين درسوا في هذه المدرسة الشيخ عبدالله بن عجلان إمام وخطيب جامع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي يعرف أيضاً بـ«الجامع الكبير» أو «الشمالي» في شارع الشيخ عبد الله في سوق المحرق، وهو يقع قرب هذه المدرسة.
وعلى الرغم من أن هذا المبنى كان صرحاً من صروح العلم، وهو مبنى موقوف لطلبة العلم إلا أنه اليوم تحول إلى سكن عمال جماعي، لذا أتمنى الحفاظ على مبنى هذه المدرسة وترميمه، وكتابة تاريخ المدرسة في لوحات تعلق على جدرانها ليقرأه الأحفاد جيلاً بعد جيل، فالحفاظ على تاريخ من سبقونا أمانة في أعناقنا.. ودمتم أبناء قومي سالمين.
وعلى الرغم من أن هذا المبنى كان صرحاً من صروح العلم، وهو مبنى موقوف لطلبة العلم إلا أنه اليوم تحول إلى سكن عمال جماعي، لذا أتمنى الحفاظ على مبنى هذه المدرسة وترميمه، وكتابة تاريخ المدرسة في لوحات تعلق على جدرانها ليقرأه الأحفاد جيلاً بعد جيل، فالحفاظ على تاريخ من سبقونا أمانة في أعناقنا.. ودمتم أبناء قومي سالمين.