كتبت - سلسبيل وليد:راجعت مريضة مستشفى الكندي التخصصي وهي تعاني آلاماً مبرحة في البطن، ليكتشف الأطباء التصاق معدتها وأمعائها، وانفجار الزائدة الدودية، وما زاد الحالة تعقيداً أن الأعضاء الداخلية للمريضة مقلوبة، فالقولون والزائدة والطحال والكبد في اليسار والقلب باليمين.ونجح فريق الأطباء بالمستشفى في علاج المريضة خلال عملية بالمنظار دامت زهاء ساعة، عبر تسليك المعدة والأمعاء واستئصال الزائدة الملتهبة.وقال استشاري الجراحة العامة بالمستشفى د.حمدي الشناوي، إن المريضة تأخرت بالمجيء للمستشفى 6 أيام، وكانت تعاني من تسمم عام وحرارة مرتفعة ومؤشرات التهاب عالية. وأضاف أن خطوات العلاج بدأت بإدخال منظار إلى معدة المريضة، واكتشاف وجود التهاب شديد في البطن، قبل تسليك الأمعاء الملتصقة بطول 7,5م، واستئصال الزائدة. وأوضح أن المريضة تأخرت بمراجعة المستشفى نحو 6 أيام، وكانت تعاني التهاباً حاداً وآلاماً في البطن وتقيء مستمر، وفقدان للشهية، وإمساك وارتفاع بدرجة الحرارة. وأكد أن المريضة كانت تعيش حياتها الطبيعية ومتزوجة، ولا تعلم بحالتها أو اختلاف أعضائها الداخلية، وبعدما أحست بألم في معدتها ذهبت لعدد من المستشفيات وأجرت الفحوصات، واكتشفوا أن أعضاء جسمها مقلوبة وعكس الطبيعي، ووجدوا صعوبة في علاجها أو تشخصيها أو حتى حل مشكلتها. وذكر الشناوي أن الأعضاء المقلوبة تكون بدرجتين، الأولى أن تعكس كل أعضاء الجسم، والثانية أن تكون مقلوبة بدرجة جزئية، حيث إن المريضة كانت من الدرجة الأولى، وقدمت الكندي وحالتها سيئة للغاية، وتعاني تسمماً عاماً مع حرارة مرتفعة ومؤشرات التهاب عالية.وتابع «عند الفحص تبين أن المريضة لديها التهاب حاد في الغشاء المغلف للأمعاء ومعدتها يابسة، والأمعاء ملتهبة وملتصقة ببعضها، ولا تستطيع أن تأكل أو تشرب، لأن المعدة عبارة عن كرة ملتصقة والحركة مشلولة».وأردف «واجهنا العديد من التحديات تمثل أولاً بتشخيص حالة المريضة، وتحديد كل عضو ومكانه، حيث إن الالتصاقات كانت موجودة في الأمعاء بطول 6 متر، والقولون 1,5م». وسرد الشناوي خطوات علاج المريضة، بإدخال منظار جراجي إلى معدتها، واكتشاف وجود التهاب شديد وصديد في البطن، تم غسله وتنظيفه، وتسليك جميع أجزاء المعدة وتنظيفها لمعرفة الأعضاء الملتصقة.وقال إن الأمعاء كانت مهترئة وتنزف بمجرد لمسها، مضيفاً «عند الوصول للزائدة كان بها تموت نسيجي غرغرينا، وتم استئصالها بالمنظار وكانت منفجرة وملتصقة بالكبد والكلى والمرارة».وذكر أن الزائدة استؤصلت عبر كيس خاص أدخل لاستخراج الزائدة، وبعدها أغلق وبات بالإمكان إخراجه من المعدة، لافتاً إلى أن الحالة نادرة وتسمى SITUS INVERSUS TOTALIS.وأشار إلى أن العملية استغرقت نحو ساعة فقط، حيث إن التسليك أخذ وقتاً لكون المعدة ملتصقة، ويتوجب معرفة الأعضاء ومكانها، لافتاً إلى أن المريضة مكثت في المستشفى ليومين بسبب تناولها المضاد الحيوي. فيما قالت الرئيس التنفيذي لمستشفى الكندي التخصصي د.ابتسام الدلال، إن حالة المريضة نادرة جداً، وهي حالة من 10 آلاف، وهي أول حالة تسجل في البحرين.وأوضحت أن المستشفى لديه فريق عمل واستشاريين وخبرة وأجهزة متطورة، لافتة إلى أن الأجهزة العادية لو تمت علاجها للمريضة لسببت مشكلة كبيرة، لأنها يمكن أن تجرح المرارة والكبد. وأضافت الدلال أن الدول الأجنبية لديها أيضاً حالات صعبة وتحدث حالات وفاة كثيرة، مستدركة «لكن البحرين لديها خبراء وأطباء متخصصون يبذلون ما بوسعهم لمساعدة المريض، حيث إن المستشفى شهد علاج حالات كثيرة نادرة سابقاً». وأكدت أن المريضة قدمت المستشفى وهي تعاني من تسمم وألم شديد في البطن، بعد أن رقدت 4 أيام في إحدى المستشفيات وصعب عليهم تشخيص الحالة أو علاجها. وتابعت أن الأعضاء الداخلية للمريضة معكوسة فالقولون والزائدة والطحال والكبد في اليسار والقلب في اليمين، وهي مقلوبة بدرجة معينة وليس بالكامل.
Bahrain
حالة نادرة لمريضة جميع أعضائها الداخلية مقلوبة
09 أغسطس 2015