د. حبيب النامليتي
قال تعالى: (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً (99) مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً (100) خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً (103) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً (104) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110) ۞ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْماً (112) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (113)). طه 99-113
إن هذه الدنيا مهما طالت فإنها ستنقضـي، وبعدها يوم آخر يقوم فيه الناس لرب العالمين، في ذلك اليوم كما يجازى المؤمن على عمله الصالح، فإن الكفار الذين تحملوا الآثام الكثيرة الكبيرة في الدنيا سيحملونها أوزارا ثقيلة يوم القيامة، تبدأ الأحداث بالنفخة الثانية نفخة البعث؛ حيث ينفخ إسرافيل في الصور فيقوم الناس من قبورهم، وينقسم الناس؛ فالمجرمون المكذبون العصاة يكونون في صورة مرعبة بيض العيون وسود الوجوه.
ومن شدة الأهوال يتسارون فيما بينهم عن مدة لبثهم في الدنيا، فيقول: (أمثلهم طريقة) أكملهم رأياً إن لبثتم إلا يوماً، مع أنهم لبثوا السنوات المتطاولة، لكن الإنسان يشاهد هذه الأحداث كأنها لحظات تمر في ذاكرته.
ومن أهوال ذلك اليوم أن الجبال العظيمة الثابتة ينسفها الله نسفا، يفتُّها فتصير رملًا، ثم تتطاير كالصوف، ويتركها قاعاً صفصفاً أي: مستوية في الأرض لا ارتفاع فيها ولا انخفاض.
وفي ذلك اليوم يدعوهم الداعي للحشـر فيتبعونه ولا خيار لهم إلا ذلك، ولا تكاد تسمع صوتاً إلا أصوات الأقدام، ينتظرون حكم الرحمن الرحيم الذي لا يظلم عنده أحد، وفي ذلك اليوم لا تنفع الشفاعة للغير كما كانت في الدنيا، إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا، وهذا الإخبار من الله العليم الذي يعلم ما سيكون بين يدي الإنسان وما كان منه، ولا يحيط الإنسان بذات الله ولا بعلمه شيئاً.
في ذلك اليوم تخضع، أي: تذل الوجوه للرحمن، الحي الذي له الحياة الكاملة، لم يسبقها عدم ولا يلحقها فناء، والقيوم الذي يقوم بأمور خلقه، وقد خسـر من حمل الظلم في الدنيا، وأعظمه الشرك بالله. هذا حال الكافر، أما المؤمن الموحد بالله المطيع لأوامره فلا يخاف ظلماً، ولا يتحمل جريرة غيره، ولا هضماً لحسناته.
إننا نستـمع لآيات من هذا القرآن الكريم الذي نزل بلسان العرب، وما فيه من وعد ووعيد بطرق مختلفة؛ لعلنا نرجع إلى الله ونترك معاصيه ونحذر من عقابه. نسأل الله أن يؤمننا يوم البعث، وأن يوفقنا الله للإيمان والعمل الصالح وأن يثبتنا عليه.
قال تعالى: (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً (99) مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً (100) خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً (103) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً (104) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110) ۞ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْماً (112) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (113)). طه 99-113
إن هذه الدنيا مهما طالت فإنها ستنقضـي، وبعدها يوم آخر يقوم فيه الناس لرب العالمين، في ذلك اليوم كما يجازى المؤمن على عمله الصالح، فإن الكفار الذين تحملوا الآثام الكثيرة الكبيرة في الدنيا سيحملونها أوزارا ثقيلة يوم القيامة، تبدأ الأحداث بالنفخة الثانية نفخة البعث؛ حيث ينفخ إسرافيل في الصور فيقوم الناس من قبورهم، وينقسم الناس؛ فالمجرمون المكذبون العصاة يكونون في صورة مرعبة بيض العيون وسود الوجوه.
ومن شدة الأهوال يتسارون فيما بينهم عن مدة لبثهم في الدنيا، فيقول: (أمثلهم طريقة) أكملهم رأياً إن لبثتم إلا يوماً، مع أنهم لبثوا السنوات المتطاولة، لكن الإنسان يشاهد هذه الأحداث كأنها لحظات تمر في ذاكرته.
ومن أهوال ذلك اليوم أن الجبال العظيمة الثابتة ينسفها الله نسفا، يفتُّها فتصير رملًا، ثم تتطاير كالصوف، ويتركها قاعاً صفصفاً أي: مستوية في الأرض لا ارتفاع فيها ولا انخفاض.
وفي ذلك اليوم يدعوهم الداعي للحشـر فيتبعونه ولا خيار لهم إلا ذلك، ولا تكاد تسمع صوتاً إلا أصوات الأقدام، ينتظرون حكم الرحمن الرحيم الذي لا يظلم عنده أحد، وفي ذلك اليوم لا تنفع الشفاعة للغير كما كانت في الدنيا، إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا، وهذا الإخبار من الله العليم الذي يعلم ما سيكون بين يدي الإنسان وما كان منه، ولا يحيط الإنسان بذات الله ولا بعلمه شيئاً.
في ذلك اليوم تخضع، أي: تذل الوجوه للرحمن، الحي الذي له الحياة الكاملة، لم يسبقها عدم ولا يلحقها فناء، والقيوم الذي يقوم بأمور خلقه، وقد خسـر من حمل الظلم في الدنيا، وأعظمه الشرك بالله. هذا حال الكافر، أما المؤمن الموحد بالله المطيع لأوامره فلا يخاف ظلماً، ولا يتحمل جريرة غيره، ولا هضماً لحسناته.
إننا نستـمع لآيات من هذا القرآن الكريم الذي نزل بلسان العرب، وما فيه من وعد ووعيد بطرق مختلفة؛ لعلنا نرجع إلى الله ونترك معاصيه ونحذر من عقابه. نسأل الله أن يؤمننا يوم البعث، وأن يوفقنا الله للإيمان والعمل الصالح وأن يثبتنا عليه.