لم تعد هناك أية فائدة من تكرار روتين الحياة الممل، والجري وراء أيام الحياة بنفس الأسلوب وبنفس الأفكار، فهي غفلة شبه مميتة لعمر الإنسان، وبخاصة إذا لم يتخذ القرار الحاسم بالبحث عن محطة قريبة في مسيره ليلتقط فيها الأنفاس ويستريح استراحة عابرة قبل أن ينطلق من جديد في «حياة العطاء». وفي المقابل فإنه حري بك ألا تسمح لنفسك بأن تختار لنفسها ما تشاء من المحطات العابرة، لأن «القدر» قد يفرض عليك أن تجدد حياتك وتتأقلم مع أسلوب جديد افترض عليك، واستراحة لم تعتد عليها إنما أجبرتك عليها الظروف فكانت الخيرة لك. هنا تحس بشعور جديد بأنك «الضيف الجديد» في أوقات الحياة، فكسرت الروتين القاتل، وأوقفت نفسك عن تلك المسؤوليات الثقال التي تعلمت أن تحملها على كاهلك في أيام الحياة المتسارعة، لتكون الطائر اللطيف الذي يحلق حراً في سماء الخير، يتأمل حاله، ويفتش عن عيوبه، ويقتبس من أيام عمره تلك اللطائف الغالية والحكم المؤثرة التي تسطر لحياة الأجيال، ثم تراه حازماً لتلك المشاهد الهادرة للأوقات والتي تستنزف من عطائه الكثير بلا أهداف مرجوة أو أثر حقيقي، بل هي مجرد عوابث تعبث بالأعمار وتكدر صفو الحياة.
نعم هذه هي المحطة المغيرة للحال، وهذا هو الإنجاز، وهذا هو التأمل الحقيقي، وهذا هو المحك الرئيس في تعاملك مع كل صنوف البشر. عندما تتأمل الحال وكمحطة رمضان ـمثالاًـ تدرك أنك المعني الأول في أحوال هذا الشهر، فهو رمضانك الذي تنتظره، وهي محطة الاستراحة التي كنت تنوي أن تكون فيها مثالاً للمؤمن العابد الحي المتألق في صنيع أفعاله. في محطة رمضان تجرب نفسك مع الصلاة ومع لذائذ السجود، وكيف استطعت أن تترك الدنيا وما فيها لتعيش تجربة روحانية جميلة تتلذذ فيها بالآيات القرآنية وبالدعاء في السجود تذللاً لله عز وجل، فتسأل الله تعالى كل حاجاتك.. إنها تجربة الحب الثرية التي كنت تؤديها بمجرد حركات لا تفقه فيها بما قلت.. وفي رمضان يختلف الحال.. لأنك تتلمس التغيير الحقيقي لنفسك ولأحوال حياتك، فتسكب الدمع على ما مضى من أخطاء الحياة، وتجرد نفسك من التعلق بأحوال الدنيا. هنا في رمضان عندما تجتمع محطات التغيير لتعرف معها القيمة الحقيقية للنعم التي أسبغها عليك المولى عز وجل، حينها ستنظر للحياة بمنظور آخر، وستتعامل مع كل المواقف بموقف «السكينة والحكمة» بعيداً عن التعصب أو التيهان في بحور الآخرين.
خلاصة التأمل في محطتك أنك يجب أن تؤمن بقدراتك وبمكانتك وبنفسك التي ستكون هي الأصل في مجابهة الحياة بكافة تقلباتها. إيمانك بأنك خلقت لعبادة الله تعالى ولخلافته في الأرض، فأنت الأمل الذي تحيا به النفوس، وأنت الشعلة التي تنير دروب التائهين، وأنت العطاء المتمكن الذي لا يعرف للفتور والكسل طريقاً، فلا تتعطل مساحاته أمام المثبطين والمتتبعين للعثرات، بل يعد ذلك صفحات متشابكة لا أثر لها في منظومة الخير. إنها الاستراحة الحقيقية التي تعطيك المنظور الأقوى للحياة، ولقربك من الله عز وجل، ولسعة أفقك، ولتقبلك لكل تقلبات الأيام.. فقط حتى يشتد عودك ويتجدد إيمانك وأحاسيسك وتستشعر بكيان «العافية»، فلولاه لتزعزعت موازن الحياة.
ومضة أمل
اللهم اجعل العشر الأخير من رمضان زادنا في العتق من النار، وبلغنا قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.
نعم هذه هي المحطة المغيرة للحال، وهذا هو الإنجاز، وهذا هو التأمل الحقيقي، وهذا هو المحك الرئيس في تعاملك مع كل صنوف البشر. عندما تتأمل الحال وكمحطة رمضان ـمثالاًـ تدرك أنك المعني الأول في أحوال هذا الشهر، فهو رمضانك الذي تنتظره، وهي محطة الاستراحة التي كنت تنوي أن تكون فيها مثالاً للمؤمن العابد الحي المتألق في صنيع أفعاله. في محطة رمضان تجرب نفسك مع الصلاة ومع لذائذ السجود، وكيف استطعت أن تترك الدنيا وما فيها لتعيش تجربة روحانية جميلة تتلذذ فيها بالآيات القرآنية وبالدعاء في السجود تذللاً لله عز وجل، فتسأل الله تعالى كل حاجاتك.. إنها تجربة الحب الثرية التي كنت تؤديها بمجرد حركات لا تفقه فيها بما قلت.. وفي رمضان يختلف الحال.. لأنك تتلمس التغيير الحقيقي لنفسك ولأحوال حياتك، فتسكب الدمع على ما مضى من أخطاء الحياة، وتجرد نفسك من التعلق بأحوال الدنيا. هنا في رمضان عندما تجتمع محطات التغيير لتعرف معها القيمة الحقيقية للنعم التي أسبغها عليك المولى عز وجل، حينها ستنظر للحياة بمنظور آخر، وستتعامل مع كل المواقف بموقف «السكينة والحكمة» بعيداً عن التعصب أو التيهان في بحور الآخرين.
خلاصة التأمل في محطتك أنك يجب أن تؤمن بقدراتك وبمكانتك وبنفسك التي ستكون هي الأصل في مجابهة الحياة بكافة تقلباتها. إيمانك بأنك خلقت لعبادة الله تعالى ولخلافته في الأرض، فأنت الأمل الذي تحيا به النفوس، وأنت الشعلة التي تنير دروب التائهين، وأنت العطاء المتمكن الذي لا يعرف للفتور والكسل طريقاً، فلا تتعطل مساحاته أمام المثبطين والمتتبعين للعثرات، بل يعد ذلك صفحات متشابكة لا أثر لها في منظومة الخير. إنها الاستراحة الحقيقية التي تعطيك المنظور الأقوى للحياة، ولقربك من الله عز وجل، ولسعة أفقك، ولتقبلك لكل تقلبات الأيام.. فقط حتى يشتد عودك ويتجدد إيمانك وأحاسيسك وتستشعر بكيان «العافية»، فلولاه لتزعزعت موازن الحياة.
ومضة أمل
اللهم اجعل العشر الأخير من رمضان زادنا في العتق من النار، وبلغنا قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.