«لا يأخذ الله منك شيئاً إلا ليعطيك شيئاً» هذه العبارة كثيراً ما تتداول بين الناس كحكمة دنيوية لكن قد يكون أكثر من لامسها واقعياً هم الفئة التي تواجد بينها يتيم أو يتيمة.
مع تصادف ذكرى يوم اليتيم العالمي هذا الشهر يحق لنا أن نستحضر أن حقيقة معظم الأيتام على مر العصور كانوا مبدعين وبهم صفات ومزايا تدخل في مفهوم القدرات الفردية التي لا يمتلكها أقرانهم وتكون لافتة بشكل يميزهم ومرتكز نجاحاتهم، ولا أعتقد أنني سأرى يوماً ما يتيماً دون جوانب إبداعية وكأنه من رحم معاناة اليتم وقسوة الحياة يولد الإبداع. بالذات اليتيم الذي فقد والديه وهو في سن مبكرة جداً وعاش ظروفاً حياتية ونفسية صعبة، وأركز هنا على الكلمة الثانية «نفسية»، فليس اليتيم -كما يظن الكثيرون من حولنا- معاناته تكون في فقدانه والديه ومن ثم معاناته من يتم المال، فقد يجد من يكفله أو يعيش على راتب والده التقاعدي، فكثير من الأيتام بدولنا غير «معتازين» مادياً، إنما اليتم الحقيقي الذي يواجهه هو فقدان الدعم النفسي والتوازن العاطفي والألم النفسي المستمر، وهو الألم الأشد قسوة الذي ينهش روحه بلا رحمة كلما خالط الناس وبدأ يستوعب الحياة وقواعدها، وكلما تحسس مكان الفراغ الكبير الذي لا يسد والذي خلفه رحيل أحد والديه أو كليهما، وكلما مر بمحطة صعبة واكتشف هشاشة العلاقات والناس من حوله وتساقط أقنعتهم وأنه لا أحد يحبه وسيكون شديد الحرص عليه أو يهتم بمصلحته ومستقبله كما والديه، ولعل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام هو خير قدوة، ومراحل حياته القاسية تعد خير مثال لمعاناة اليتيم وما قد يتعرض له، وكيف الله يعوضه في كل محطة من محطات حياته بمن يكون -نوعاً ما- السند والأمان والدعم، وكأن يد الله تمتد له من خلالهم لتهوّن عليه وتذكّره أن الله معك.
في مجرى التاريخ هناك الكثير من الأيتام المشاهير والمؤثرين الذين كانت لهم بصماتهم الخالدة، فالفيلسوف أرسطو نشأ يتيماً وظل قرابة العشرين عاماً يتتلمذ على يد أفلاطون، حتى توفي وعادت معاناته مع اليتم والفقدان، حتى استدعاه ملك مقدونيا فيليب لتعليم ابنه الإسكندر الأكبر ليصبح بعدها من أشهر الأيتام الذين غيّروا مجرى تاريخ الفلسفة.
ولو جئنا إلى عصرنا الحالي فإن المخترع ستيف جوبز أعظم ملياردير غيّر وجه العالم وأسس شركة أبل -والذي يعود لأصول عربية-، نشأ يتيماً وعانى في طفولته من الحرمان وأنه لم يكن يستطيع كما بقية الأطفال من اللعب والعيش مثلهم، لذا عندما كبر سعى لامتلاك شركة بيكسار للرسوم المتحركة، وكان يتميّز بأنه صاحب عقلية مبدعة ويحب الابتكار ومعاناته مع اليتم هي السبب الذي دفعه بعد أن تحوّل إلى أغنى الأغنياء إلى تسخير أمواله ومجهوداته لدعم مؤسسة والت ديزني ليسعد جميع الأطفال حول العالم. ولعل أكثر الأيتام المؤثرين كذلك في العالم -بالذات العالم العربي- الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي توفيت والدته بعد ولادته بأيام، لتعتبره نسوة الحي وجه نحس، ثم رحل والده بعدها بسنوات وهو لايزال طفلاً، لكن مرارة اليتم التي عاشها والآلام والحزن الذي حصده وهو يعيش في دار أيتام هي التي قادته إلى الخروج بهذا «الكاركتر» المؤثر كمطرب، حيث قهر ظروفه الصعبة ليصبح أيقونة الغناء العربي والمطرب الأكثر شهرة إلى يومنا هذا.
مع تصادف ذكرى يوم اليتيم العالمي هذا الشهر يحق لنا أن نستحضر أن حقيقة معظم الأيتام على مر العصور كانوا مبدعين وبهم صفات ومزايا تدخل في مفهوم القدرات الفردية التي لا يمتلكها أقرانهم وتكون لافتة بشكل يميزهم ومرتكز نجاحاتهم، ولا أعتقد أنني سأرى يوماً ما يتيماً دون جوانب إبداعية وكأنه من رحم معاناة اليتم وقسوة الحياة يولد الإبداع. بالذات اليتيم الذي فقد والديه وهو في سن مبكرة جداً وعاش ظروفاً حياتية ونفسية صعبة، وأركز هنا على الكلمة الثانية «نفسية»، فليس اليتيم -كما يظن الكثيرون من حولنا- معاناته تكون في فقدانه والديه ومن ثم معاناته من يتم المال، فقد يجد من يكفله أو يعيش على راتب والده التقاعدي، فكثير من الأيتام بدولنا غير «معتازين» مادياً، إنما اليتم الحقيقي الذي يواجهه هو فقدان الدعم النفسي والتوازن العاطفي والألم النفسي المستمر، وهو الألم الأشد قسوة الذي ينهش روحه بلا رحمة كلما خالط الناس وبدأ يستوعب الحياة وقواعدها، وكلما تحسس مكان الفراغ الكبير الذي لا يسد والذي خلفه رحيل أحد والديه أو كليهما، وكلما مر بمحطة صعبة واكتشف هشاشة العلاقات والناس من حوله وتساقط أقنعتهم وأنه لا أحد يحبه وسيكون شديد الحرص عليه أو يهتم بمصلحته ومستقبله كما والديه، ولعل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام هو خير قدوة، ومراحل حياته القاسية تعد خير مثال لمعاناة اليتيم وما قد يتعرض له، وكيف الله يعوضه في كل محطة من محطات حياته بمن يكون -نوعاً ما- السند والأمان والدعم، وكأن يد الله تمتد له من خلالهم لتهوّن عليه وتذكّره أن الله معك.
في مجرى التاريخ هناك الكثير من الأيتام المشاهير والمؤثرين الذين كانت لهم بصماتهم الخالدة، فالفيلسوف أرسطو نشأ يتيماً وظل قرابة العشرين عاماً يتتلمذ على يد أفلاطون، حتى توفي وعادت معاناته مع اليتم والفقدان، حتى استدعاه ملك مقدونيا فيليب لتعليم ابنه الإسكندر الأكبر ليصبح بعدها من أشهر الأيتام الذين غيّروا مجرى تاريخ الفلسفة.
ولو جئنا إلى عصرنا الحالي فإن المخترع ستيف جوبز أعظم ملياردير غيّر وجه العالم وأسس شركة أبل -والذي يعود لأصول عربية-، نشأ يتيماً وعانى في طفولته من الحرمان وأنه لم يكن يستطيع كما بقية الأطفال من اللعب والعيش مثلهم، لذا عندما كبر سعى لامتلاك شركة بيكسار للرسوم المتحركة، وكان يتميّز بأنه صاحب عقلية مبدعة ويحب الابتكار ومعاناته مع اليتم هي السبب الذي دفعه بعد أن تحوّل إلى أغنى الأغنياء إلى تسخير أمواله ومجهوداته لدعم مؤسسة والت ديزني ليسعد جميع الأطفال حول العالم. ولعل أكثر الأيتام المؤثرين كذلك في العالم -بالذات العالم العربي- الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي توفيت والدته بعد ولادته بأيام، لتعتبره نسوة الحي وجه نحس، ثم رحل والده بعدها بسنوات وهو لايزال طفلاً، لكن مرارة اليتم التي عاشها والآلام والحزن الذي حصده وهو يعيش في دار أيتام هي التي قادته إلى الخروج بهذا «الكاركتر» المؤثر كمطرب، حيث قهر ظروفه الصعبة ليصبح أيقونة الغناء العربي والمطرب الأكثر شهرة إلى يومنا هذا.