ظاهرة معقدة تثير القلق، حاويات البلدية وهي مليئة بنفايات الطعام هدر الأغذية المنزلية تشكل عقبة في تحقيق التنمية المستدامة وآثار هدر الطعام على النطاق العالمي هائلة وفقاً لمعهد الموارد العالمية. إذا افترضنا أن مخلفات الطعام دولة فإنها ستكون ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم بعد الولايات المتحدة والصين بل أن نفايات الطعام المتحللة في مكب النفايات تؤدي إلى إطلاق غازات دفيئة مثل ثاني إكسيد الكربون «co2» والميثان والتي تزيد من تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي.

هدر الأغذية عملية مصنفة ضمن مراحل تبدأ من شراء أغذية تزيد عن الحاجة ومن ثم إعداد طعام يفوق احتياجات الأسرة وأخيراً استهلاك أقل مما هو متاح على المائدة هذا التسلسل الهرمي الذي تمر به نفايات الطعام هذا بالإضافة إلى أن 1.3 مليار طن من الطعام ينتهي به الأمر إلى هدر ما بين التصنيع في مرحلة الإعداد إلى مرحلة الاستهلاك حسب ما أوردته منظمة الأغذية والزراعة كما أن نفايات الطعام للفرد تزداد مع زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

آثار هدر الطعام البيئية والاجتماعية والاقتصادية عظيمة وهناك حاجة قوية للحد منها وأن هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة هو خفض الفاقد والمهدر من الطعام إلى النصف بحلول عام 2030. يحدث فقد الغذاء عند التخلص من الطعام في أي مرحلة من مراحل التسلسل الهرمي لهدر الأغذية. ومعالجة النفايات الغذائية سواء بطريقة إعادة الاستخدام أو إعادة التخزين والتعبئة أو حتى التحويل للأسمدة هي فرصة لإحراز تقدم نحو الهدف السابع وكذلك الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة 2030.

ولتحديد أسباب التراجع لهذه الكميات المهدرة من الأطعمة يمكننا تأطير أكبر سبب لهذه الظاهرة هو السلوك والعوامل الشخصية التي تفتقر إلى عدم المعرفة والمهارة في تخزين الأغذية وإعادة تدويرها ضمن إطار حفظ الأطعمة فإن المهارة والتقنية الحديثة اليوم نستطيع بها التصرف في الأغذية وبقايا الطعام بطرق عديدة مثلاً التعبئة المنزلية للأغذية المطهوة في الحد من النفايات الخطرة.

يلعب التغليف دوراً مهماً في المساعدة على تقليل تلوث الأطعمة التي يمكن إعادة استهلاكها وهذا الأمر بالغ الأهمية يساعد الأسر في التقليل من نفايات الأطعمة. مهارة التغليف والتعبئة تساهم في حماية الخصائص الحيوية للأطعمة وتمنع من تسرب العناصر الخارجية التي تسهم في تسريع التلف وتساعد في إطالة العمر الافتراضي للطعام، بحيث يكون للأسرة أو المستهلك فرصة أطول لاستخدامه.

إن استخدام وظائف التعبئة والتغليف المناسبة لاستهداف الأطعمة الأكثر إهداراً من قبل الأسر لديه القدرة على إحداث تأثير كبير نحو الحد من نفايات الأغذية والتي تعد خطرة على البيئة، وتحقيق مكاسب بيئية واجتماعية واقتصادية مع المساهمة في تحقيق تقدم للهدف خفض هدر النفايات إلى النصف 2030 من أهداف التنمية المستدامة، حيث إنَّ كثيراً من الدراسات وجدت أن سلوك المستهلك هو وراء إحداث هذه الكميات الكبيرة من نفايات الأطعمة كما أشارت دراسة بريطانية أجريت على تغليف اللحوم بالمنازل كشرائح الدجاج وجدت أنه الفئة التي استخدمت عبوات تخزين مناسبة خرجت بنتائج إيجابية يمكن بهذه النتائج توفير ما يقدر 10000 طن من لحوم الدجاج من النفايات المطروحة لذا فإن ترسيخ سلوك التعبئة المنزلية والتغليف الصحي للأغذية يثبت فعاليته في سياق الأسرة لذا فنحن بحاجة اليوم إلى تثقيف ورفع مهارة إدارة الأغذية لدى المستهلك والأسرة بأهمية استخدام عبوات التعبئة والتغليف لبقايا الأطعمة وإعادة استهلاكها أما على نطاق الأسرة أو التبرع بها أو إهداؤها لمن هم بحاجه لها أكثر وأوجز حديثي أن الحد من هدر الطعام مهم لضمان الأمن الغذائي المستدام وتثقيف المستهلك بالاستراتيجية الفاعلة في نهج الشراء والإعداد والتعبئة والتخزين ومن ثم الاستهلاك يمكننا التحكم بإدارة نفايات الأطعمة.

* رئيس قسم البيئة والمحميات الطبيعية - هيئة الفجيرة للبيئة