يتصاعد التوتر في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا في مولدوفا، في ظلّ مخاوف من امتداد الحرب في أوكرانيا إلى جارتها. لكن مراقباً أمنياً بارزاً، زار الجيب الانفصالي أخيراً، ذكر أن الجانبين لا يريدان التورّط بالغزو الروسي لأوكرانيا، كما أفادت "بلومبرغ".
يرأس كلاوس نويكيرش مهمة "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" إلى مولدوفا، حيث يسهّل البحث عن تسوية بشأن ترانسنيستريا، علماً أن السلطات في الإقليم المنشق تخوض نزاعاً مع حكومات مولدوفا منذ 3 عقود.
زيارة نويكيرش إلى تيراسبول، عاصمة الجمهورية المعلنة من جانب واحد، جاءت بعدما شهدت ترانسنيستريا تفجيرات لم تُعرف أسبابها. قبل ذلك بوقت وجيز، أدرج الجنرال رستم مينكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، ترانسنيستريا ضمن أهداف غزو أوكرانيا، بحجة الإساءة للروس في الإقليم.
يستحيل التكهّن بما سيحدث في أوكرانيا، كما أن ثمة خلافات عميقة بين مولدوفا وترانسنيستريا. ويتمركز 1500 جندي روسي في الإقليم، على بعد 70 كيلومتراً شمال غربي ميناء أوديسا الأوكراني، ممّا يمنح موسكو نفوذاً، بحسب "بلومبرغ".
لكن نويكيرش تحدث السبت عن "فرصة"، معتبراً أن طرفي النزاع "هما معاً إلى حد ما في هذه الأزمة".
تجنّب أزمة طاقة
وأشارت الوكالة إلى أن حرب أوكرانيا قطعت الجانبين عن طريق تجاري حيوي، يمرّ عبر ميناء أوديسا على البحر الأسود، فيما أن إغلاق أوكرانيا حدودها البرية مع ترانسنيستريا، جعل كل صادرات الإقليم ووارداته تمرّ غرباً للمرة الأولى، عبر جمارك مولدوفا.
ورغم موالاتها لموسكو، ذهبت 54٪ من صادرات ترانسنيستريا إلى الاتحاد الأوروبي، في عام 2021، مقارنة بـ14٪ إلى روسيا و9٪ إلى أوكرانيا، وفقاً لبعثة الاتحاد الأوروبي لمساعدة الحدود إلى مولدوفا وأوكرانيا. وستتعرّض هذه التجارة للخطر إذا سيطرت روسيا على الإقليم، في خطوة ستعرّضها لعقوبات تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتجنّب مفاوضون من مولدوفا وترانسنيستريا أزمة طاقة محتملة، الجمعة، ومددوا عقداً يمكّن مولدوفا من شراء الكهرباء من محطات للطاقة على نهر دنيستر، في ترانسنيستريا، قبل نهاية العقد الأحد.
إنزال برمائي روسي؟
في الوقت ذاته، وافق مسؤولو مولدوفا على السماح لمصنع معادن مهم بالنسبة إلى اقتصاد ترانسنيستريا، بمواصلة العمل لفترة مماثلة، فيما تُسوّى مخاوف بيئية. ويشكّل هذا المصنع مصدراً مهماً للدخل والتوظيف، إذ يصدّر الكثير من منتجاته إلى بولندا، ويستورد من رومانيا خردة معادن لاستخدامها في أفرانه، وكلاهما من دول الاتحاد الأوروبي.
وقال أرتور دموشوفسكي، الموفد الخاص للرئاسة البولندية الدورية لـ"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، والذي زار تيراسبول مع نويكيرش: "ندعم كل العمليات الإيجابية التي تحدث هنا. نرحّب بتعاون الجانبين أخيراً على مستوى عال، والذي سمح باستئناف نشاط مصنع التعدين".
لكن استمرار الحرب في أوكرانيا يثير قلقاً أكثر من الأمل، بحسب "بلومبرغ"، إذ شهدت ترانسنيستريا هجمات وتفجيرات هذا الأسبوع، بما في ذلك في مقرّ أمن الدولة، ومطار، وجهاز ضخم للإرسال اللاسلكي.
الهجمات والتفجيرات لم تسفر عن إصابات، علماً أن أحداً لم يُعلن مسؤوليته عن تنفيذها. لكن سلطات ترانسنيستريا اتهمت أوكرانيا، فيما اتهمت الأخيرة روسيا، وأشارت مولدوفا إلى فصائل مؤيّدة للحرب في ترانسنيستريا.
في الوقت ذاته، دمّرت القوات الروسية الجسر الوحيد الذي يربط منطقة في أوكرانيا جنوب أوديسا، ببقية البلاد. وفاقم ذلك مخاوف مديدة في المدينة الساحلية، من احتمال أن يحاول الأسطول الروسي في البحر الأسود تنفيذ إنزال برمائي في منطقة لن تتمكّن القوات الأوكرانية من الوصول إليها، ثم الزحف شمالاً إلى ترانسنيستريا، ممّا يفتح جبهة جديدة في الحرب.
وبعد تدمير الجسر، سيتوجّب على أيّ قوات أوكرانية تتجه جنوباً، أو تلك الروسية المتجهة إلى ترانسنيستريا، المرور عبر أراضي مولدوفا، التي لديها قوات مسلحة محدودة.
حظر رمزَيْن روسيين للحرب
ولم يتضح بعد مَن المسؤول عن الهجمات، وماهية الخطط التي أعدّتها موسكو بشأن ترانسنيستريا أو مولدوفا على نطاق أوسع. لكن قدرة الجيش الروسي على شنّ هجوم برمائي مشابه، أو دعمه من خلال اختراق الدفاعات الأوكرانية للوصول إلى ترانسنيستريا من الشرق، تبدو محدودة الآن، بحسب "بلومبرغ".
ومع ذلك، باتت مولدوفا في وضع غير مستقر، إذ لا تزال تعتمد على موسكو في غالبية إمداداتها من الطاقة، وتتعرّض لدعاية تنشرها شبكات التلفزة الروسية التي لا تزال تبثّ في كل أنحاء البلاد، كما أنها منقسمة سياسياً.
تهديد موسكو باقتحام ممرّ يؤدي إلى ترانسنيستريا، جاء بعد يوم على توقيع رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، قانوناً يحظّر عرض رمزين روسيين لحرب أوكرانيا، هما الحرف Z المرسوم على الدبابات الروسية، وشريط القديس جاورجيوس الذي يحيي ذكرى نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وحذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من أن عواقب هذا الحظر ستكون "مؤلمة" بالنسبة إلى مولدوفا، علماً أن مسؤولين في كيشيناو، عاصمة مولدوفا، ينتظرون بقلق الاحتفالات السنوية بيوم النصر، في 9 مايو، عندما يرتدي كثيرون شريط القديس جاورجيوس.
وقال وزير خارجية مولدوفا نيكو بوبيسكو: "إنها لحظة جديدة خطرة جداً في تاريخ منطقتنا".
يرأس كلاوس نويكيرش مهمة "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" إلى مولدوفا، حيث يسهّل البحث عن تسوية بشأن ترانسنيستريا، علماً أن السلطات في الإقليم المنشق تخوض نزاعاً مع حكومات مولدوفا منذ 3 عقود.
زيارة نويكيرش إلى تيراسبول، عاصمة الجمهورية المعلنة من جانب واحد، جاءت بعدما شهدت ترانسنيستريا تفجيرات لم تُعرف أسبابها. قبل ذلك بوقت وجيز، أدرج الجنرال رستم مينكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، ترانسنيستريا ضمن أهداف غزو أوكرانيا، بحجة الإساءة للروس في الإقليم.
يستحيل التكهّن بما سيحدث في أوكرانيا، كما أن ثمة خلافات عميقة بين مولدوفا وترانسنيستريا. ويتمركز 1500 جندي روسي في الإقليم، على بعد 70 كيلومتراً شمال غربي ميناء أوديسا الأوكراني، ممّا يمنح موسكو نفوذاً، بحسب "بلومبرغ".
لكن نويكيرش تحدث السبت عن "فرصة"، معتبراً أن طرفي النزاع "هما معاً إلى حد ما في هذه الأزمة".
تجنّب أزمة طاقة
وأشارت الوكالة إلى أن حرب أوكرانيا قطعت الجانبين عن طريق تجاري حيوي، يمرّ عبر ميناء أوديسا على البحر الأسود، فيما أن إغلاق أوكرانيا حدودها البرية مع ترانسنيستريا، جعل كل صادرات الإقليم ووارداته تمرّ غرباً للمرة الأولى، عبر جمارك مولدوفا.
ورغم موالاتها لموسكو، ذهبت 54٪ من صادرات ترانسنيستريا إلى الاتحاد الأوروبي، في عام 2021، مقارنة بـ14٪ إلى روسيا و9٪ إلى أوكرانيا، وفقاً لبعثة الاتحاد الأوروبي لمساعدة الحدود إلى مولدوفا وأوكرانيا. وستتعرّض هذه التجارة للخطر إذا سيطرت روسيا على الإقليم، في خطوة ستعرّضها لعقوبات تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتجنّب مفاوضون من مولدوفا وترانسنيستريا أزمة طاقة محتملة، الجمعة، ومددوا عقداً يمكّن مولدوفا من شراء الكهرباء من محطات للطاقة على نهر دنيستر، في ترانسنيستريا، قبل نهاية العقد الأحد.
إنزال برمائي روسي؟
في الوقت ذاته، وافق مسؤولو مولدوفا على السماح لمصنع معادن مهم بالنسبة إلى اقتصاد ترانسنيستريا، بمواصلة العمل لفترة مماثلة، فيما تُسوّى مخاوف بيئية. ويشكّل هذا المصنع مصدراً مهماً للدخل والتوظيف، إذ يصدّر الكثير من منتجاته إلى بولندا، ويستورد من رومانيا خردة معادن لاستخدامها في أفرانه، وكلاهما من دول الاتحاد الأوروبي.
وقال أرتور دموشوفسكي، الموفد الخاص للرئاسة البولندية الدورية لـ"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، والذي زار تيراسبول مع نويكيرش: "ندعم كل العمليات الإيجابية التي تحدث هنا. نرحّب بتعاون الجانبين أخيراً على مستوى عال، والذي سمح باستئناف نشاط مصنع التعدين".
لكن استمرار الحرب في أوكرانيا يثير قلقاً أكثر من الأمل، بحسب "بلومبرغ"، إذ شهدت ترانسنيستريا هجمات وتفجيرات هذا الأسبوع، بما في ذلك في مقرّ أمن الدولة، ومطار، وجهاز ضخم للإرسال اللاسلكي.
الهجمات والتفجيرات لم تسفر عن إصابات، علماً أن أحداً لم يُعلن مسؤوليته عن تنفيذها. لكن سلطات ترانسنيستريا اتهمت أوكرانيا، فيما اتهمت الأخيرة روسيا، وأشارت مولدوفا إلى فصائل مؤيّدة للحرب في ترانسنيستريا.
في الوقت ذاته، دمّرت القوات الروسية الجسر الوحيد الذي يربط منطقة في أوكرانيا جنوب أوديسا، ببقية البلاد. وفاقم ذلك مخاوف مديدة في المدينة الساحلية، من احتمال أن يحاول الأسطول الروسي في البحر الأسود تنفيذ إنزال برمائي في منطقة لن تتمكّن القوات الأوكرانية من الوصول إليها، ثم الزحف شمالاً إلى ترانسنيستريا، ممّا يفتح جبهة جديدة في الحرب.
وبعد تدمير الجسر، سيتوجّب على أيّ قوات أوكرانية تتجه جنوباً، أو تلك الروسية المتجهة إلى ترانسنيستريا، المرور عبر أراضي مولدوفا، التي لديها قوات مسلحة محدودة.
حظر رمزَيْن روسيين للحرب
ولم يتضح بعد مَن المسؤول عن الهجمات، وماهية الخطط التي أعدّتها موسكو بشأن ترانسنيستريا أو مولدوفا على نطاق أوسع. لكن قدرة الجيش الروسي على شنّ هجوم برمائي مشابه، أو دعمه من خلال اختراق الدفاعات الأوكرانية للوصول إلى ترانسنيستريا من الشرق، تبدو محدودة الآن، بحسب "بلومبرغ".
ومع ذلك، باتت مولدوفا في وضع غير مستقر، إذ لا تزال تعتمد على موسكو في غالبية إمداداتها من الطاقة، وتتعرّض لدعاية تنشرها شبكات التلفزة الروسية التي لا تزال تبثّ في كل أنحاء البلاد، كما أنها منقسمة سياسياً.
تهديد موسكو باقتحام ممرّ يؤدي إلى ترانسنيستريا، جاء بعد يوم على توقيع رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، قانوناً يحظّر عرض رمزين روسيين لحرب أوكرانيا، هما الحرف Z المرسوم على الدبابات الروسية، وشريط القديس جاورجيوس الذي يحيي ذكرى نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وحذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من أن عواقب هذا الحظر ستكون "مؤلمة" بالنسبة إلى مولدوفا، علماً أن مسؤولين في كيشيناو، عاصمة مولدوفا، ينتظرون بقلق الاحتفالات السنوية بيوم النصر، في 9 مايو، عندما يرتدي كثيرون شريط القديس جاورجيوس.
وقال وزير خارجية مولدوفا نيكو بوبيسكو: "إنها لحظة جديدة خطرة جداً في تاريخ منطقتنا".